تعهد الشاعر الفلسطيني محمود درويش الاثنين بأن يبقى وفيا لمسألتين وذلك خلال الاحتفال بإعلان الفائز في مسابقة تصميم ميدان يحمل اسمه سيكون في أجمل مواقع مدينة رام الله بالضفة الغربية. وقال درويش "في هذه المناسبة (إعلان الفائز بمسابقة أفضل تصميم) أجدد التعهد أن أبقى وفيا لمسألتين أن أبقى وفيا لوظيفتي الوطنية وأن أبقى وفيا بالمقدار نفسه لوظيفتي الفنية أرجو أن تتفهموا حرجي وخجلي وما أشعر به من فرح داخلي وحياء." واختارت اللجنة المشرفة على مسابقة أفضل تصميم لميدان الشاعر محمود درويش ما صممه المهندسان خليل عرفة وابراهيم يونان ويضم التصميم الواحا زجاجية متعددة الارتفاعات بين ثلاثة وستة أمتار وسط بركة من الماء فيها شلال تحيط بها أشجار السنديان إضافة الى جداريات من قصيدة لذات الشاعر (سقط الحصان عن القصيدة). وقال درويش "أود أن أشكر بأعمق المشاعر والعواطف مبادرة بلدية رام الله بالإقدام على شيء غير عادي في حياتنا العربية والفلسطينية فليس من المألوف أن يكرم الأحياء وهذه سابقة لا أعرف كيف استقبلها ولكن مكاني ليس هنا ليس من الضروري أن أكون في هذا الحفل لأن الموتى لا يحضرون حفل تأبينهم وما استمعت اليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن أسمعه فيما بعد." وأكد درويش ردا على سؤال حول قصيدته الأخيرة التي نشرت في الصحافة في الذكرى السنوية الستين للنكبة (على محطة قطار سقط عن الخريطة) "تعرفون أن هناك قطارا كان يربط العالم العربي عبر فلسطين هذا القطار يأتي من سوريا حتى مصر عبر فلسطين إذ كانت فلسطين قلب العالم العربي وقلبه الجغرافي وقلبه المعنوي." وأضاف "ما حدث في النكبة أنه الغى هذا القطار وبالتالي مزق أدوات الاتصال بين العالم العربي ومزق قلب العالم العربي الذي هو فلسطين. بهذا المعني يجب أن ينظر الى القصيدة... لا أعالج حق العودة بهذه القصيدة." ومما جاء في القصيدة "وقفت في الستين من جرحي./وقفت على المحطة لا لأنتظر القطار ولا هتاف العائدين من الجنوب الى السنابل/ بل لأحفظ ساحل الزيتون والليمون في تاريخ خارطتي. أهذا. كل هذا للغياب وما تبقى من فتات الغيب لي/هل مر بي شبحي ولوّح من بعيد واختفى وسألتُهُ.. هل كلما ابتسم الغريبُ لنا وَحَيَّانا (ذبحنا للغريب غزالةً." وكتب درويش قبل ذلك قصيدة (انت منذ الآن غيرك) بعد الاقتتال الداخلي في غزة وسيطرة حماس على السلطة. وقال درويش "أنا بشكل عام منذ سنين طويلة لا أنشر في الصحافة أنشر كتبا أعمل على موضوع شعري أنشره في كتاب ولكن بسبب الذكرى الستين للنكبة أريد أن أنشر هذه القصيدة (على محطة قطار سقط عن الخريطة) في هذا الوقت هي لم تكتب عن النكبة كتبت قبل بضعة شهور ولكني ارتأيت أن تنشر في هذه المناسبة." وأضاف الشاعر الفلسطينى "وصفت (في القصيدة) حالة تمزق في علاقة الوطن العربي ببعضه عبر فلسطين هذا القطار لم يعد موجودا وسكة الحديد لم تعد موجودة فأنا استحضرت في هذه القصيدة هذا المعنى الذي كان يربط العالم العربي واتمنى أن يعود ودائما متفائل أن يعود." ووعد جمهوره أن يطل عليه قريبا ليلقى قصائده وقال " إن شاء الله قريبا". على صعيد ىخر دعا درويش الفرقاء اللبنانين المتحاورين في الدوحة الى التوصل لاتفاق وقال ردا على سؤال لأحد الصحفيين "أنا من عشاق بيروت ولاأخفي ذلك ولبنان بشكل عام وحريص كل الحرص على وحدة لبنان واستقلاله وأرجو لهم (المتحاورين في الدوحة) النجاح والتغلب على الحسابات الحزبية والطائفية الصغيرة وأن يصيغوا بشكل نهائي مفهوما متفقا عليه للوطنية اللبنانية." وعودة الى تصميم ميدان الشاعر محمود درويش إذ يقول خليل عرفة أحد مهندسي التصميم لرويترز "التصميم مبني على إشعار محمود درويش وذلك عبر استخدام الزجاج الذي يرمز الى شفافية الشاعر وترى من خلاله المشاة مسرعين إضافة الى شلال الماء الذي ينساب على رخام مصقول محاط به مجموعة من أشجار السنديان." وأضاف "في حال مباشرة العمل به فإنه سيحتاج من أربعة الى ستة أشهر لإنجازه." وقال محمد عطا رئيس لجنة التحكيم خلال الاحتفال " المسابقة كانت من أكثر المسابقات خصوصية لأنها تكرم شاعرنا الكبير محمود درويش وأضاف أنه إضافة الى لجنة التحكيم المصغرة من الخبراء شاركت ثلاثون شخصية من مثقفين وأدباء وغيرهم إضافة الى الشاعر محمود درويش نفسه باختيار التصميم الفائز." وصرحت جانيت مخائيل رئيسة بلدية رام الله "ان البلدية لديها مشروع تطوير شامل لميادين رام الله وتسميتها بأسماء شخصيات تركت بصماتها الواضحة في التاريخ الفلسطيني." (رويترز)