حمل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الولاياتالمتحدة مسئولية الغارة الإسرائيلية على موقع سوري في ايلول/سبتمبر 2007 معتبرا أن فتح الملف النووي السوري هو جزء من "مؤامرة أميركية" على سوريا. وقال الشرع في مقابلة أجرتها معه قناة المنار التابعة لحزب الله مساء الأربعاء إن الولاياتالمتحدة تتحمل مسئولية الغارة الإسرائيلية على سوريا مضيفا "أن هذه الغارة ما كانت لتحصل لولا الموافقة والضوء الأخضر والإرشاد الأمريكي، مشيرا إلى وجود مؤامرة أمريكية على سوريا وان فتح الملف النووي السوري محاولة لتفعيل هذه المؤامرة". وقال الشرع حسب ما نقل عنه موقع قناة المنار على شبكة الانترنت "إن الدبلوماسية السورية يجب أن تنطلق من عدد من النقاط" بشأن مسألة الغارة الإسرائيلية على سوريا. ودعا الشرع إلى الإشارة بالأصبع إلى أن الولاياتالمتحدة متواطئة في هذه الغارة الجوية التي أقدمت عليها الطائرات الاسرائيلة في السادس من ايلول/سبتبمر الماضي. كما توقف الشرع عند "عدم ادانة الولاياتالمتحدة لإسرائيل لانتهاكها الأجواء السورية وقصف منشأة ما في سوريا". أمريكا تطالب سوريا بعدم تعطيل تحقيقات وكالة الطاقة الذرية من ناحيتها رحبت الولاياتالمتحدة الخميس بتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لموقع نووي مزعوم في سوريا قصفته إسرائيل في سبتمبر ايلول الماضي لكنها طالبت دمشق بعدم تعطيل التحقيقات. وسمحت سوريا لمفتشي الوكالة خلال زيارة لتقصي الحقائق استغرقت أربعة أيام بتفقد الموقع الصحراوي المثير للجدل لكن المفتشين قالوا بعد عودتهم من سوريا الأربعاء إن النتائج التي خلصوا إليها غير حاسمة وإنهم بحاجة إلى إجراء مزيد من التحقيقات. وقال جريجوري شولت السفير الأمريكي لدى الوكالة الدولية التي تتخذ من في مقرا لها "نرحب بالتفتيش كخطوة أولى ونقف على أهبة الاستعداد لمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي تواصل تحقيقها في الأنشطة النووية السرية لسوريا." وأضاف في بيان "ندعو سوريا إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والا تعطل بأي شكل التحقيق برفضها السماح للوكالة بزيارة أي موقع أو رفضها تقديم معلومات يحتاجها التحقيق." وتنفي سوريا امتلاك أي برنامج سري لصنع أسلحة نووية وتقول إن الإسرائيليين قصفوا في سبتمبر مبنى عسكريا عاديا كان يجري إنشاؤه في الكبر في المنطقة الصحراوية شمال شرق البلاد قرب نهر الفرات. وقالت واشنطن إن سوريا حليفة إيران التي تحقق الوكالة الدولية في برنامجها النووي أيضا منذ عام 2003 كانت توشك على استكمال بناء المفاعل بمعاونة كوريا الشمالية. وأرسلت الوكالة فريقها إلى سوريا بعد أن حصلت على صور أمريكية للموقع دفعتها في ابريل/نيسان الماضي إلى إضافة سوريا إلى قائمة الدول التي تراقب الانتشار النووي فيها. وسلمت الولاياتالمتحدة الوكالة صورا التقطتها المخابرات قيل إنها تظهر مفاعلا كان من الممكن أن ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية. وتتهم سوريا الولاياتالمتحدة بالتلاعب في الأدلة بالتواطؤ مع إسرائيل التي يعتقد أنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. ويقول محللون أمريكيون في المجال النووي إن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية منذ القصف الإسرائيلي أوضحت أن الموقع سوي بالأرض وأنشيء فيه مبنى جديد ربما للتخلص من أي اثأر لأنشطة نووية. ويقول دبلوماسيون إن التحقيق الذي أجرته الوكالة الدولية كان ضيقا بعد أن رفضت سوريا مطالب الوكالة لزيارة ثلاثة مواقع أخرى للبحث عن منشات ضرورية للمفاعل المزعوم. وتصف دمشق المواقع الثلاثة أنها قواعد عسكرية عادية لا صلة لها بتحقيق الوكالة. ونفت سوريا إخفاء أي شيء عن الوكالة الدولية يمكن أن يشكل انتهاكا لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري لقناة المنار التلفزيونية اللبنانية إن دمشق فتحت موقع الكبر للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتتأكد بنفسها أن المزاعم ملفقة وكاذبة، لكنه قال إن الوكالة كانت مفوضة بزيارة الموقع المعني فقط اولي هاينونين ولم تصدر عن سوريا أي معلومات بخصوص زيارة المفتشين منذ وصولهم إلى دمشق يوم الأحد. وكان أولي هاينونين كبير المفتشين بالوكالة الدولية قد وصل مع خبيرين آخرين إلى سوريا الأحد للتحقيق في مزاعم أن الموقع السري الذي قصفته إسرائيل العام الماضي في الكبر قرب دير الزور في منطقة صحراوية شمال شرق سوريا كان يضم مفاعلا نوويا على وشك اكتمال بنائه. وقال هاينونين إن التفتيش الذي أجرته الوكالة للموقع السوري بدأ "بداية طيبة"لكن ما زال ينبغي القيام بالكثير"وان المفتشين تمكنوا من الحصول على عينات اختبار كثيرة من الموقع الواقع في الصحراء. وأضاف هاينونين للصحفيين لدى عودته "حققنا إلى حد كبير ما ننشده.. وما اتفقنا على عمله.. في الرحلة الأولى". وأشار أن من السابق لأوانه الوصول لنتائج بشأن ماهية الموقع الذي قصفته إسرائيل وقال إن المحادثات مع المسئولين السوريين ستتواصل للحصول على تفسيرات وألمح أنه ربما تكون هناك حاجة للقيام بمزيد من الزيارات. وانتقدت وكالة الطاقة الذرية واشنطن لانتظارها مرور كل هذا الوقت بعد الغارة الإسرائيلية لتبلغها شكوكها أن سوريا وبمساعدة كوريا الشمالية أوشكت على الانتهاء من مفاعل يمكن أن ينتج بلوتونيوم يستخدم في إنتاج قنابل ذرية. (رويترز/أ ف ب)