أثار عرض مسرحية "آيات شيطانية" في المانيا مساء الأحد غضب المسلمين ، ووصفوا العرض بأنه "إهانة للإسلام" واعتبروا المسرحية وسيلة للتحايل من أجل اجتذاب الجمهور. في المقابل ، حظيت المسرحية المستوحاة من رواية "آيات شيطانية" المثيرة للجدل التي كتبها الهندي الأصل سلمان رشدي بإشادة الجمهور الألماني في العرض الأول لها الذي أحيط بحراسة مكثفة من الشرطة. واستلهمت المسرحية التي قدمت باللغة الألمانية أحداثها من رواية سلمان رشدي التي تبلغ 700 صفحة ونشرت في عام 1988 . وعرضت المسرحية ومدتها أربع ساعات على مسرح هانز أوتو بمدينة بوتسدام ورغم أنه لم يكن هناك أي تهديدات, فقد كثفت الشرطة تواجدها حول المسرح كإجراء احترازي. ولم تقع أي أعمال عنف أو احتجاجات خلال تقديم العرض. يشار إلى أنه تم إرسال تذكرة لحضور العرض الأول للمسرحية للكاتب سلمان رشدي لكنه لم يحضر. وكتب سيناريو المسرحية اثنين من الألمان وهما المنتج أوفه إريك لوفنبيرج وماركوس ميسلين. ورواية "آيات شيطانية" صدرت في لندن في 26 سبتمبر/أيلول 1988. وبعد أيام من صدورها خرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في العالم الإسلامي، كما صدرت فتوى من الإمام الخوميني في عام 1989م بتحليل دم سلمان رشدي. الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما صلاح الدين جمجة، وهو هندي عاش منذ صغره في المملكة المتحدة، وانسجم مع المجتمع الغربي، وتنكر لأصوله الهندية، وجبرائيل فريشته، وهو ممثل هندي متخصص في الأفلام الدينية، وقد فقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير حيث لم تنفعه دعواته ، حيث يجلس الاثنان علي مقعدين متجاورين في الطائرة المسافرة من بومبي إلى لندن، ولكن الطائرة تتفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة. وأثناء سقوط هذين الشخصين يحصل تغييرات في هيئتهما فيتحول صلاح الدين جمجة إلى مخلوق شبيه بالشيطان وجبرائيل فريشته إلى مخلوق شبيه بالملاك. وفي أحد أحلام جبرائيل فريشته يرجع سلمان رشدي إلى فترة صلح الحديبية، ويبدأ فصل من الرواية بعنوان ماهوند، وهو اسم استعمل في القرون الوسطى من قبل بعض المسيحيين المتطرفين لوصف محمد (نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم)، كما زعم الكاتب وجود دار للدعارة في مكة، وهو ما جرح المسلمين. ردود فعل متباينة وتباينت ردود أفعال الجماعات الإسلامية فيما دعا المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا إلى التحلى بالهدوء . وقال أيمن مازيك الأمين العام للمجلس المتعدد العرقيات إنه رغم أن المحتوى الذي كتبه رشدي "يهين الإسلام" ورغم المفاهيم العامة الخاطئة فإن أغلبية العالم الإسلامي رفضت الرقابة على الرواية. وقال مازيك 39/ عاما/ المولود في ألمانيا وهو خريج علوم سياسية لإذاعة مالتي كولتي وهي محطة تديرها إذاعة (آر بي بي) إن المسألة يمكن أن تكون "مهينة للمتدينين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص". وقال "في هذه الأيام إهانة الإسلام عادة ما تستخدم لكسب الشهرة ". ولا يخدم الغضب إلا أولئك الذين يريدون الإساءة. واضاف: "يجب أن نبدأ حوارا نقديا وبناءا... ولابد للمرء أن يشرح أن حرية الرأي والفن هي قيمة أساسية لكن قيمنا لا تشمل إهانة ما هو مقدس في أي ديانة". لكن علي كزلكايا رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا وهي جماعة تركية أساسا قال إن المسرحية هي واحدة من سلسلة من الاستفزازات المتزايدة التي تتجاوز حدود النقاش العادى . ونقلت صحيفة شفرينر فولكستايتونج عنه قوله يوم الجمعة "أصبح من الرائج أن يتم إهانة الإسلام" وقال إن حرية الفن "هي قيمة مهمة" لكن قاعدة الاحترام ينبغي تطبيقها. وتابع الألمان بشغف الضجة التى أثيرت حول الرواية والتهديدات باغتيال المؤلف انتقاما منه لتعرضه للنبى محمد في بعض مقاطع الرواية . (د ب أ)