انتهى مساء الجمعة مؤتمر تاريخي للحوار بين الأديان بمشاحنة عكرت صفوه بين المسلمين واليهود، فيما جاء البيان الختامي مخيباً للآمال حسبما وصفته وكالة "رويترز"، حيث دار جدل حاد حول الصهيونية بين عز الدين إبراهيم مستشار رئيس الإمارات العربية المتحدة والحاخام مارك شناير رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في أمريكا الشمالية. وقال عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التي تنظم الحدث إن وجود بعض التباينات والخلافات بين المشاركين أمر طبيعي وأضاف التركي أن إعلان مدريد لا يمهد الطريق لمؤتمر آخر، وأشار أنه ما زال يتوجب توخي ما إذا كان المؤتمر سيؤكد على تنظيم مؤتمرات أخرى أو ندوات في أجزاء أخرى من العالم. يأتي هذا فيما أعلن أنتوني بول معاون روان وليامز كبير الأساقفة الأنجليكان في كانتربري أنه لا توجد نية لمواصلة هذا. ولم تلق اللقطات التي عُرضت في التليفزيون السعودي للملك عبد الله وهو يلتقي بالبوذيين والهندوس ارتياحا عند معظم علماء الدين السعوديين فهم يرون أتباع هذه الديانات وثنيين خاصة وأن العاهل السعودي الملك عبد الله كان قد بادر بجمع أتباع الديانات الأخرى في مؤتمر في مدريد سعيا للمصالحة الدينية ولإظهار وجه أكثر ليبرالية لبلاده. كان البيان الختامي للمؤتمر قد طالب بتعزيز القيم الإنسانية المشتركة والتعاون على إشاعتها فى المجتمعات ومعالجة المشكلات التى تحول دون ذلك، ونشر ثقافة التسامح والتفاهم عبر الحوار لتكون إطارا للعلاقات الدولية من خلال عقد المؤتمرات والندوات وتطوير البرامج الثقافية والتربوية والإعلامية المؤدية لذلك. كما شدد المؤتمر على أهمية الاتفاق على قواعد للحوار بين أتباع الديانات والثقافات تكرس من خلاله القيم العليا والمبادئ الأخلاقية التى تمثل قاسما مشتركا بين أتباع الأديان والثقافات الإنسانية لتعزيز الاستقرار وتحقيق الازدهار لبنى الإنسان. كما أشار بيان مدريد إلى أهمية العمل على إصدار وثيقة من المنظمات الدولية الرسمية والشعبية تتضمن احترام الأديان ورموزها وعدم المساس بها وتجريم المسيئين لها . ورفض بيان مدريد نظريات حتمية الصراع بين الحضارات والثقافات، وحذر من خطورة الحملات التى تسعى إلى تعميق الخلاف وتقويض السلم والتعايش بين الحضارات. كما قرر المؤتمر تكوين فريق عمل لدراسة الإشكالات التى تعيق الحوار وتحول دون بلوغه النتائج المرجوة منه، وإعداد دراسة تتضمن رؤى لحل هذه الإشكالات والتنسيق بين مؤسسات الحوار العالمية. وطالب المؤتمر بالتعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية لترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية والتصدى للإباحية والانحلال وتفكك الأسرة وتنظيم لقاءات وندوات مشتركة وإجراء أبحاث وبرامج إعلامية واستخدام الإنترنت وكل وسائل الإعلام لإشاعة ثقافة الحور والتفاهم والتعايش . ودعا المؤتمر الأممالمتحدة لتأييد النتائج التى توصل إليها هذا المؤتمر، والاستفادة منها فى دفع الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات، من خلال عقد دورة خاصة للحوار مناشدين خادم الحرمين الشريفين بذل الجهد لعقدها فى أقرب فرصة ممكنة. وأشار البيان لأهمية استمرار الحوار مفتوحا، وبصورة دورية للتأكيد على وحدة البشرية والمساواة بين الناس على اختلاف أنواعهم وألوانهم وثقافاتهم وأعراقهم مع تأكيد سلامة الفطرة الإنسانية فى أصلها حيث خلق الإنسان محبا للخير مبغضا للشر يركن للعدل وينفر من الظلم . (رويترز، أ ش أ )