بدير: لو بالحلاوة عندنا حسين فهمي فهمي: كل جديد لافت للنظر عبدالحافظ: محرومون من الجمال شرف الدين: الاستمرارية للمسلسل المصري الميهي: الناس ملوا من الدراما العربية تحقيق: إيمان التوني "نور" مسلسل تركي مدبلج بأصوات ممثلين سوريين عرضته إحدى الفضائيات العربية، ويعرضه التليفزيون المصري حاليا، لكنه ليس مجرد مسلسل غير عربي يتابعه الكثيرون، وإنما أثار الإقبال الجماهيري عليه جدلا واسعا بين صناع الدراما، وطرح تساؤلات كثيرة حول الدراما المصرية والعربية ما لها وما عليها. فاضل: مناظر مبهرة ووجوه جديدة إسماعيل عبد الحافظ ومحمد فاضل فقد أرجع المخرج محمد فاضل انجذاب الناس في مصر والعالم العربي لمسلسل "نور" التركي إلى بحث الجمهور دائما على الشيء الجديد المختلف، كما حدث منذ سنوات عندما انجذب الجمهور أيضا للمساسل الأجنبي "The Bold and The Beautiful" أو "الجريء والجميلات" وقت ما أذيع، وكان حوالي 300 حلقة، لكن الناس لا تستقر على عمل فني ما إلا على الأعمال الجيدة، متسائلا أين ذهب "الجريء والجميلات" الآن؟ فهو رغم إعادة عرضه على بعض الشاشات الفضائية فإنه لا يحظى بمتابعة جيدة. وقال فاضل إن الجمهور وجد في المسلسل التركي وجوها جديدة لممثلين مختلفين، بعد أن مل من تكرار الممثلين المصريين في كثير من المسلسلات، بحيث لا يستطيع المشاهد أن يميز بين مسلسل وآخر. كذلك ما عرضه المسلسل من مناظر مبهرة، حيث الطبيعة والتصوير في أماكن أثرية أو حديثة. ولا شك أن الصورة وجمالياتها لعبت دورا كبيرا في هذا المسلسل. بينما نحن في المسلسلات المصرية محرومون من التصوير في الأماكن الأثرية، وحتى مطار القاهرة الدولي لا نستطيع التصوير فيه إلا بدفع روسم باهظة، بالإضافة إلى منع التصوير في القصور منعا باتا. وأضاف فاضل أنه بجانب الوجوه الجديدة المختلفة والمناظر المبهرة، تضمن المسلسل التركي أحداثا ميلودرامية، حيث إنه أحيانا كثيرة - ومع المتاعب الاقتصادية والضغوط الاجتماعية - يهرب الناس للميلودراما حيث المبالغة أو إلى الكوميديا حيث المبالغة أيضا، فهو هروب نفسي إلى حواديت يضعون فيها كل تفكيرهم وتريحهم ولو قليلا من عذابات الحياة وقانون الضريبة العقارية وقانون المرور الجديد وارتفاع الأسعار وازدحام الشوارع. كما نلاحظ ذلك أيضا في الأفلام السينمائية التي تلقى إقبالا جماهيريا حاليا. وأوضح أن كل هذه العوامل جعلت الجمهور بالتالي يجد في الدراما التركية ما لا يستطيع أن يجده في الدراما المصرية، مشيرا إلى أنه ربما كان هذا أيضا أحد عناصر الإقبال على الدراما السورية في وقت سابق، حيث الجماليات متوفرة، والفخامة الشكلية للإنتاج. وعن تأثير ذلك على الدراما المصرية، أكد المخرج محمد فاضل أن تجربته ومتابعته لمختلف المحطات الفضائية العربية أثبتت أن الدراما المصرية لا تزال وستظل هي السائدة، لكن لابد أن نطلق إشارة التحذير من أنه لن يستمر الحال