قال مسئول إغاثة بالأممالمتحدة الأربعاء إن نحو مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى بسبب الإعصار المدمر الذي عصف بميانمار فيما اعلن مسئول امريكى ان عدد القتلى بلغ الان نحو مائة الف شخص وقال ريتشادر هورسي المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في بانكوك "تقديراتنا تذهب إلى أن أكثر من مليون شخص يحتاجون حاليا إلى المأوى والمعونات التي تنقذ الحياة." وأضاف قوله "أجزاء كبيرة من دلتا ايراوادي السفلى يغمرها الماء تماما ، ونحن نتحدث عن 5000 كيلومتر مربع تحت الماء إنها مساحة شاسعة." فى الوقت نفسه ، قال مسئولون إن طائرات هليكوبتر عسكرية أسقطت إمدادات غذاء وماء الأربعاء لسكان منطقة دلتا ايراوادي في ميانمار حيث غمرت المياه قرى بأكملها بعد الإعصار "نارجس" الذي ضرب البلاد. ويقول المجلس العسكري الحاكم في البلاد إن نحو 22500 شخص لقوا حتفهم كما فقد 41 ألفا في أكثر الأعاصير دمارا في آسيا منذ عام 1991 عندما لقي 143 ألف شخص حتفهم في بنجلادش المجاورة بعد عاصفة هبت على البلاد. ويقول خبراء في مجال المساعدات إنه يجب أن يتغلب جنرالات ميانمار على شعورهم بعدم الثقة في العالم الخارجي ويفتحون البلاد أمام عملية إغاثة دولية شاملة حتى لا يلقى المزيد من الناس حتفهم نتيجة للظمأ والجوع والمرض. وقال هورسي "مع وجود كل هذه الجثث التي يطفو معظمها في المياه في الوقت الحالي يمكن أن نتخيل الأوضاع التي تواجهها فرق الإغاثة على الأرض." وقال طبيب في بلدة لابوتا ان المزارعين أبلغوه بأن الآلاف لقوا حتفهم عندما ضربت سلسلة من الأمواج العاتية منازلهم ، وتعلق الناس بالأشجار في محاولة يائسة من أجل البقاء على قيد الحياه. وفي بلدة بوجالاي فقط لقي عشرة الأف شخص حتفهم وفقا للقوائم التي ترصد عدد القتلى والجرحى والأضرار في كل بلدة على حدة والتي أعلنها المجلس العسكري الحاكم. ويقول محللون سياسيون ومنتقدون للحكم العسكري المستمر منذ 46 عاما في البلاد إن الإعصار قد تكون له آثار طويلة الأمد على المجلس العسكري الحاكم. وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الأربعاء أن طائرات هليكوبتر عسكرية أسقطت غذاء ومياها معبأة للمزارعين في منطقة دلتا ايراوادي المنتجة للأرز. ويعيش أكثر من نصف سكان ميانمار ومجموعهم 53 مليون نسمة في خمس ولايات هي الأكثر تأثرا بالأعصار وتسمى أقسام. ومع تزايد عمليات الإغاثة التي يقوم بها الجيش بعد أربعة أيام من الإعصار عرض التلفزيون تغطية لناجين يقفون في الوحل في انتظار نقلهم على متن طائرات هليكوبتر بعيدا عن بعض من أسوأ القرى تأثرا بالإعصار. وبعد أن أصبحت الأمراض والمجاعات والظمأ تهدد حياة مئات الآلاف من الناجين في منطقة الدلتا ألح رئيس الوزراء الإسترالي كيفين رود على المجلس العسكري فتح الأبواب أمام مساعدات الإغاثة الإنسانية الدولية. وفي واشنطن طلب أيضا الرئيس الأمريكي جورج بوش من الجيش تخفيف قبضته الصارمة والسماح لوكالات الإغاثة والحكومات والبحرية الأمريكية مساعدة الضحايا فى ميانمار بشكل مباشر. وفي بانكوك صرح دبلوماسي مقره يانجون الأربعاء بأن المجلس العسكري الحاكم في ميانمار رفع حظرا مفروضا على استيراد شركات خاصة للوقود في محاولة لتخفيف نقص مزمن في الطاقة في أعقاب الإعصار. ومن ناحية أخرى قالت الأممالمتحدة الأربعاء إنها حصلت على تصريح بنقل إمدادات طارئة جوا إلى ميانمار ولكن عمال الإغاثة ما زالوا في انتظار الحصول على تأشيرات لدخول البلاد. وقالت اليزابيث بيرس المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "صرحت الحكومة للأمم المتحدة بنقل إمدادات إغاثة لميانمار." وتابعت "قد تمنح أيضا تصريحا لفريق صغير من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بمرافقة رحلة الإغاثة" مضيفة أن الرحلة ستبدأ "في أسرع وقت ممكن". وأكدت أن الإمدادات ستتضمن خياما وأقراصا لتنقية المياه ومولدات كهرباء وأغطية وأسّرة بلاسيتيكة ومعدات طهو. (رويترز)