توقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الخميس أن يشهد العالم حصادا وفيرا للمحاصيل فى عام 2008 لكن ذلك قد لا يكفي لحماية أفقر الدول من التكاليف المرتفعة للغذاء التي زادت بمقدار أربعة أمثال عما كانت عليه في بداية العقد. وقالت (الفاو) إن زيادة الزراعات، والطقس الجيد سيوفران محصول قمح أكبر بنسبة 8.7 % عن محصول عام 2007 وهو أحد أسباب تراجع أسعار القمح بحوالي 50 % منذ فبراير/ شباط من نفس العام. لكن إمدادات الأرز وهو مادة أساسية لأكثر من نصف سكان الأرض ستبقى ناقصة في الأسواق العالمية وقد تجد الدول الفقيرة التي تعتمد على واردات الغذاء أن تكاليف الواردات الغذائية ارتفعت بنسبة 40 % خلال عام 2008 بعد زيادة مماثلة في السعر عام 2007 . وقالت المنظمة في تقريرها (توقعات الغذاء) إن الارتفاع المتواصل في الإنفاق على الغذاء المستورد (للدول الفقيرة)يشكل تطورا مزعجا جدا، حيث يمكن أن تتكلف سلة وارداتهم الغذائية السنوية أربعة أمثال ما كانت عليه في عام 2000 . وقالت المنظمة إنه من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الحبوب بنسبة 3.8 % مدعوما بالإنتاج الوفير من القمح. وسيزيد إنتاج الولاياتالمتحدة من القمح بنسبة 16% مقارنة بعام 2007 في أكبر حصاد له منذ عام 1998 . وسيشهد الاتحاد الأوروبي الذي علق قواعد "التجنيب" التي تجبر الفلاحين على ترك حقول بدون زراعة على مدى موسم لاراحتها زيادة في إنتاج القمح بنسبة 13 %. وقالت المنظمة إن الطلب المتزايد باستمرار والتكاليف المرتفعة والحاجة لتجديد المخزونات كلها عوامل ستمنع انهيار الأسعار. وأضاف التقرير "أنه في الأسابيع القليلة الماضية بدأت الأسعار العالمية لكثير من السلع الزراعية في التراجع ولا تنبيء المؤشرات الأولية بمزيد من الانخفاض في الشهور القادمة لكن من غير المرجح أن تعود الأسعار إلى المستويات المنخفضة بسبب مجموعة من الأسباب." ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الأرز هذا العام بنسبة 2.3 % وعلى عكس عام 2007 سيزيد الإنتاج على الاستهلاك. لكن القيود على التصدير التي فرضتها كثير من الدول المنتجة لحماية توافر السلعة بأسواقها المحلية ستعني عدم توافر ما يكفي من الأرز في الأسواق العالمية لخفض الأسعار التي ارتفعت بنسبة 71 % في الشهور الأربعة الاولى من عام 2008 . وقالت تقرير منظمة الأغذية والزراعة إن كمية الحبوب المستخدمة في إنتاج الوقود سترتفع بنسبة 40 % فى عام 2008 ، وأنه ما بين 98 مليون طن لإنتاج الوقود الحيوي سيمثل الذرة 92 مليون طن وسيحول منها 79 مليون طن إلى إيثانول في الولاياتالمتحدة. وكان استخدام الغذاء لإنتاج الوقود موضع إشادة في أوروبا وأمريكا الشمالية في وقت ما باعتباره بديلا آمنا من الناحية البيئية للوقود العادي لكنه أصبح موضع جدل متزايد مع ارتفاع أسعار الغذاء العالمية. (رويترز)