دخلت جلسات الحوار بين الأكثرية والمعارضة اللبنانية في الدوحة مرحلة حاسمة الاثنين بعد تدخل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قدم ورقة تتطرق الى النقاط الخلافية ، وتتضمن إرجاء مسألة البحث في قانون الانتخابات الى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس 13 للأكثرية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية". وصرح مندوبون أنه بعد يومين من المناقشات الصعبة في الدوحة ، قدم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس وزراء قطر مقترحات مفصلة للطرفين ليل الاحد وعقد محادثات مع الزعماء المتناحرين في الساعات الأولى من صباح الاثنين فى محاولة لحل الخلافات التي تكمن في لب الصراع السياسي والذي أصاب لبنان بالشلل طوال 18 شهرا وتركه بلا رئيس من نوفمبر تشرين الثاني. ومن المتوقع أن يمهد الاتفاق الطريق أمام البرلمان اللبناني لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد ، وقال أحد المشاركين في الحوار "يرجح أن يشكل اليوم مرحلة فاصلة فإما أن ينجح المؤتمر أو يفشل". وأشارت المصادر الى أن قطر اقترحت أن يتضمن نصف الاتفاق الذي سيصدر بنهاية اجتماعات الدوحة "فقرة تشير الى الضمانات الأمنية ومعالجة مسألة السلاح" بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت بين أنصار المعارضة والأكثرية في لبنان. وقال المصدر إن أمير قطر قدم الاقتراح بحضور رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون. وكان الطرفان قد فشلا في التوصل الى اتفاق على قانون الانتخابات خصوصا لدى البحث في تقسيمات بيروت الإدارية ، وسيلعب هذا القانون دورا أساسيا في تحديد نتيجة الانتخابات التشريعية المقبلة في ربيع 2009. وكانت وفود الأطراف ال14 المشاركة في الحوار باشرت حوارها مساء الجمعة بهدف إنهاء الأزمة السياسية التي تشل البلاد منذ 18 شهرا وكادت تدخل لبنان في حرب أهلية. ويشارك في الحوار كافة القادة اللبنانيين عدا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي يتغيب لأسباب أمنية ويمثله رئيس كتلة حزبه النيابية محمد رعد. من جانبها ، تنحى واشنطن باللائمة على سوريا وإيران في الهجوم الذي شنه حزب الله الأسبوع الماضي والذي أجبر الحكومة على التراجع عن قرارين أثارا هذا التصعيد ، وقال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي أن محادثات الدوحة يجب أن تهدف الى كبح حزب الله ودعم الحكومة. يذكر أن الجامعة العربية كانت قد تدخلت الأسبوع الماضي لإنهاء أسوأ قتال داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت فيما بين عامي 1975 و1990 ودعت كلا من الحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة والمعارضة التي يقودها حزب الله الى إجراء محادثات في قطر. وسيطر مقاتلو حزب الله الذي تدعمه إيران لفترة وجيزة على المناطق المسلمة من بيروت في القتال ضد الموالين للحكومة والذي أدى الى قتل 81 شخصا على الأقل. وأعطت هزيمة مقاتلي حزب الله الشيعي المسلحين السنة والدروز الموالين للحكومة بعدا طائفيا وهددت بإغراق البلاد في حرب أهلية جديدة. (أ ف ب ، رويترز)