شهدت اجور نجوم الصف الاول للدراما التلفزيونية إرتفاعًا جنونيا خاصة في الأعمال الدرامية التي ستعرض في رمضان المقبل. فقد طالب يحيي الفخراني بأجر وصل إلي سبعة ملايين جنيه نظير بطولته مسلسل ''شرف فتح الباب'' بعد أن كان أجره في رمضان الماضي أقل من هذا الرقم بثلاثة ملايين دفعة واحدة، كما طالبت ليلي علوي مبلغ 5 ملايين جنيه عن بطولتها لمسلسل ''ليلة الرؤية'' بعد أن كان أجرها لا يتجاوز الثلاثة ملايين جنيه، وهو ما جعل بطلاً مثلاً نور الشريف يفكر في رفع أجره إلي خمسة ملايين جنيه، وجعل أيضًا إلهام شاهين ويسرا تقرران الأمر نفسه . ولم ينته الأمر عند نجوم الصف الأول من الكبار، بل إن شريف منير الذي لم يتجاوز أجره في الفيديو الستة أصفار والذي يغيب عن الشاشة الصغيرة منذ 11 عامًا، قرر العودة بمسلسل ''قلب ميت'' واشترط حصوله علي مليون ونصف المليون جنيه كأجر نظير بطولته العمل، مما حرك أجور هشام سليم وممدوح عبد العليم وفاروق الفيشاوي الذي قرر رفع أجره إلي مليوني جنيه بعد أن كان يتقاضي مليونًا و570 ألف جنيه وهو نفس ما قرره حسين فهمي بعد أن كان أجره مليونًا و350 ألف جنيه، خصوصًا بعد النجاح الذي حققته مسرحيته ''زكي في الوزارة'' وفي حين لم تعلن ميرفت أمين عن رفع أجرها توقع المنتجون من داخل الوسط أن يزيد أجرها إلي أضعاف المبلغ الذي كانت تحصل عليه قبل 5 سنوات، والذي لم يكن يتجاوز المليون جنيه . ارتفاع أسعار نجوم الصف الأول تسبب أيضًا في رفع أسعار نجوم الصف الثاني وشباب السينما الوافدين علي عالم الدراما التليفزيونية رغم أنهم لم ينجحوا في اختبار التسويق بعد، وهو المعيار الوحيد الذي يقيس عليه المنتجون والفضائيات أسعار النجوم. فقد طلبت نيكول سابا مبلغ مليون ونصف المليون نظير قيامها بالمشاركة في أول مسلسل لها وهو ''عدي النهار''، وعندما وجد أحمد بدير بطل مسلسل ''بث مباشر'' الكل يرفع أجره، وجد أن من حقه بعد تاريخه الطويل في الفن أن يرفع أجره، ولا شك أن هذا الارتفاع غير المسبوق يأتي بتأثير سلبي علي عمليات الإنتاج . يقول المنتج حسين نوح: المسلسل عمل جماعي يجب أن يشعر البطل فيه بالراحة، وبالتالي من المهم أن يحصل علي الأجر الذي يطلبه، ولكن في الوقت نفسه يجب أن ننتبه إلي أن الاهتمام بدفع تلك الأجور المرتفعة يضعف من باقي العناصر الفنية للمسلسل، وظهورها بشكل غير جيد، وهو السبب الذي أخشي أن يكون وراء إدخال الدراما المصرية مرحلة المقاولات التي مرت بها السينما المصرية من قبل بسبب ارتفاع أجور نجومها، وعندما رضخ المنتجون لطلبات النجوم كانت النتيجة سينما مقاولات- ولأن النجوم السوريين لم يدخلوا هذا النفق خرجت مسلسلاتهم بصورة جيدة يظهر فيها الإنتاج بوضوح . اما المنتج إيهاب إسماعيل، الذي كان مشاركًا في مسلسل ''بث مباشر'' فقال: تراجعت عن فكرة الإنتاج هذا العام بعد هذا الارتفاع غير الطبيعي في أسعار نجوم الصفين الثاني والثالث، فأصبحت الآن 200 ألف للوجوه الشابة، و700 ألف لنجوم الصف الثالث من الكبار، في حين طالب نجوم الصف الثاني بمليون ونصف المليون كأجر، والسبب وراء ذلك القفزة التي أحدثتها قطاعات الإنتاج العام في أجور هؤلاء الممثلين بدلاً من أن يرفعوها تدريجيًا، مما أدي إلي ارتباك أسعار النجوم كلها، فواجهت مشكلة في تكوين فريق، وقررت تأجيل إنتاج مسلسل هذا العام، ولو استمر الارتفاع الجنوني لأجور النجوم للأعوام المقبلة بحيث يصبح إجمالي أجور ممثلي الصفين الأول والثاني في المسلسل 6 ملايين جنيه من الميزانية فلن يكون أمامي سوي الانسحاب تمامًا من الإنتاج، وسيكون معي منتجون آخرون . وذلك لأن أغلب المسلسلات تحقق خسائر في تسويقها بسبب ارتفاع التكلفة وانخفاض أسعار التسويق، لأن الفضائيات لم تعد تشتري المسلسل المصري فقط، بل دخل معه المسلسلان السوري والخليجي، ومن ناحية أخري تنخفض أجور نجوم سوريا، فأعلي أجر يتقاضاه نجم سوري 40 ألف دولار أي حوالي 220 ألف جنيه، وهو أجر وجه جديد من الصف الثاني في مصر . وقال المنتج إسماعيل كتكت: كل شيء له تفسير إلا ارتفاع أجور النجوم، فلن يسوق مسلسل هذا العام باسم ممثل بعد أن غيرت الفضائيات من شروط شرائها المسلسلات، والدليل تسويق مسلسل '' اسمهان'' الذي تقوم ببطولته سولاف فواخرجي، وهي ممثلة معقولة الأجر، إلي قناة ال إم بي سي . وكذلك داليا البحيري، تم تسويق مسلسلها إلي قناة أبو ظبي، والسبب وراء هذه الظاهرة هو المنتجون غير المؤهلين الذي يوافقون علي دفع تلك الملايين في الوقت الذي يكون فيه النجم غير متفرغ لتصوير المسلسل . لذلك أري أن المخرج هو الأحق بالحصول علي أجر مرتفع، لأن طبيعة عمله تفرض عليه التفرغ الكامل لتصوير المسلسل، وأنا لم أدفع ملايين لأي ممثل من قبل، والأفضل بالنسبة لي أن يكون بطل مسلسلي ممثلاً صغيرًا بدلاً من نجم، فالعمل يلفت النظر بضخامة إنتاجه وليس بنجمه فقط، وهذا المبدأ تطبقه القنوات بجدية هذا العام . واختلف المنتج جمال العدل مع آراء المنتجين السابقين، حيث يري أن من حق النجم أن يحصل علي هذا الأجر المرتفع، مادام أجر المخرج والمؤلف يتراوح ما بين اثنين ونصف مليون جنيه، وفي النهاية الموضوع عرض وطلب، إذا زاد الطلب علي النجم يرتفع أجره، وإذا أقل ينخفض أجره بالتبعية . وقال: لا يوجد نجم يحصل علي أجر 4 ملايين جنيه، والإعلان عن هذه الأرقام من قبل النجوم أو المنتجين يكون بناء علي اتفاق بين النجم والمنتج حتي يستطيع المنتج بيع المسلسل بسعر مرتفع، أي أن هذه الأرقام لها استخدام دعائي .