اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه يتحمل "كامل المسؤولية عن كل اخفاقات" الحرب على لبنان صيف 2006 التي وردت في تقرير نشرته مؤخرا لجنة تحقيق حكومية. وقال اولمرت امام الكنيست خلال جلسة استثنائية مخصصة للتقرير حول الحرب ان "لجنة فينوجراد قالت ما لديها وما قالته شديد القسوة. وانا اتحمل كامل المسؤولية عن كل الاخفاقات التي لم احاول ابدا التملص منها". واضاف "ساستخدم تلك المسؤولية لتصحيح الاخطاء هذا ما فعلت اعتبارا من اليوم التالي للحرب". وبرر رئيس الوزراء قراره شن حملة واسعة النطاق على حزب الله اللبناني بعد خطف جنديين اسرائيلين في عملية نفذها حزب الله في الاراضي الاسرائيلية في الثاني عشر من تموز/يوليو 2006. وقال اولمرت ان "قرار شن الحرب كان صائبا (...) وكان الهدف منه ابعاد حزب الله عن الحدود في اتجاه الشمال. وكانت الاهداف عقلانية" مشددا على ان القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي لانهاء الاعمال الحربية كان "بمثابة نجاح" لاسرائيل. واكد ان "الجيش باشر باصلاح دراماتيكي واصبح في شباط/فبراير 2008 جيشا جديدا اكثر استعدادا". وفيما كان اولمرت يلقي خطابه اضطر للتوقف عندما قاطعه نواب واقارب جنود قتلوا في المعارك وحضروا الجلسة. وامرت رئيسة البرلمان داليا يتسيك بطرد العائلات ونائب من حزب الليكود المعارض. اسرائيليون يتظاهرون مطالبين اولمرت بالاستقالة وتجمع خارج البرلمان مئات الاشخاص رافعين مشاعل ومطالبين باستقالة اولمرت وبينهم عسكريون في جيش الاحتياط كانوا وراء حركة الاحتجاج التي ادت نزولا عند ضغط الراي العام الى تشكيل لجنة التحقيق. وانتقد زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو اولمرت معتبرا ان الحرب على لبنان كانت "فشلا" وان "المسؤولية يتحملها كاملة رئيس الوزراء واذا كان للمسؤولية معنى فيجب عليه ان يستقيل". وصادق البرلمان اثر جلسة صاخبة على خطاب اولمرت ب59 صوتا مقابل 53 وامتناع نائب واحد عن التصويت من اصل 120 نائبا. وفي قرارها الصادر الاربعاء الماضي ركزت اللجنة التي راسها القاضي المتقاعد الياهو فينوجراد انتقاداتها على المستوى العسكري كاشفة عن سلسلة من الهفوات التي ارتكبتها حكومة اولمرت خلال صيف 2006. وكانت اللجنة اتهمت في تقرير مرحلي اولمرت مباشرة بالمسؤولية عن الاخطاء التي ارتكبت في الحرب وكذلك رئيس الاركان حينها دان حالوتس ووزير الدفاع عمير بيريتس اللذين استقالا. واسفرت الحرب على لبنان عن سقوط 160 قتيلا معظمهم من العسكريين في صفوف الاسرائيليين في حين قتل اكثر من 1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين.