توفي الروائي المصري ألبير قصيري الذي يكتب باللغة الفرنسية الأحد في حي سان جيرمان الراقي في العاصمة الفرنسية باريس عن 94 عاما في الفندق الذي يقيم فيه منذ أكثر من ستين عاما ولألبير قصيري ثماني روايات تغلب عليها روح الفكاهة وحكمة الشرق وترجمت إلى نحو 15 لغة. وتعتبر أعماله التي تمجد الفقر والكسل والتحرر من الامتلاك فنا للعيش وفلسفة وتدور كلها عن سكان القاهرة التي ولد فيها في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1913. وتعلم ألبير قصيري في مدرسة الجيزويت في القاهرة حيث اهتم مبكرا بالأدب الفرنسي الكلاسيكي قبل أن يكتشف باريس في سن ال17. ومن أشهر أعماله "شحاذون ونبلاء" الذي تحول الى فيلم أخرجته المصرية أسماء البكري. كان الروائي المصري الفرنكوفوني ألبير قصيري عاشقا للحرية والتحرر من الامتلاك وحياة الكسل حيث لم يكتب في حياته المديدة سوى ثماني روايات تمجد كلها البسطاء والمهمشين الذين عايشهم في طفولته القاهرية. وقد حصل قصيري أو "فولتير النيل" على جائزة الأكاديمية الفرنسية للفرنكوفونية عام 1990 وجائزة البحر المتوسط عام 2000 وجائزة بوسيتون لجمعية الأدباء عام 2005 عن أعماله الكلاسيكية الأسلوب ، البعيدة عن الموضة ، التي تمجد التحرر من عبودية الملكية باعتباره "فن حياة" بعيدا عن المجتمع الاستهلاكي المعاصر. شخصيات رواياته هم البسطاء والمهمشون الساخرون من السلطة سواء أكانوا لصوصا أو عاهرات أو كناسي شوارع. ومن أعماله التي صدرت في فرنسا (شحاذون ونبلاء) و(مؤامرة مهرجين) و(منزل الموت الأكيد) و(العنف والوهم) و(كسالى الوادي الخصب) وآخر أعماله (ألوان النذالة) (1999). وقد لقيت أولى رواياته (الناس الذين نسيهم الرب) دفاعا كبيرا في الولاياتالمتحدة من الكاتب هنري ميلر في الأربعينيات. وعلى الرغم من نشاته مع أم لا تعرف القراءة والكتابة وأب "لا يقرأ سوى الصحف" تعلق ألبير منذ صغره بالأدب الفرنسي ليتعرف مبكرا على بلزاك وموليير وفيكتور هوغو وفولتير وغيرهم من كبار الكتاب الفرنسيين. وكل كتابات ألبير باللغة الفرنسية التي أحبها كثيرا كما كان يقول موضحا "سأبقى مصري فرنسي الثقافة واللغة لذلك فإن كتبي لا تتحدث سوى عن وطني الأم". وصل قصيري إلى باريس عام 1945 حيث تعرف على الحياة البوهيمية وعلى ألبير كامى وعلى جينيه وجريكو وجياكوميتي وفيان في أوج فترة ما بعد الحرب. وفي عام 1998 أصيب ألبير قصيري بسرطان في الحلق حرمه من حباله الصوتية وأفقده القدرة على النطق ما جعله يرد بقلمه على أسئلة الصحافيين. (ا ف ب)