نونو من حقوق الانسان إلى السفارة وفود إلى البحرين وهجرة إلى إسرائيل تجارة الأقمشة والاسطوانات هدى نونو التي عينت رئيسة للبعثة الدبلوماسية البحرينية لدى الولاياتالمتحدة تعد أول يهودية عربية تتولى هذا المنصب الرفيع . ومع اصدار ملك البحرين مرسوما بتعيين نونو بلقب سفيرة فوق العادة ذكر مسئول بحرينى- رفض كشف هويته- ان الهدف من هذا التعيين ليس حملة علاقات عامة، وانما يؤكد "خيار الاصلاح فى البحرين التى لا تميز بين الرجل والمرأة فى تولى المناصب المسئولة، ولا بين المواطنين بناء على انتمائهم الديني". ونونو- البالغة من العمر 43 عاما- ثالث امرأة فى البحرين تشغل منصب سفيرة، واول سفيرة يهودية في العالم العربي تتقلد هذا المنصب، خلفا للسفير الحالي الدكتور ناصر البلوشي الذي يمثل بلاده في واشنطن منذ سبتمبر 2005 . وكانت السنية" هيا آل خليفة- من الاسرة الحاكمة- قد تولت هذا المنصب فى باريس، فيما اصبحت "الشيعية" بيبى علوى- منذ بضعة اشهر- سفيرة للبحرين فى بكين. نونو من حقوق الإنسان إلى السفارة ففي عام 2002، اُنتخبت السيدة نونو أمينا عاما لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، وهي جمعية حكومية. وفي عام 2006، عينت عضوا في مجلس الشورى- الذي يتألف من 40 عضوا- خلفا لابن عمها إبراهيم نونو الذي شغل عضوية المجلس بين 2002 و2006. وكان ابراهيم نونو جد هدى عضوا فى مجلس بلدية البحرين- الذي اقامه البريطانيون في عام 1919- خلال العشرينات، حين كانت سلطات الاستعمار البريطانى تراعى فى تشكيل هذا المجلس التوزيع الطائفى فى البحرين. وكانت عائلة نونو قد قدمت إلى البحرين من العراق، في أواخر القرن ال19، حيث أسس جدها إبراهيم نونو شركة لصرافة العملة، والتي مازالت تعمل حتى اليوم. والسيدة هدى نونو كانت قد حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الإعمال من بريطانيا. وأشرفت على شركة الصرافة، قبل أن تتجه إلى العمل الحقوقي، ثم إلى العمل الدبلوماسي. وقالت السيدة نونو بعد تعيينها سفيرة لبلادها لدى الولاياتالمتحدة "انه لشرف عظيم أن يتم تعييني أول سفيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنني أتطلع لمواجهة هذا التحدي."، مضيفة أنها تشعر بالفخر لخدمة بلادها قبل كل شيء كبحرينية. وأكدت أنه لم يتم اختيارها لهذا المنصب بسبب دينها. وفود الى البحرين وهجرة الى اسرائيل معظم يهود البحرين- الذين كانت اعدادهم لا تزيد عن 500 شخصا قبل قيام اسرائيل ولا تتجاوز حوالي 37 شخصا فى عام 2008- اغلبهم قد وفدوا من مدينتي البصرة وبغداد بالعراق ومن مدينة بوشهر الساحلية في ايران. وكانوا ناشطين فى قطاعى التجارة، والصرافة، والعقار قبل ان يتم اكتشاف النفط منتصف القرن ال20. ومعظم اليهود البحرينيين قد هاجروا إلى إسرائيل بعد إنشاءها، وبالرغم من عدم وجود علاقة دبلوماسية بين البحرين وإسرائيل، إلا أن وفدا إسرائيليا كان قد زار البحرين عام 1996، وتسبب وجوده في مظاهرات عمت شوارع المنامة. وفي عام 2006 وبعد أن وقعت البحرين مع الولاياتالمتحدة اتفاقية التجارة الحرة، أقفلت البحرين مكتب