طويلا "وللصبر حدود" - على حد قوله - بدير: لو بالحلاوة عندنا حسين فهمي أحمد بدير من جانبه، قال الفنان أحمد بدير إنه لم يشاهد مسلسل "نور"، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه لن يختلف كثيرا عن الدراما المكسيكية التي تمتد لآلاف الحلقات. وأضاف أنه عودة للميلودراما، مستنكرا الضجة الإعلامية المثارة حول المسلسل التركي وإذاعته على التليفزيون المصري كنوع من السبق. وقال إنه "من الغريب أن نطنطن له ونتسابق على عرضه". وأشار بدير إلى أن المسلسل التركي بالضرورة سيتضمن عادات لا تتفق مع عاداتنا وتقاليد لا تخصنا. وقال إن "الطنطنة كلها كانت على البطل الحليوة، وإذا كانت بالحلاوة عندنا حسين فهمي"، بالإضافة إلى أنه مدبلج بأصوات ممثلين سوريين، معربا عن رأيه بأن المسلسل التركي هو مزيح من المسلسلات المكسيكية المملة الطويلة والأفلام الهندية حيث تحمل كل حلقة مفاجئة جديدة كأن يكتشف الأب انه ابن بنته وقصصا من هذا النوع. فهمي: كل جديد لافت للنظر بينما فسر الفنان حسين فهمي إقبال الجمهور المصري والعربي على مسلسل "نور" التركي بحب الناس للتغيير والتجديد. وقال "كل ما هو جديد هو لافت للنظر"، مشيرا إلى أن هذه الضجة حدثت من قبل، ليس فقط على مستوى الأعمال الدرامية وإنما أيضا على مستوى الممثلين، حيث ظهر ممثلون جدد وثارت حولهم ضجة وفجأة اختفوا،مؤكدا أن القيمة تبقى مع الجيد والأقوى ومع الدراما التي تصلح لكل زمان ولكل مكان ولكل البشر، لذا فقد شدد على أن الدراما المصرية هي الأفضل والأحسن، وأن الممثل المصري هو دائما الأبقى. وأضاف أن كل جديد قد يثور عليه هجوم وقد يحظى بإقبال شديد إلى أن نكتشف الحقيقة. حسين فهمي وقال في وقت ليس بالبعيد سمعنا كلاما عن أن السجادة سحبت من تحت أقدام الدراما المصرية، وأن الدراما السورية هي الأفضل والأحسن، ثم وجدنا كل زملائنا وأصدقائنا من الممثلين السوريين موجودين معنا هنا في مصر يعملون كلهم في مسلسلات مصرية، مشيرا إلى تعليق قاله حينها أعجب البعض ولم يعجب الآخرين وهو "أكيد السجادة كانت عجمي لأن السجادة العجمي هي سجادة مصرية سحبت إليها الجميع". وأضاف أننا نشاهد كل الأعمال ونستمتع بها لكن في النهاية الدراما المصرية هي الباقية. عبدالحافظ: محرومون من الجمال من جانبه قال المخرج إسماعيل عبد الحافظ رغم أنه لم يشاهد المسلسل لكن مما سمعه عنه من أهله وأصدقائه، فإنه يرى أن هذه ظاهرة إيجابية وليست سلبية، متسائلا باستنكار لماذا تخشى الدراما المصرية من عمل مدبلج مثل هذا المسلسل التركي؟! مؤكدا أن العمل المتقن والجيد يصل إلى الناس. وأشار إلى ما أثارته أعمال أجنبية شدت الناس من قبل، واصفا ذلك بأنه كان مجرد زوبعة في فنجان وانفضت، موضحا أن ما يبقى هو مثلا كمسلسل "الجذور" الذي كان من جزئين، فهذا المسلسل ظل عالقا في الأذهان إلى يومنا هذا لأنه كان مسلسلا جيدا فنيا ويحمل رسالة