اكدت دراسة علمية حديثة ان ارتفاع نسبة مادة الرصاص في الدم خلال فترة الطفولة ومرحلة النمو قد تؤدي إلى شيخوخة الدماغ بمعدل أسرع بخمس مرات من شيخوخة الجسم. وتشير الدراسة الى فشل المحاولات التي بدأت قبل عقود للحد من وجود الرصاص في البيئة المحيطة بالبشر. وتتمثل المصادر الرئيسية حالياً للرصاص في بقايا المحروقات، كالبنزين، التي تحتوي على هذه المادة السامة. وقال الطبيب المشرف على الدراسة من جامعة جون هوبكنز إن الدراسة تفتح أفاقاً جديدة" على صعيد إيجاد الصلات السببية بين ما يتعرض له المرء خلال نموه وبين ما يصيبه في مراحل متقدمة من العمر وقد يكون للزئبق والمبيدات الحشرية تأثير مماثل. وتعتبر مادة الرصاص قادرة على تدمير خلايا دماغ الأطفال مما يؤدى إلى تراجع قدراتهم الذهنية في فترة الشيخوخة. ويذكر ان بيانات مماثلة سجلت لدى الحيوانات أيضاً، إذ أثبتت التحاليل أن القوارض التي تتعرض لمادة "دايوكسين" قبل ولادتها ترتفع لديها لاحقاً فرص الإصابة بالسرطان. ويذكر أن الولاياتالمتحدة كانت قد حظرت استخدام البنزين الذي يحتوي على مادة الرصاص منذ العام 1976، وقد نتج عن هذا الأمر تراجع ثابت في معدل الرصاص الذي تحتويه دماء السكان بنسبة بلغت 80 في المائة عام 1991. ويمكن تسجيل وجود الرصاص في الطلاء المنزلي أيضاً، وتكمن الخطورة هنا في احتمال خروج المادة بعد جفاف الطلاء على شكل غبار يسهل ابتلاعه أو استنشاقه، كما يتواجد الرصاص في أنابيب المياه ويشكل بالتالي خطراً داهماً. ومن المعروف أن هذه المادة تنتشر بكثرة أيضاً في الأحياء الشعبية والفقيرة، حيث تتراجع الخدمات الصحية ومعايير الأمان. وكانت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية قد قادت حملة ضخمة قبل أشهر، سحبت من خلالها كميات كبيرة من لعب الأطفال الصينية الصنع بسبب ارتفاع مستويات الرصاص فيها.