منذ نهاية حرب لبنان الأخيرة والتي خاضتها إسرائيل تدميرا وقتلا وهي تحاول تطبيق نظرية بوش الجديدة الإستباقية' هاجم عدوك قبل أن يهاجمك' ومع مقتل الحاج رضوان أو عماد مغنية تعيش تل أبيب حالة من الرعب خشية إنتقام حزب الله... إسرائيل تصور للعالم أنها في إنتظار هجوم من أعدائها ولذلك فهي تزيد من إجراءاتها الأمنية ومن تحذير رعاياها وتدريبهم علي مواجهة الكوارث!! بالإضافة إلي رفع حالة التأهب في الجيش وعلي الحدود كما ألغي وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك زيارة إلي ألمانيا منذ أيام وهو ما يعطي مؤشرا واضحا بأن غيوم حرب جديدة بدأت تلوح في الأفق. الأيام القليلة الماضية شهدت توترا شديدا علي الحدود بين سوريا ولبنان من جهة وإسرائيل من جهة أخري إضافة إلي تصريحات من هنا ومن هناك تحذر وتتوعد فبعض التقارير تؤكد ان سوريا تتابع في اهتمام التحركات والتعزيزات الاسرائيلية علي الحدود كما انها تري بالاعلام الاسرائيلي وتصريحات المسئولين العسكريين الاسرائيليين تحريضا كبيرا ومحاولة لتهيئة الاجواء والرأي العام الاسرائيلي والعالمي لحرب كبيرة ضد دمشق وان القوات السورية أجرت تدريبات شعبية بمشاركة الجيش . كما انها استدعت جزءا من قوات ا لاحتياط استعدادا لأي طارئ والي جانب الاستعداد العسكري استنفرت سوريا اجهزتها الأمنية خوفا من اختراقات عبر دول الجوار وأن القوات السورية تركز علي منطقة البقاع الغربي اللبناني أي المنطقة التي يعتقد السوريون أن أي عملية اختراق أو هجوم بري اسرائيلي سيكون مسرحها المنطقة المذكورة ليس لأنها منطقة استراتيجية لحزب الله وحسب بل ولأنها تشكل الخاصرة الرخوة للجبهة السورية حيث يكفي نجاح القوات الاسرائيلية في اختراق25 كم من وادي راشيا علي السفوح الشمالية الغربية لجبل الشيخ كي تكون العاصمة السورية في مرمي النيران الاسرائيلية وبين فكي كماشة اسرائيلية فضلا عن قطع طريق بيروتدمشق. وتأتي الحشود في وقت ينتظر أن تعلن فيه نتائج التحقيق بشأن اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية وهو ما يعني حسب الفهم الاسرائيلي اعطاء ضوء أخضر لحزب الله للانتقام لاغتيال قائده العسكري لا سيما وأن التحقيق يشير الي اتهام( الموساد) في عملية الاغتيال وتورط جهات عربية مع الأجهزة الإسرائيلية. .. بينما مصادر عربية تؤكد ان حزب الله سيمتنع في هذه الاثناء عن القيام بأي عملية انتقاما لمغنية لكي لا يعطي اسرائيل ذريعة لشن اي هجوم.كماتشير التقارير إلي أن حزب الله يزداد قوة وأن اسرائيل تدرك جيدا أن العاصفة تختمر تحت السطح في اشارة لاستعدادات حزب الله ولكن قد يكون إشارة أكبر إلي علم إسرائيل أن حزب الله يمكن أن يشكل تهديدا حال ضربت إيران أو حتي إذا أراد الإنتقام! .. باراك ظهر خلال الفترة الماضية وعلي غير العادة وبشكل ملفت يتحدث كثيرا الي وسائل الاعلام والتي نقلت عن ضابط كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قوله إن حزب الله يواصل استعداداته لاحتمال نشوب حرب جديدة مع الدولة العبرية وأنه يواصل التزود بأسلحة من إيران وسوريا. ..والسؤال ما هو السيناريو المحتمل إذا ما وقعت مثل هذه الحرب التي يتوقعها الكثيرون؟ وفي مواجهة الردع الجوي الإسرائيلي كما يؤكد تقرير بثه موقع دنيا الوطن الإلكتروني- فان لدي سوريا شبكة من الصواريخ القادرة علي تغطية شاملة لجغرافية الكيان الإسرائيلي وبكثافة واستمرارية مؤذية ومؤثرة قد تسمح بسيادة قوانين توازن الرعب بين الخصمين أثناء الاشتباك الأرضي. ..الصواريخ غير الذكية لديها القدرة علي تحدي واختراق منظومات الدفاع الجوي والالكتروني الاسرائيلية وعمليا فان إسرائيل التي بالغت والي أبعد الحدود في اعتمادها علي منجزات التكنولوجيا العسكرية المتطورة جدا فقدت في المقابل ميزة إستراتيجية كبيرة وخطيرة علي صعيد التدريب عالي المستوي للقوي البشرية, كما رسخت في ذهن جيل بأكمله من الإسرائيليين بأنهم يستطيعون فعل أي شي بواسطة الطائرة والمدفع والدبابة وان تفوقها التكنولوجي علي صعيد هذه الوسائل لن يعرض جنود الجيش الإسرائيلي وسكان التجمعات اليهودية لأخطار الحرب وخسائرها الفادحة وهي الآن وبسبب هذه الفجوات الإستراتيجية تدخل مرغمة في مرحلة من الاهتزاز وفقدان الوزن والفعل. ..إسرائيل تقول: أنها استوعبت الدروس واستخلصت العبر علي ضوء النتائج التي توصل إليها تقرير لجنة' فينوجراد'..تقرير لجنة' فينوجراد' غاب عنه التوصية الإستراتيجية اللازمة حول دعوة الدولة والحكومة الإسرائيلية للدخول في مفاوضات جدية للتسوية السلمية والتي يتم بموجبها انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مزارع شبعا ومن هضبة الجولان والتسليم غير المشروط بقيام الدولة الفلسطينية وباعتبار أن ذلك أفضل وأقصر الطرق والخيارات المتاحة أمام كيان وشعب الدولة الإسرائيلية وللأسف فإن قادة إسرائيل يعدون العدة ويهيئون المناخ للاعتداء علي جنوب لبنان بهدف ضرب قواعد حزب الله وإخراج صورايخ الكاتيوشا والشيخ حسن نصر الله من معادلة تسوية السلام والصراع في المنطقة.