حقيقية. وقال إن أي عمل يحمل فنا حقيقيا أهلا وسهلا به، وإذا كان مسلسل "نور" التركي لا ينطبق عليه هذه المواصفات الفنية فسيرتد على صناعه ولن ينجح ولن يستمر. وقال عبد الحافظ إن الناس انجذبوا للمسلسل التركي بنفس الطريقة التي انجذبوا بها لمسلسل The Bold and The Beautiful أي الشاب الوسيم "الحليوة اللي يحل من على حبل المشنقة" والبنات الجميلات جدا وما بهن من نسبة عري عالية جدا، حيث إننا في المقابل محرومون من ذلك كشعوب عربية نحجب كل شيء، ونسير وراء الحجاب ليس من باب الدين فقط وإنما من باب موجة التحفظ الشديدة الموجودة في المجتمع المصري حاليا. وأضاف أن مجتمعا مثل المجتمع اللبناني بالتأكيد أنه لا يتعصب لمثل هذا المسلسل ولا يؤثر فيه، إنما في مصر لدينا طبيعة متحفظة، وفي أعمالنا نحاول أن نكون متحفظين أكثر من الملك - كما يقال - فأصبح الناس متشوقين لأن يروا الجمال الطبيعي سواء في الطبيعة أو في الإنسان رجلاً كان أو امرأة، وبما أن الناس محرومة من أن تشاهد ذلك فعندما ترى شيئا كهذا ستنجذب له بشدة. وأكد المخرج إسماعيل عبد الحافظ أنه لو قدم صناع الدراما في مصر عملا هادفا جدا، كأن يرتدي فيه الممثلون الملابس المتحررة - مثل مجتمع مارينا والساحل الشمالي - سينجذب الجمهور لهذا العمل جدا، لكن إذا قدم عمل مثل هذا في مصر سيهاجم هذا العمل وستنطلق الأصوات بأننا مجتمع إسلامي ولابد أن نكون محافظين. وتساءل هل وصلنا إلى هذه الدرجة من أننا غير واثقين في فننا وفي ممثلينا ومبدعينا وفي أننا نقدم الفن الحقيقي؟!. وقال إن هناك قلة من صناع الفن الحقيقي، ونحن في حاجة ماسة لأن نقف وراء هذه القلة كي تزداد وتقدم لنا المزيد من الفن العظيم الراقي الذي يخاطب العقل والوجدان وهذا هو المهم. شرف الدين: الاستمرارية للمسلسل المصري أما المخرج يوسف شرف الدين لم يشاهد مسلسل "نور"، لكنه أكد أن لا شيء يستطيع أن يؤثر على الدراما المصرية. وقال الدراما المصرية أساس وستبقى أساس. وأضاف من الممكن أن نشاهد مسلسلا تحدث حوله ثورة ويحظى بإقبال شديد إنما الاستمرارية هي الأهم، وهي دائما للمسلسل المصري. كما أوضح أن أهم عناصر نجاح أي مسلسل تليفزيوني ترتكز بالأساس على الورق الجيد والإنتاج الجيد. رأفت الميهي الميهي: الناس ملوا من الدراما العربية من جهة أخرى، اعتبر المخرج والسيناريست رأفت الميهي - رغم أنه لا يشاهد التليفزيون - أن المسلسل التركي "نور" لابد وأن به شيئا جديدا حتى يحظى بكل هذا الإقبال الجماهيري. وقال إن هذا دليل على أن الناس "زهقوا" من المسلسلات العربية التي تقدم لهم، مؤكدا وجود قصور شديد في المسلسلات المصرية. وقال لم نكن في حاجة لمسلسل تركي حتى نعرف أن لدينا هذا القصور، فلابد من تغيير شكل المسلسلات المصرية كلها سواء بالنسبة لجماليات الصورة أو طريقة الحكي، مشددا على ضرورة العمل بعين جديدة وثورة ورقابة جديدة وأشياء كثيرة جدا.