إدانة دولية لقرار المحكمة طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو رسميا الإثنين بإصدار مذكرة لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب في إقليم دارفور (غرب السودان) واستهدفت المدنيين في السنوات الخمس الأخيرة ، وذلك في خطوة يحذر السودان من أنها قد تشعل النار في المنطقة كلها. وقال الادعاء في مذكرته إن "قوات وعملاء" تحت قيادة البشير قتلوا ما لا يقل عن 35 ألف مدني كما تسببت في "موت بطيء" لما يتراوح بين 80 و265 ألفا شردهم القتال. وجاء في المذكرة "ارتكب البشير من خلال أشخاص آخرين إبادة جماعية ضد جماعات الفور ومساليت والزغاوة العرقية في دارفور بالسودان من خلال استخدام جهاز الدولة والقوات المسلحة وميليشيا الجنجويد." كما وجه الادعاء الاتهام للبشير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منها القتل والإبادة والنقل الإجباري لما يصل الى 2.9 مليون مدني والتعذيب والاغتصاب. وبالاضافة إلى طلب القبض على البشير طلب الادعاء من المحكمة مصادرة ممتلكات الرئيس السوداني وتجميد أرصدته. في المقابل ، رفضت الحكومة السودانية اتهام البشير بالإبادة الجماعية وقالت إنها لا تعترف بمثل هذه المذكرة. وحذر وزير الخارجية السوداني من أن أي إجراء تتخذه المحكمة الجنائية الدولية يمكن أن "يدمر عملية السلام" في دارفور. اجتماع طارىء للوزراء العرب يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعا طارئا السبت القادم بمقر أمانة الجامعة لبحث مستجدات الوضع بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان. وصرح هشام يوسف المتحدث رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية أنه تم الاتفاق على عقد الاجتماع بناء على الطلب الذى تقدمت به السودان وأيدته خمس دول عربية هى سوريا ومصر والسعودية وليبيا وفلسطين. إدانة دولية من جانبها ، أكدت منظمة المؤتمر الإسلامي رفضها لملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للقادة السودانيين بما فيهم الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم في إقليم دارفور. وحذر الأمين العام أكمل الدين إحسان أوغلو للمنظمة " من التداعيات الخطيرة التي يمكن أن يؤدي إليها مثل هذا التحرك الذي يأتي في توقيت بالغ الحساسية من شأنه أن يهدد السلام الهش في دارفور". وأشار أوغلو إلى اندهاشه "من صمت المحكمة الجنائية الدولية في مناسبات عديدة إزاء جرائم فظيعة ارتكبت في أنحاء مختلفة من العالم وعلى نحو صارخ في منطقة الشرق الأوسط" معتبرا أن "منهج الكيل بمكيالين لن يفضي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى التعافي وتحقيق المصالحة في المنطقة". فى السياق ذاته ، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -في مقابلة نشرتها صحيفة لو فيغارو- عن قلقه البالغ من احتمال توجيه الاتهام إلى الرئيس السوداني عمر البشير قائلا "ستنجم عن ذلك عواقب سلبية بالغة الخطورة على عملية حفظ السلام بما في ذلك العملية السياسية وهذا ما يقلقني كثيرا لكن العملية القضائية لا تستثني أحدا". فى الوقت نفسه ، أدانت الأمانة العامة لتجمع "دول الساحل والصحراء" محاولة الترهيب الذي تتعرض له أعلى سلطة بجمهورية السودان من قبل محكمة الجنايات الدولية ، ومحاولة زعزعة الاستقرار مما يسيء أيضا إلى سيادة البلدان الإفريقية وكرامتها . (وكالات)