رفض رئيس التحالف الحاكم في باكستان استقالات الوزراء المنتمين لحزب رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف مشيرا إلى أنه يعمل على إقناعهم بالانضمام مجددا إلى الحكومة التي شكلت قبل ستة أسابيع. فقد استقال الثلاثاء 9 وزراء ينتمون لحزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز) من الحكومة التي يقودها حزب رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو بعدما فشل قادتهم في التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة القضاة المفصولين من قبل الرئيس برويز مشرف في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي إلى مناصبهم. لكن آصف علي زارداري زوج بوتو وزعيم التحالف الحاكم أخبر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ألا يقبل الاستقالات وأنه سيعمل على إقناع شريف بأن يسحب هذه الاستقالات وينضم مجددا إلى الحكومة. وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان صدر في وقت متأخر مساء الخميس إن "السيد آصف علي زارداري قال إنه ملتزم بالعمل على التوصل إلى تسوية وطنية وطلب من رئيس الوزراء ألا يقبل الاستقالات المقدمة من وزراء حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز)." وأثارت الاستقالات مخاوف من إمكانية انهيار التحالف وانغماس الدولة النووية الحليفة للولايات المتحدة مجددا في الاضطرابات رغم أن شريف أكد أنه سيواصل دعم الحكومة من الخارج. وفي خطوة تؤكد هذه المخاوف خفضت مؤسسة "ستاندارد أند بورز" للتصنيفات من التصنيف السيادي لباكستان الجمعة مستشهدة بتزايد الضغط من الميزانية المتمددة والعجز التجاري وسط وضع سياسي مضطرب. ويقول محللون إن توترات جديدة تظهر على نحو غير متوقع داخل التحالف. وعين مشرف الخميس "سلمان تاسير" حاكما جديدا لإقليم البنجاب وسط البلاد وهو أكبر أقاليم باكستان والمعقل التقليدي للمؤسسة العسكرية السياسية في باكستان وهو أيضا قاعدة القوة لشريف. ويتشكك حزب شريف بدرجة كبيرة من تعيين "تاسير" حيث ينظر بعض أعضائه إلى هذه الخطوة باعتبارها تمهيدا لجهود تقويض حكومة البنجاب الإقليمية التي يسيطر عليها حزبهم. وجددت الخلافات بين الحزبين الرئيسين الحديث عن صفقة سرية بين حزب الشعب ومشرف الذي لا يحظى بشعبية جماهيرية وأثارت توقعات بأن "زارداري" مستعد لدعم مشرف إذا لم يتوافق معه شريف. وهدد شريف بالانضمام إلى المحامين إذا أطلقوا حركة احتجاج للضغط على الحكومة لإعادة تنصيب القضاة الذين فصلهم مشرف بعدما فرض حالة الطوارئ في البلاد. ومن الممكن أن تهمش الإصلاحات المقترحة دور كبير قضاة المحكمة العليا "افتخار تشودري" الذي أصبح واحدا من أبرز معارضي الرئيس الباكستاني بعدما رفض الاستقالة تحت وطأة ضغوط من مشرف في مارس / آذار من العام الماضي. لكن بعض المحللين يقولون إنه من غير المحتمل رغم التوترات أن ينفصل الحزبان الرئيسان في وقت يواجهان فيه رئيسا قويا. (رويترز)