قد ينتهي الامر بواحدة لان تصبح أول امرأة ترأس مجلس الشيوخ الامريكي اما الاخر فهو صغير نسبيا ويمكن ان يرشح نفسه مرة ثانية للرئاسة اما الثالث فببساطة يمكن ان يتحول الى مجرد عضو عنيد في الكونجرس يتنحى خلال عامين هذه مجموعة من التوقعات تنتظر الخاسر في السباق الثلاثي الجاري الان للفوز بمقعد الرئاسة في البيت الابيض. فالسناتور جون مكين المرشح الجمهوري سيواجه في انتخابات الرئاسة الامريكية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني اما السناتور هيلاري كلينتون (60 عاما) او السناتور باراك أوباما (46 عاما) المشتبكين الان في منافسة ساخنة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وسيكون مكين الذي يبلغ من العمر 72 عاما في اغسطس اب في حالة فوزه أكبر رئيس أمريكي يصل الى هذا المنصب في هذه السن وستكون كلينتون في حالة فوزها أول رئيسة أمريكية أما أوباما فسيكون في حالة الفوز أول رئيس أمريكي أسود. وقال جيمس ثيربر من مركز الجامعة الامريكية للدرسات الخاصة بالكونجرس والرئاسة "الثلاثة يواجهون مواقف مختلفة تماما لكن كل حالة على حدة عليها ان تظهر بعض الكياسة في حالة الخسارة والا سيجدون انفسهم في مشكلة حقيقية." سيكون الاختبار الاول كيف يتخطون سريعا خيبة الامل في حالة فشلهم في اقتناص مقعد الرئاسة في البيت الابيض. وهذا لن يكون أمرا سهلا. في مثل هذا الموقف قال السناتور جون كيري المرشح الديمقراطي الذي خسر انتخابات عام 2004 وهو يضحك ويهز كتفيه "انه أمر صعب. لكن على المرء ان يتحرك قدما. شغل منصب سناتور هو شيء عظيم. يمكنك القيام بالكثير من الاشياء الجيدة." وبعد هزيمة عام 2004 نأى كيري بنفسه عن الاضواء لنحو عامين لكنه برز مجددا منذ نحو عام وانتقد ادارة الولاياتالمتحدة لحرب الارهاب. والانتخابات الرئاسية التي تجري هذا العام هي الاولى التي يخوض سباقها النهائي عضوان في مجلس الشيوخ. وكان اخر عضو في مجلس الشيوخ يفوز في انتخابات الرئاسة هو جون كنيدي عام 1960 . ووصل ال جور وهو سناتور سابق الى منصب نائب الرئيس ثم انتشل نفسه بعد هزيمته القاسية في انتخابات الرئاسة عام 2000 أمام الرئيس الحالي جورج بوش حين تقاسم العام الماضي جائزة نوبل للسلام لجهوده الفردية في محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري او ارتفاع درجة حرارة الارض. ويتذكر جورج مكجافرن وهو مرشح ديمقراطي سابق الصمت الذي حل عليه بعد ان هزمه الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون هزيمة ساحقة في انتخابات عام 1972 . ويقول مكجافرن وهو في الخامسة والثمانين من العمر الان "فجأة حل الصمت. تشعر بقدر من الوحدة. الكل اختفى رحلت الصحافة وقالت المخابرات (التي توفر الحماية) وداعا. ولم تعد تشغل حيزا في الصفحة الاولى من الصحف كل يوم." وقال في حديث هاتفي من بيته في ميتشيل بساوث داكوتا انه بعد فترة تكيف قرر البقاء في مجلس الشيوخ وفاز في انتخابات عام 1974 . وأضاف وهو يتذكر مساهمته في استصدار تشريع لمكافحة الفقر ومساعدة الاطفال المحتاجين "أنا سعيد بأنني بقيت. هذا منحني قدرا كبيرا من الرضا." ويخوض أوباما وهو سناتور من ايلينوي وكلينتون وهي سناتور من نيويورك صراعا يتبادلان خلاله الهجمات لكن من يخسر السباق الديمقراطي عليه وعلى الفور ان يساند بحماس الفائز الذي سيواجه المرشح الجمهوري للرئاسة. واذا انتهى الامر بكلينتون السيدة الامريكية الاولى السابقة زوجة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون بالاعتراف بهزيمتها امام أوباما وشاركت في حملته الانتخابية بقوة ستحظى بتقدير الحزب الديمقراطي وقد ترأس مجلس الشيوخ. اما أوباما الذي يمضي فترته الاولى في مجلس الشيوخ ويتمتع بجاذبية جماهيرية وهو خطيب مفوه فيمكنه ان يرشح نفسه مجددا للرئاسة عام 2012 او 2016 . ويقول بول لايت من مركز جامعة نيويورك للدراسات الخاصة بالكونجرس "حتى لو خسر في الترشح (لعام 2008) سيظل في طريق صاعد وسيكون مرشحا قويا في انتخابات الرئاسة مرة ثانية. "فلنقل ان كلينتون ستفوز بفترتين رئاسيتين حينها (عام 2016) سيكون أوباما عمره 54 عاما. وسيكون حينها أيضا مرشح صغير للرئاسة." اما اذا خسر مكين فهو على الارجح سيواصل دفاعه المستميت في مجلس الشيوخ عن حرب العراق ويعارض اي محاولة من جانب رئيس ديمقراطي جديد لسحب القوات الامريكية من هناك بسرعة. ويمضي مكين فترته الرابعة في مجلس الشيوخ ومدة كل منها ست سنوات. وفي حالة خوضه انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لعام 2010 سيكون حينها عمره 74 عاما. وتوقع له ثيربر "ان يتنحى في ذلك الوقت." توماس فيرارو - رويترز