قال الدكتور بطرس بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان "إنه توجد صعوبات في تطبيق حقوق الإنسان في مصر والعديد من دول العالم بما في ذلك البلدان المتقدمة منها. وأكد "غالي": أن الأمية في مصر تزيد عن 40% وأنه في الوقت الحاضر هناك مواجهة تامة بين الحركة الأصولية في مصر والحكومة ومن الصعب تطبيق حقوق الإنسان في ظل هذه المواجهة.. وهذه الظاهرة غير مقتصرة علي مصر فقط وإنما توجد في العديد من دول العالم فهناك تناقض بين الحكومة التي تتمسك بمقتضيات الأمن وتري أن الأمن أهم من الدفاع عن حقوق الإنسان. فنجد مقارنة بين هل الأهم العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان أو الدفاع عن السلام فهناك تعارض جذري. وأعرب غالي خلال ندوة تحت عنون "حقوق الإنسان بين الواقع والمأمول" أقيمت في نقابة الصحفيين مساء الثلاثاء عن تفاؤله بتقدم أوضاع حقوق الإنسان في دول المنطقة مشيراً أن مهمة المجلس ليست مقصورة علي حقوق الإنسان في مصر ولكنها مسئولة للدفاع عن مجالس حقوق الإنسان علي مستوي العالم لأنه من خلال تضامن هذا المجلس والمجالس الأخرى في الوطن العربي والإفريقي والمجتمع الدولي نستطيع أن نكون شبكة من المجالس وندافع عن هذه المشاكل. وطالب الدكتور بطرس غالي الدول الكبرى بتحقيق ديمقراطية العولمة والنظر لمصالح الدول النامية عند صياغة قراراتهم لمراعاة حقوق الإنسان في الدول النامية. ورداً علي سؤال حول لماذا لم يهتم المجتمع الدولي بحقوق الإنسان منذ عام 1948 أجاب الدكتور غالي أن السبب في ذلك يرجع إلي الحرب الباردة التي أدت إلي انقسام العالم إلي معسكرين؛ الأول شيوعي والثاني غربي وقامت حرب باردة بين المعسكرين وكان حينئذٍ من الصعب أن نتكلم عن حقوق الإنسان طالما أن هذه الحرب قائمة بين المعسكرين فمن الناحية العملية الأممالمتحدة لم تهتم بحقوق الإنسان أثناء الحرب الباردة وكانت تستند إلي ذلك للمادة"2" فقرة"7" ومضمونها "أنه لايجوز أن تتدخل في الشئون الداخلية للدول وحقوق الإنسان من الشئون الداخلية". وحول متي تم التغيير؟ أجاب الدكتور بطرس غالي "التغيير تم بعد نهاية الحرب الباردة حينئذٍ وجدنا ظاهرة حديثة وهي أن دولة واحدة هي التي انفردت بالسلطة وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية. فهذه الدولة أرادت بمفردها وهذا هو منهجها أنها تستطيع أن تعمل علي استبداد السلام في العالم من خلال تطبيق الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم والدفاع عن حقوق الإنسان وبالتالي الأممالمتحدة بدأت تهتم مرة أخري بحقوق الإنسان وبالنظم الداخلية للدول والمادة 2 فقرة 7 التي تدعو إلي عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول تغلبت عليها الأممالمتحدة ورأت أن لها الحق في أن تتدخل في الدفاع عن الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان. وقال "بطرس": إن الرئيس بوش الابن مازالت مقتنعا أن بلاده تستطيع بمفردها أن تحقق السلام العالمي وأن الأممالمتحدة جهاز هامشي لايستطيع أن يلعب هذا الدور إلا بطريقة ثانوية وأن الولاياتالمتحدة هي التي يجب أن تتولي الدفاع عن الديمقراطية. واختتم الدكتور بطرس غالي حديثة قائلاً: أمامنا صعوبات وهي غير مقصورة علي مصر فهي موجودة في كل أنحاء العالم بما فيها الدول المتقدمة فعلينا أن نستمر وأن ننشر ثقافة حقوق الإنسان والعمل من أجل حقوق الإنسان وهذا سوف يتطلب الكثير من الوقت والكثير من الصبر.