مع استمرار ارتفاع أسعار الاغذية في مختلف أنحاء العالم ظهر البعض ليشير باصابع الاتهام الى الوقود الحيوى - المستخلص من الذرة وفول الصويا وزيت النخيل- والذى تتسابق الدول لانتاجه بانه العامل الرئيسى وراء ارتفاع الاسعار، بينما يرى اخرون ان الوقود الحيوى ليس المسئول الأوحد عن ذلك،ولكن هناك عوامل اخرى مثل الجفاف وارتفاع اسعار النفط بالاضافة الى تطور الانظمة الغذائية شاركت فى هذا الارتفاع. واكد رأى الذين يرجئون هذا الارتفاع فى اسعار الاغذية الى الوقود الحيوى ارتفاع اسعار الحبوب التى تستخدم فى صناعة هذا الوقود حيث بلغ سعر الذرة في المعاملات الاجلة في مارس/ اذار 2008 5.88 دولار للبوشل (البوشل يساوى 39.4 طن)، وسعر فول الصويا 3/4 15.86 دولار في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة -التي تمثل مقياسا للاسعار العالمية-، وبلغ سعر القمح في بورصة مجلس شيكاجو أعلى مستوى عند 3/4 13.49 دولار للبوشل في فبراير/ شباط 2008. وذكرت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان الوقود الحيوي أحد المحركات الرئيسية لتوقعات زيادة أسعار الغذاء بنسب تتراوح بين 20 % و50 % بحلول عام 2016. الوقود الحيوي ... "جريمة ضد الانسانية" اعتبر المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس-كان ان انتاج الوقود الحيوي من منتجات زراعية غذائية يطرح مشكلة اخلاقية حقيقية فيما تجتاح ازمة غذائية البلدان الفقيرة. من جهته اكد المقرر الخاص للامم المتحدة للحق في الغذاء السويسري جان زيجلر ان الانتاج الكثيف للوقود الحيوي يمثل "جريمة ضد الانسانية" نظراً لتأثيره على ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم. كما حذر المفوض الأوروبي لشئون البيئة سترافوس ديماس الاتحاد الأوروبي من العواقب الوخيمة التي قد تلحق بالبيئة بسبب سياسة الطاقة التي ينتهجها الاتحاد. واضاف ان الهدف الذي يخطط الاتحاد الأوروبي لتحقيقه بشأن إنتاج 10% من الوقود اللازم من النبات بحلول عام 2020 لا ينبغي أن يكون له الأولوية العليا في سياسته إذا كان الثمن هو معاناة الطبيعة والبشر. وأوضح ديماس أن خطط الاتحاد الأوروبي الرامية إلى زيادة النسبة الممزوجة من الوقود الحيوي بالوقود التقليدي بهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر أحد أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري لا ينبغي أن تتسبب مجاعة أو تضر بالبيئة. وقال "علينا أن نبذل أقصى ما لدينا من جهد حتى لا يؤدي الاحتياج المتزايد للوقود الحيوي إلى القطع الجائر للغابات المطيرة والقضاء على التنوع في إنتاجية المحاصيل ونشوب صراع على المواد الغذائية. " ووفقا للمستويات التقنية الحالية سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى استخدام 17% من المساحات الزراعية في أراضيه لزراعة المحاصيل التي يستخلص منها الوقود الحيوي من أجل تحقيق هدفه بزيادة نسبة خلط هذا النوع من الوقود بالوقود التقليدي إلى 10% بحلول عام 2020. العادات الغذائية السيئة وراء غلاء الغذاء وعلى الجانب الاخر من العملة نفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتهامات الموجهة الى الوقود الحيوى وارجعت ارتفاع الاسعار الى السياسات الزراعية السيئة وتغير العادات الغذائية في البلدان النامية. وقالت ميركل ان الناس يأكلون مرتين في اليوم واذا كان ثلث الشعب الهندي البالغ تعداده مليار نسمه يفعل ذلك فهؤلاء عددهم 300 مليون نسمة، ذلك جزء كبير من أوروبا الغربية. ويتفق الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا مع ميركل فى الرأى حيث دافع عن الوقود الحيوي الذي يتعرض للانتقادات بسبب تأثيره على الارتفاع الحاد في اسعار السلع الغذائية. وقال لولا دا سيلفا ان المواد الغذائية أصبحت أكثر غلاءً لأن شعوب الدول النامية أصبحت تأكل بشكل أكبر عما سبق نظرا لتحسن ظروفهم الاقتصادية. كما جدد مسئولون كبار في ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش دفاعهم عن سياسة استخراج وقود الايثانول الحيوي من الذرة قائلين انه على الرغم من انه يمثل عاملا في زيادة اسعار المواد الغذائية عالميا الا ان الجاني الرئيسي هو ارتفاع تكلفة مصادر الطاقة التقليدية. وقالت وزارة الزراعة الامريكية ان انتاج "الايثانول" قد يستنفد نحو ربع حجم حاصلات الذرة الامريكية عام 2008 وهي التوقعات التي تثير على نحو متزايد قلق حكومات العالم والعاملين في حقل المعونات الغذائية.