تدفق الخميس نحو ستة آلاف يهودي قادمين من إسرائيل وعدة بلدان أوروبية على جزيرة جربة التونسية لإقامة احتفال ديني بمعبد الكنيس بالغريبة ويقولون إنه ثاني أقدم المعابد اليهودية بعد القدس. يحضر الاحتفالات اليهودية هذا العام عدد من الشخصيات البارزة مثل كبير الحاخامات الألماني إبرهام هوس وعضو الكنيست الإسرائيلي دافيد طال وبيار بسنان رئيس الصندوق الاجتماعي الموحد لليهود بفرنسا. وكان معبد الغريبة قد تعرض عام 2002 إلى هجوم انتحاري دموي خلف 21 قتيلا أغلبهم من السياح الألمان ، وتبناه تنظيم القاعدة لاحقا. ولم يتبق من حوالي 100 ألف يهودي كانوا يعيشون في تونس منذ نصف قرن سوى نحو 1500 في جزيرة جربة الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب العاصمة تونس والتي تعد نموذجا للتعايش السلمي بين اليهود والمسلمين بعد أن هاجرت غالبية الطائفة اليهودية من تونس إلى أوروبا. لكن إيليا خذير كبير حاخامات لندن يعتبر "أن اليهود خرجوا بكثافة من تونس ولكن تونس لم تخرج من قلوب اليهود". وفي معبد الغريبة اليهودي يعمل رجل مسلم يناديه الجميع عم الهادي يقوم بتوزيع القلنسوة اليهودية لتغطية الرأس على زوار المعبد. ويأمل زوار جربة من اليهود أن يعم التعايش والسلام بين اليهود والمسلمين في العالم مثلما هو الحال في جزيرة جربة. وتقول "رايا" القادمة من إسرائيل "الآن أشعر أني مرتاحة وفي غاية الانشراح في هذا المكان الهاديء بعد القلق الذي كان ينتابني ولايفارقني هناك في إسرائيل بسبب المواجهة المستمرة مع الفلسطينيين". من جهته ، اعتبر "إبرهام هوس" كبير حاخامات برلين أنه أمر مثير أن يتجمع يهود في بلد مسلم لأداء شعائرهم وهم يحسون أنهم مرحب بهم. وأضاف لرويترز "صدقني لقد نزلت دموعي لأني جئت إلى هنا لأحج إلى أعرق كنيس يهودي بعد القدس إنه أمر مميز وفوق الوصف". وتفتخر الطائفة اليهودية التي تعيش في الجزيرة منذ عشرات القرون بأنها تمتلك إرثاً تاريخياً متميزاً هو أقدم كنيس يهودي خارج أرض فلسطين وأقدم نسخة من التوراة في العالم. (رويترز)