تعاني كردستان العراق التي تضم أبرز منتجعات بلاد الرافدين السياحية كسادا كبيرا حيث فقدت نحو 50% من زائريها نظرا للإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الأمن علي الوافدين ويقول محمد أمين إبراهيم صاحب أحد المطاعم في منطقة شقلاوة في محافظة أربيل (350 كم شمال بغداد)، إنه لا يوجد مصطافون كثيرون سواء أكانوا عراقيين أم أجانب بالإقليم مما ألقي بظلال سلبية علي النشاط السياحي الذي يعتمد عليه بشكل أساسي معظم سكان الإقليم. ويفرض جهاز الأمن الكردي (الآسايش) إجراءات مشددة بحيث يتعرض الوافدون إلى الأسئلة والتحقيق الدقيق تصل أحيانا إلى منع الدخول في حال عدم وجود كفيل محلي يتعهد الزائر. وتتمتع منطقة شقلاوة علي غرار معظم المناطق السياحية في الإقليم بمناخ جميل ومناظر خلابة كونها تقع بين ثلاثة مرتفعات أبرزها جبل سفين الشهير بكهوفه. ويمر الطريق إلي شقلاوة وحقولها الخضراء المنتجة للعسل عبر مرتفعات تتدرج حتى الوصول إلي المدينة التي يحتضنها واد يبدو قطعة خضراء لكثرة الأشجار. ويشير إبراهيم أن عدد العمال في المطعم تراجع إلي 20 فردا بعد أن كان حوالى 60 ما يعكس حجم التراجع في السياحة التي تعد المصدر الاقتصادي الأهم لغالبية سكان الإقليم. وتنتشر في معظم مدن الإقليم خصوصا شقلاوة الفنادق والمطاعم والمقاهي بالإضافة إلى منازل سياحية صغيرة مهيئة لاستقبال السياح لكن معظمها بات مغلقا. وإقليم كردستان العراق من أكثر المناطق استقرارا من الناحية الأمنية ما يساعد علي انطلاقة مشاريع واسعة في مجال الإعمار. ويؤكد كمال وهبي المسئول الإداري في أحد الفنادق، أن أعداد السياح الوافدين من مختلف مدن العراق انخفضت أكثر من 90% بعد فرض الإجراءات المشددة. ويضيف وهبي، أن العائلات كانت تواجه صعوبة الحصول علي مكان للإقامة سواء في الفنادق أو الشقق السياحية لكن الآن معظم هذه الأماكن فارغة ومغلقة. ويوضح أن عدد الغرف التي يشغلها الوافدون لا تتجاوز أكثر من 10 غرف شهريا في حين يضم فندقه المؤلف من 3 طوابق أكثر من 60 غرفة. من جانبه، يعبر أوميد كيفي إسماعيل المدير في وزارة السياحة في حكومة إقليم كردستان عن الأمل في إيجاد وسيلة لإعادة الحياة وإنعاش الحركة السياحية مجددا مثل التعاون والتنسيق مع شركات سياحية في بغداد. وعلي صعيد آخر، ذكر مصدر أمني رفض الكشف عن هويته أن هذه الإجراءات هدفها منع تسرب إرهابيين وتجنب تعرض الإقليم لأعمال عنف كتلك التي تحدث في مناطق متفرقة في البلاد. ويسعي الإقليم إلي تطوير القطاع السياحي مستقبلا عبر بناء مدينة عملاقة على جبل سفين الشهير وستتولى شركة أجنبية إنجاز المشروع الذي يضم مدينة ألعاب ومنازل سياحية ومطاعم فضلا عن فندق كبير. (أ ف ب)