قال مسئول أمني باكستاني بارز إن متشددي طالبان أفرجوا عن السفير الباكستاني لدى أفغانستان السبت بعد إطلاق السلطات الباكستانية سراح أكثر من 40 من أعضاء الحركة خلال الأيام القليلة الماضية. وأوضح المسئول أن السفير طارق عزيز الدين أطلق سراحه في إقليم وزيرستان الجنوبية حيث كان محتجزا على أيدي مقاتلين موالين لبيت الله محسود زعيم طالبان الباكستانية.ولم تقدم الحكومة بعد رواية رسمية عن ملابسات إطلاق سراح السفير. وقال محمد صادق المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية "يمكنني أن أؤكد الإفراج عنه وهو بخير." وبدأت الحكومة الجديدة في باكستان التي أدت اليمين في مارس/اذار سياسة احتواء حيث تقوم بالتفاوض عن طريق شيوخ قبائل لإقناع محسود بوقف العمليات المسلحة انطلاقا من المنطقة. وذاع صيت محسود بعدما وضعته الحكومة الباكستانية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية على رأس المشتبه بهم في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو في ديسمبر كانون الأول الماضي. ونفى محسود أي دور له في الاغتيال وتريد الحكومة الجديدة التي يقودها حزب بوتو تحقيقا للأمم المتحدة ولا تثق في نتائج الحكومة السابقة. وكان عزيز الدين (56 عاما) اختفى في 11 فبراير/شباط مع سائقه وحارسه أثناء توجهه من مدينة بيشاور الشمالية الغربية الى الحدود الأفغانية الباكستانية. وكان في طريقه الى العاصمة الأفغانية حيث يعمل هناك سفيرا لباكستان منذ عام 2005 . وظهر عزيز الدين الشهر الماضي في شريط فيديو على قناة تلفزيونية عربية وقال إنه محتجز من قبل حركة طالبان وحث الحكومة الباكستانية على الوفاء بمطالبها. كما شكا عزيز الدين الذي كان يرتدي نظارة وقد تخلل الشيب لحيته من ارتفاع في ضغط الدم والآم في الصدر أثناء ظهوره في شريط الفيديو الذي ظهر فيه أيضا اثنان من خاطفيه وهما يرتديان سراويل فضفاضة وسترات ضيقة كما هو متبع في الأقليم الحدودي ويحملان بنادق. ويشتهر الحزام القبلي لباكستان على الحدود الأفغانية بأنه ملاذ للمهربين وقطاع الطرق وتحول الى ملاذ لتنظيم القاعدة ومتشددي طالبان الذين فروا من أفغانستان بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 . وتدهور الوضع الأمني في باكستان بشكل ملحوظ في منتصف عام 2007 خاصة في شمال غرب البلاد حيث ينفذ متشددون يسيرون على نهج تنظيم القاعدة وحركة طالبان هجمات انتحارية. وسقط أكثر من 600 قتيل في أعمال العنف المرتبطة بالمتشددين منذ بداية العام الحالي ولكن منذ بدء محادثات السلام تراجعت أعمال العنف. (رويترز)