يجذب حرير البروكار بألوانه الطبيعية الثرية ونقوشه الشرقية الدقيقة الزائرين الأجانب للعاصمة السورية رغم ارتفاع أسعاره. واشتهرت دمشق بهذه الصناعة منذ القرن السادس، وعرف صناع الحرير الدمشقيون بمهارتهم الفائقة في صنع "البروكار" وهو قماش سميك ينسج يدويا من خيوط الذهب أو الفضة والحرير الطبيعي ويقصب بالذهب أو الفضة بنقوش عربية تقليدية. وقال أنطون مزنرالذي يملك أحد المصنعين الباقيين لحرير البروكار في دمشق "صناعة دمشقية.. تاريخها دمشقي قديم كان يشتغلها جد جدي على النول العربي." وأضاف "أغلبية الأجانب يأتون خصيصا لأجل البروكار ويرون كيف يصنع هذا القماش على الطبيعة." ويرجع الفضل الى جد مزنر الاكبر الذي كان اسمه أنطون أيضا في نشر نقش الفراشة المكون من سبعة ألوان على حرير البروكار الذي يحظى باقبال كبير من السائحين الاجانب. ويخشى عامل البروكار العجوز عثمان رمضان (70 عاما) -الذى يعمل بمصنع مزنر منذ 60 عاما- اندثار حرفته لقلة اقبال الشبان على التدريب عليها ومنهم أبناؤه. وصناعة حرير البروكار عملية دقيقة تحتاج الى وقت طويل حتى أن النساج الماهر لا ينتج في المتوسط أكثر من متر من هذا القماش الفاخر في اليوم ليصبح المتوفر منه محدودا للغاية وليصل سعر المتر منه الى 78 دولارا. وقد أتت على هذه الصناعة فترات انقرضت فيها لعدم توفر المواد الأولية أو لعدم توفر اليد العاملة الخبيرة بسبب الحروب والأزمات التي كانت تلم بهذه البلاد فتأخذ عمالها للحرب فتموت أسواقها، الا انها عادت وجددت منذ حوالي 1935. (رويترز)