اثار صدور ثلاث مدونات نسائية في كتب مطلع العام الجاري في القاهرة جدلا وسط المثقفين المصريين حول قيمتها الفنية واهميتها في مستقبل الكتابة في مصر. وصدرت المدونات الثلاثة في صورة كتاب عن دار الشروق "ارز باللبن لشخصين" لرحاب بسام و"عايزة اتجوز" لغادة عبد العال و"اما هذه فرقصتي انا" لغادة محمد محمود. واثارت هذه المدونات فور طرحها في الاسواق جدلا بين النقاد والكتاب المصريين من ناحية تحويلها الى كتاب وحول قيمتها الادبية، واختلاف ظروف انتاجها عن صدور اول مدونة نسائية عربية ككتاب وهي "بنات الرياض" للكاتبة السعودية رجاء الصانع. وقد نفدت الطبعة الاولى من هذه الكتب التي طبع خمسة آلاف نسخة من كل منها. وكان من منتقدي ظاهرة تحويل المدونات الى كتب الروائي عزت القمحاوي الذي رأى ان "المدونات على شبكة الانترنت اثرت افق الحرية في الكتابة وخلقت نوعا من الاساليب الجديدة وفيها الكثير من التجاوز في قواعد اللغة". واضاف ان وجود "اسم حركي لغالبية المدونين يقلل من عمل الرقيب الداخلي في المدون ليصبح اقل مما هو عند الكاتب". واشار ايضا الى ان "المدونات قدمت رؤية شبابية ومختلفة للعالم وافكار مختلفة حول الجسد والعائلة والسلطة"، مشددا على "عدم اهتمامها باللغة مثل استخدام العامية والجمع بين العامية والفصحى والمصطلحات الاجنبية واللغة الشبابية الخاصة". ورأى ان "تحويل المدونة الى كتاب يعمل على تخريب المدونة لانه ضرب الاساس الذي تقوم عليه وهو فكرة الحرية المأخوذة من اتساع افق النشرعلى شبكة الانترنت اكثر منه على افق دور النشر". واشار القمحاوي الى الكتاب "له صفة الثبات والمصداقية في الرأي وفي قواعد اللغة ويبقى نموذجا يحتذى به لان القارىء يدخل على الكتاب على انه نموذج حتى في اللغة لكنه يدخل في افق الانترنت على انها تجربة متساوية بين الكاتب والقاريء". من جهتها، قالت الروائية المصرية سحر الموجي ان فكرة "تحويل المدونات الى كتاب ليست سيئة بل كشفت عن مواهب قصصية حقيقية مثلما نرى في مدونة +ارز باللبن لشخصين+ حيث نرى امامنا قاصة موهوبة"واضافت "لذلك علينا الا نتخذ مواقف حاده من مثل هذه الظاهرة. اف ب