تنظم مكتبة الإسكندرية بمشاركة نحو 50 من المتخصصين في المخطوطات من مختلف أنحاء العالم مؤتمراً حول التراث العربي الإسلامي و من هؤلاء العلماء الفرنسيون هيلين بيلوستا وريجيس موريلون ورشدي راشد وبسكال كروزيه والهولندي بيتر شورد فان كونينجسفيلد مؤسس قسم أصول الدين الإسلامي بكلية اللاهوت (الأديان) في جامعة لايدن والألمانيان مايكل ماركس وجوزيف فان اس أشهر المستشرقين الأوروبيين الذين درسوا العقيدة الإسلامية ويعتبر كتابه (تاريخ الفكر الديني في بواكير الإسلام) المكون من ستة مجلدات المرجع الأساسي على مستوى العالم في مجال الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام" و يشارك من أمريكا الاهيه كيرانديش ومن كندا لين بيرجرين. ومن المشاركين العرب الكويتي عبد الله يوسف الغنيم والمغاربة حسن الصادقي وأحمد شحلان وعبد اللطيف الجيلاني والعماني عبد الرحمن السالمي والسوريون عادل صلاحي ومحمد قجة ومحمد جمال الطحان والمطران يوحنا إبراهيم واللبناني رضوان السيد والإماراتي عبد الحكيم الأنيس ومن المصريين مجدي ناجي وبديع جمعة وفائزة عز الدين ومحمد السعيد جمال الدين والقمص بيجول السرياني. ويذكر الكاتب المصري يوسف زيدان أن التراث العربي الإسلامي لا يزال مجهولا ولم يكشف إلا عن القليل منه حيث تتراوح نسبة المنشور من هذا التراث بين خمسة وسبعة في المائة. وأضاف أن التراث العربي "مجهول بحكم الوعي به" حيث اعتمد الذين قدموا قراءات تراثية على الجزء المنشور "وهو أقل القليل" مضيفا أن التراث العربي مجهول أيضا "بحكم اغترابنا عنه وبحكم غياب الخطة المنهجية للتعامل معه" تحقيقا ونشرا كما أنه مجهول بحكم الإلغاء والتغييب لبعض جوانبه أو التعامل "النفعي" معه. وقال زيدان إن "الطي" الإخفاء المتعمد لبعض الأعمال لا ينجح تماما مستشهدا بإحراق أبي حيان التوحيدي لكتبه علنا وإحراق كتب ابن رشد. لكن كتب الرجلين تملأ اليوم المكتبات حول العالم في حين يؤدي "الطي غير المتعمد" للنصوص إلى إبادتها للأبد. وقدم نماذج للطي غير المتعمد للنصوص وهو ما لا يعلن عن الرغبة في إخفائه مثل طي أسرار العلوم مثل الطب والتحنيط في مصر الفرعونية خلف جدران المعابد وهي علوم "طوتها مصر القديمة في المعابد فانطوت" وفي العصر الإسلامي انطوت آثار مثل أعمال ابن الراوندي الملحد "التي رفضتها الفرق الإسلامية بل المسيحية واليهودية أيضا لنقضها فكرة الرسل والأنبياء. (انطوت) مع أن أحدا لم يدع علانية لطي هذه الكتب." وتتناول محاور المؤتمر الأعمال المفقودة من التراث العربي والمؤلفين المجهولين والعوامل المؤدية إلى إزاحة مؤلفات بعينها وطيها وخصائص النصوص المطوية وتأثير الدعاية السلطوية على بقاء المؤلفات وانتشارها أو اختفائها وكتابة النصوص بحروف لغة غير لغتها الأصلية وأهمية المخطوطات المطوية ودور الفهرسة في الكشف عنها والمطوي من تراث المتصوفة والمعتزلة والعلوم الطبيعية. والمفقود من كتب المعرفة العربية وهو ما اعتبره إضافة إلى سلسلة المؤتمرات السابقة. وينظم مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية مؤتمرات دولية سنوية منذ عام 2004 بدأها بمؤتمر (المخطوطات الألفية) التي مضى على نسخها 1000 عام وتمثل قيمة أثرية أو تاريخية وتبعه في عام 2005 مؤتمر (المخطوطات الموقعة) التي كتبها مؤلفوها أو نسخها آخرون وأقرها المؤلفون. وعقد المؤتمر الثالث عام 2006 تحت عنوان (المخطوطات الشارحة) والمؤتمر الرابع عام 2007 تحت عنوان (المخطوطات المترجمة). ونوه إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية في حفل الافتتاح بالجهد الذي يبذل في الإعداد لهذه المؤتمرات التي رآها امتدادا لاهتمام مكتبة الإسكندرية القديمة بالتراث الإنساني. كما استعرض جانبا من انجازات مركز المخطوطات بالمكتبة في إصدار مجموعات رقمية "لأندر المخطوطات" العربية في مصر والعالم. (رويترز)