تضم جزيرة جربة الواقعة في جنوب شرق تونس، والبالغ عدد سكانها حوالي 120 ألفا غالبيتهم من العرب المسلمين، 11 معبدا يهوديا يؤمها نحو 1000 من التونسيين الذين يدينون باليهودية، والذين يعيشون في حيّين هما الحارة الكبيرة والحارة الصغيرة . وللإشارة تعيش الطائفة اليهودية التونسية في الجزيرة منذ عشرات القرون، فهي تمتلك إرثاً تاريخياً متميزاً نظرا لانها تعتبر وارثة أقدم كنيس يهودي خارج أرض فلسطين ووارثة أقدم نسخة من التوراة في العالم. وفي هذا الصدد، أكّد، مؤخرا، رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة جربة أنّ أكثر من ستة آلاف يهودي من بينهم إسرائيليون سيتجمعون الاسبوع المقبل في تونس لأداء شعائر دينية بكنيس الغريبة تزامنا مع احتفال إسرائيل بالذكري الستين لقيامها. وقال رئيس الطائفة اليهودية بجربة بيريز الطرابلسي ننتظر قدوم ما بين ستة وسبعة آلاف يهودي سيحجون إلي كنيس الغريبة بجربة لأداء شعائرهم الدينية يومي الخميس والجمعة المقبلين من بينهم نحو 1500 قادمون من إسرائيل . ويتزامن هذا العام قدوم اليهود إلي كنيس الغريبة بجربة - وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا - مع إحياء الفلسطينيين ذكري النكبة واحتفال دولة إسرائيل بالذكري الستين لقيامها وسط حضور لافت للرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يزور إسرائيل. وتوقع الطرابلسي أن يزيد عدد الحجاج اليهود القادمين إلي معبد الغريبة هذا العام بنسبة 40 بالمئة وقال إن عددا كبيرا سيحضر من فرنسا وايطاليا وألمانيا إضافة إلي يهود من إسرائيل عبر رحلات غير مباشرة. وتجدر الإشارة إلي أنّ مزار الغريبة تعرض لهجوم انتحاري منذ ستة أعوام حين اقتحم مهاجم في سيارة صهريج محملة بغاز الطهي مقر المعبد في عام 2002 ليقتل 21 شخصا غالبيتهم من السياح الألمان. وكان تنظيم القاعدة قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم. وفي هذا الصدد، قضت محكمة تونسية بسجن التونسي بلقاسم نوار بالسجن عشرين عاما بتهمة التخطيط لتفجير المعبد. وينتظر أن يجري هذا الاحتفال الديني اليهودي السنوي وسط إجراءات أمنية مشددة بجزيرة جربة التي يعيش فيها أكثر من ألف يهودي. ولم يتبق منهم الاّ حوالي 100 ألف يهودي كانوا يعيشون في تونس منذ نصف قرن سوي نحو الفين بعد أن هاجر أغلبهم لأوروبا والبعض الآخرلإسرائيل.