مقاطعة إسرائيل. وكانت البحرين قد شجعت اليهود البحرينيين الذين هاجروا إلى إسرائيل والولاياتالمتحدة على العودة إلى أراضيها، واستعادة الجنسية البحرينية، ولكن حتى الآن وبالرغم من زيارة عدد من اليهود وطنهم السابق، إلا أنهم لم يسعوا لاستعادة جنسيتهم القديمة، ربما لأن القانون البحريني يمنع ازدواج الجنسية، باستثناء مواطني مجلس التعاون الخليجي. تجارة الاقمشة والاسطوانات ويرجع تاريخ يهود البحرين الى عام 1872 طبقا للوثائق البريطانية، بينما اشارت وثيقة محلية لمندوب بريطانيا المحلي للحاج عبدالنبي محمد علي صفر الى ان وجودهم يرجع الى عام 1862، حيث ذكرت الوثيقة الى احدهم والذي يُدعى" نسيم اليهودي" صاحب اشهر بقالة في المنامة انذاك، لكن يقال بأن احد احفاده قد هاجر الى السويد ويعتبر اليوم اشهر تاجر لبيع السجاد الفاخر من اصل بحريني يهودي يقطن في مدينة مالمو بجنوب السويد. وبالعودة الى ما كتبه الرحالة البريطاني لوريمر في كتابه الشهير " دليل الخليج"؛ فان "اعداد اليهود في البحرين كانوا خمسة اشخاص في القرن التاسع عشر، لكنها تزايدت مع بداية ال20، اذ تمركزوا في البداية عند مسجد الجامع وفي محيط سوق الحراج اذ كانت تعيش وتتمحور البحرين هناك بكل انشطتها الاقتصادية والشعبية". وقد استأجر اليهود ثلاثة دكاكين من فندق اليماني، وفي احدها كان اليهودي كورجي يبيع اسطوانات وهو واحد من ثلاثة لهم الفضل في ادخال هذه التجارة في البحرين. وبعد ثلاثة عقود، اشترى اليهود قرب سوقهم قطعة ارض في العام الهجري 1350 قبل ان يولد مشروع الفندق، وهناك بنوا معبدهم "الكنيس" الذي مازال موجودا حتى وقتنا الحالي الذي يبلغ عمره اكثر من سبعة عقود، وتعرض للترميم والتجديد اكثر من مرة. وظل الكنيس مغلقا بسبب الاعتداءات الذي تعرض لها والمظاهرات المعادية لاسرائيل بسبب تقسيم فلسطين، حيث ظل مغلقا عن اداء الشعائر الى ما يقارب نصف قرن؛ فهاجر الكثير من اليهود في عام 1947 الى اسرائيل بعد عدة هجمات على جاليتهم، لكن الكنيس أعاد نشاطه في عهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. كما عرف اليهود ايضا بتجارة الاقمشة، حيث كان يعرف سوق الاقمشة الموجود داخل المنامة بسوق اليهود الى جانب ان نساءهم كن يجيدن الخياطة واللغات من بينها الانجليزية، حيث كانت زوجة المستشار البريطاني ماري جوري تستعين بهن في اللقاءات مع البحرينيات وفي كتابة بعض الرسائل لها الى العربية. ولم تكن لليهود مدارس خاصة بهم في البحرين، لكن عندما افتتحت اول مدرسة للارسالية الاميركية في العام 1899، كانوا هم اول الطلبة الملتحقين بها مقارنة بالطلبة المسلمين اذ بدات المدرسة - بحسب الوثائق البريطانية- بستة طلبة من بينهم طالبة، بينما حدث حالة تزاوج واحدة بين يهودية ومسلم من البحرينيين، حيث تخلت عائلة الفتاة عنها بعدما اعتقنت الاسلام وتزوجت من سائق اجرة. وكان هناك كثير من الشركات- في الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين- يملكها اليهود بطريق المتنبي- والذي كان يطلق عليه شارع اليهود، وكانت تغلق جميع المحال يوم السبت من اجل اليهود.