هل نصير في اتجاه غلق أبواب الشغل ومعه باب الرزق في وجه المحجبات..؟ هل هناك اتفاق شبه خفي بين المسؤولين خصوصا في القطاع الخاص، في إبعاد المحجبات من تقلد مناصب توازي كفاءاتهن العلمية والمهنية، ولكنها للاسف ليست وفق الشكل والهندام والمظهر الخارجي للمحجبة...؟ هل لايستجيب مظهر المحجبة وهندامها لشغل وظائف في الدعاية والاعلان والسكرتارية والعلاقات العامة..!! أخوف ما أخافه أن يطلب المشغلون يوما إرفاق صور كاملة لجسم طالبة الشغل.. صور تظهر كل معالم جسدها وتقاطيعه وتحدد مواصفات الإغراء والاثارة فيه... معلومات طبعا قد تطلب أو ترفق بنهج السيرة الذي لم يعد يتسع فقط للشهادات والديبلومات وبيانات الكفاءة..؟ بعد أن ضمرت قيمة مثل هذه الشهادات لشغل بعض المناصب في عين بعض المشغلين الذين يطلبون قبل اجراء الفحص المهني حسب الشروط المطلوبة.. الشهادة الكفاءة.. »أن أكون أيضا جميلة الشكل، سافرة، كاسية عارية... لماذا يٌطْلَبُ مني بيان حول هندامي ومظهري للفوز بالمنصب المتبارى عليه كموظفة أو مستخدمة أوكاتبة !؟ لماذا يضع بعض المشغلين هذه العراقيل في حياة الفتاة والمرأة المحجبة.. مع أن القانون وقانون الشغل بالتحديد لايحمل أي بنود تمنع التحاق المحجبات بالوظائف، هذا كلام أو شكوى لمحجبة اعتبرت أنها لها كل الحق في عرض مشكلتها ولم لا الكلام باسم كل المحجبات اللائي اكتوين بهذا البعد وهذا التصنيف الجائر. في رد عن هذا الكلام لمشغل: يقول مدير عام لشركة دعاية وإعلان: »كل امرأة حرة في ماترتديه، لكن ظروف العمل ومتطلباته تفرض قواعد معينة، فمثلا قبل أشهر احتجنا الى موظفة في قسم التسويق، ونشرنا إعلانا في الصحف، وفوجئت بأن 90 في المئة ممن تقدمن لشغل الوظيفة محجبات، وكانت بينهن شابة ترتدي النقاب، فاستدعيتها، وسألتها عن سبب تقدمها الى العمل، فقالت إنها درست الدعاية والتسويق في معهد متخصص وإنها تتقن الفرنسية وترى نفسها أهلا للعمل! وحين سألتها عن كيفية تعاملها مع العملاء وزيارتهم في مكاتبهم بينما هي متحجبة والمظهر والهندام هما جزء من العمل؟. ردت قائلة إنه لو كان العملاء أسوياء ويعرفون دينهم فلا يهمهم مظهري الخارجي وفي النهاية اضطر الرجل الى تعيين إحدى المتقدمات على الرغم من أنها أقل خبرة وكفاءة من غيرها، ولكنه اختارها لمجرد أنها »غير محجبة«! وفي بحث ميداني تم توجيه سؤال الى مجموعة من الجامعيات المحجبات في تخصصات مختلفة عن آمالهن المستقبلية في العمل، وهل يشعرن بوجود نوع من التمييز ضدهن، قالت إحداهن: »أرتدي الحجاب لأنه فرض ، لكن عملي ليس فرضا. طبعا أحب أن أعمل في مجال تخصصي وهو السكرتارية والمحاسبة، خصوصا إذا كان في مؤسسة كبرى، ولكني أعلم أن ذلك شبه مستحيل لأنهم لايقبلون عمل المحجبات«. أما تلك المحجبة التي تنوي العمل في مجال التدريس فقالت: »الحمد لله أن التدريس من المجالات القليلة التي لاتحارب فيها المحجبات« وقالت طالبة تدرس المعلوميات بمعهد خاص إنه إذا ظل سوق الشغل على تجاهل تزايد عدد النساء اللاتي يرتدين الحجاب، أو الخمار أو النقاب، فربما يأتي اليوم الذي يقتصر فيه العمل على السافرات، أو الرجال فقط!.