أعلن مركز التحكم الفضائى ببكين الثلاثاء أن المسبار القمرى الصينى الأول" تشانغ إيه وان" قام بتعديل مسار عمله لتجنب نقص الطاقة خلال خسوف القمر المتوقع يوم 21 فبراير المقبل. وأوضح المركز أنه تم تشغيل محرك القمر الصناعى حيث رفع المسبار من إرتفاع 200 كم فوق سطح القمر الى مدار يرتفع حوالى كيلومترين تقريبا فى عملية استغرقت نحو 60 ثانية مشيرا إلى أن خسوف القمر سيؤدى الى قطع إمدادات ضوء الشمس عن المسبار لمدة ثلاث ساعات, غير أن هذا التعديل سيقلل الفترة الزمنية الى ساعتين ليضمن طاقة شمسية للمسبار. وذكر " تشو مين تساى " مدير مركز التحكم الفضائى أن المسبار يعمل بصفة أساسية إعتمادا على ألواح الطاقة الشمسية ويمكن أن توفر بطاريته كهرباء لفترة قصيرة فقط وسوف يتم إغلاق أجهزة قليلة وبشكل مؤقت خلال الخسوف ولن يؤثر ذلك بشكل قوى على عمل القمر الصناعى بصفة عامة. من ناحيته أوضح "ليو تسونغ جون" العالم بمركز التحكم والمسئول عن السيطرة المدارية" لقد قمنا بالتعديل قبل أكثر من 20 يوما من موعد الخسوف لتوفير الوقود وتجنب الآثار السلبية لتغيرين مداريين كبيرين للغاية للاستكشاف العلمى , حيث من المنتظر أن يقوم القمر الصناعى بتعديل مدارى آخر عند حدوث الخسوف الثانى فى أغسطس القادم مؤكدا أن جميع الأجهزة الثمانية على المسبار "تشانغ إيه وان" تعمل بشكل جيد وتؤدى مهامها الاستكشافية وفقا لما هو مخطط لها. وكانت الصين قد أطلقت أولى رحلاتها التاريخية الى القمر يوم 24 أكتوبر الماضى عبر المسبار الفضائى" تشانغ إى وان" الذى يزن 2300 كجم بإستخدام الصاروخ الحامل "لونج مارش 3 إيه" من مركز شيتشانغ لإطلاق الاقمار الصناعية فى مقاطعة سيتشوان الجنوبية الغربية. وقد قطع القمر الصناعى الصينى مسافة مليونى كيلومتر تقريبا فى رحلته التى إستمرت 15 يوما الى القمر قبل أن يصل الى مدار عمله النهائى ومن المقرر أن يظل فى مدار عمله النهائى لمدة عام. ويمثل إطلاق المسبار (تشانغ إى وان) الخطوة الأولى من مهمة إستكشاف القمر المكونة من ثلاث مراحل وتتمثل المرحلة الثانية فى الهبوط على سطح القمر وإطلاق سفينة فضاء الى القمر فى عام 2012 تقريبا، وفى المرحلة الثالثة ستهبط سفينة فضاء أخرى على سطح القمر وستعود الى الأرض وهى تحمل عينات من تربة وصخور القمر من أجل إجراء أبحاث علمية فى الفترة من عام 2017 الى عام 2020 تقريبا. وقد تكلف مشروع المسبار القمرى الصينى نحو 4ر1 مليار يوان (187 مليون دولار أمريكى) وذلك منذ التصديق على مشروع البحث والتطوير فى بداية عام 2004.