قالت صحيفة أمريكية إن مسئولين أمريكيين صرحوا أن إسرائيل قامت بمناورات عسكرية كبيرة هذا الشهر بدت كتدريب عملي على قصف محتمل لمنشآت نووية إيرانية. جاء ذلك بعد أن اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القوى الكبرى الست بترهيب طهران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وقال إن مساعيها ستنتهي بالخزي لها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الجمعةعن مسئولين أمريكيين لم تكشف هويتهم قولهم إن أكثر من مائة طائرة إسرائيلية طراز إف. 16 وإف. 15 شاركت في المناورات التي جرت فوق شرق البحر المتوسط واليونان في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران الجاري. ذكرت أن هذه التدريبات ركزت فيما يبدو على ضربات بعيدة المدى تكشف الجدية التي تنظر بها الدولة اليهودية للبرنامج النووي الإيراني. وقالت إن المسئولين في إسرائيل رفضوا مناقشة المناورة واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول "إن السلاح الجوي الإسرائيلي يتدرب دوما على مهام مختلفة حتى يواجه التحديات التي تشكل خطرا على إسرائيل ويتعامل معها." وقال مسئول من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ذكرت الصحيفة أنه مطلع على التدريبات الإسرائيلية إن أحد أهداف المناورة التدرب على التكتيكات الجوية والتزود بالوقود في الجو وتفاصيل أخرى متعلقة بضربة محتملة للمنشآت النووية الإيرانية والصواريخ التقليدية بعيدة المدى. وذكر المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه أن الهدف الثاني توجيه رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل مستعدة للتحرك عسكريا إذا فشلت جهود أخرى لمنع إيران من إنتاج يورانيوم مخصب يستخدم في إنتاج قنابل ذرية. ونقلت الصحيفة عن المسئول الأمريكي قوله "أرادوا أن يعرفونا.. أرادوا أن يعرفوا الأوروبيين.. أرادوا أن يعرفوا الإيرانيين. هناك الكثير من الإشارات الجارية على عدة مستويات." وأبلغ عدد من المسئولين الأمريكيين الصحيفة أنهم لا يعتقدون أن إسرائيل اتخذت قرار مهاجمة إيران ولا يعتقدون أن هذه الضربة وشيكة. وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثلاث مجموعات من العقوبات على إيران لتحديها مطالب المجلس بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم لتوفير الوقود لمحطات الطاقة النووية أو لتصنيع قنابل نووية. ورفضت إيران الإذعان وتقول إن برنامجها سلمي لتوليد الطاقة ورفضت من قبل حوافز عرضت عليها لتعليقه. لكنها أعلنت الخميس أنها مستعدة للتفاوض بشأن مجموعة جديدة من الحوافز عرضتها عليها الدول الكبرى لإقناعها بالحد من أنشطتها النووية. نجاد يرفض ترهيب طهران من حانبه ، قال أحمدي نجاد أمام علماء دين في مدينة قم "قوى الترهيب استخدمت قدراتها لتحطيم إرادة الأمة في امتلاك تكنولوجيا نووية.. في رأينا فإن ملف إيران النووي أغلق." وأضاف أن إيران "ستقطع يد" أي مهاجم. وقال في كلمة نقلتها وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء "انتهى عصر الترهيب. سنقطع يد أي مهاجم." وبعد خمسة أيام من تسليم خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي حزمة حوافز منقحة تهدف إلى إقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم، قال أحمدي نجاد "في الآونة الأخيرة.. بدأوا لعبة جديدة .. نتيجة هذه اللعبة ستكون خزيا لهم." وأكد سولانا في طهران مجددا أن القوى الست تريد من إيران تعليق تخصيب اليورانيوم خلال المحادثات الخاصة بعرض الحوافز وهو شرط رفضته حتى الآن إيران. غير أن منوشهر متكي وزير الخارجية الإيراني أصر الخميس على أن إيران مستعدة للتفاوض بشأن العرض، وأن القوى الست يجب أيضا أن تدرس العرض الإيراني. وفرض مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ثلاث جولات من العقوبات على إيران منذ عام 2006 لرفضها وقف أنشطتها في مجال التخصيب كما يطالب المجلس. وحذرت القوى الغربيةإيران من أنها ستواجه مزيدا من العقوبات إذا رفضت العرض. وقالت الولاياتالمتحدة- التي تقول أن إيران تحاول صنع قنبلة ذرية- إنها تريد حلا دبلوماسيا للمواجهة النووية، لكنها لم تستبعد عملا عسكريا. (رويترز)