طرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط خلال لقاءاته الخميس مع المسؤولين الاسرائيليين من جديد فكرة عقد مؤتمر دولي حول السلام في المنطقة في موسكو. وقال لافروف للصحافيين في ختام لقاء مع نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني "نجري مفاوضات مع مختلف الاطراف لتنظيم اجتماع في موسكو". وكان لافروف التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس شيمون بيريز. وقال لافروف الذي يقوم الجمعة بزيارة خاصة الى مدينة القدس القديمة ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله (الضفة الغربية) ان "الهدف الرئيسي هو المساعدة في المفاوضات الجارية لتوفير اجواء ايجابية تسمح لعملية السلام بتحقيق اهدافها". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان المسؤولين الاسرائيليين لم يقدموا ردا على الاقتراح. غير ان مسؤولا اسرائيليا كبيرا طلب عدم كشف هويته عبر الجمعة عن تحفظات على اقتراح عقد المؤتمر. وقال"لم نرفض هذه الخطة في اطار مجاملة دبلوماسية لكن في الواقع لسنا متحمسين لها". واضاف "عقدت الكثير من المؤتمرات الدولية وما نحتاج اليه الآن هو التقدم في المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية". من جهته قال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان "اي قرار لم يتخذ" بشأن مشاركة اسرائيلية ممكنة في مؤتمر من هذا النوع خلال اللقاء بين اولمرت ولافروف. وفي واشنطن اكدت متحدثة باسم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس انها بحثت في المقترحات الروسية حول الاجتماع خلال زيارتها الى موسكو خلال الاسبوع الجاري. وكان لافروف دعا في دمشق التي زارها قبل ان يتوجه الى اسرائيل الى "تسوية شاملة" للنزاع العربي الاسرائيلي". واكد وزير الخارجية الروسية "اولوية المسار الفلسطيني" لكنه شدد على ضرورة "استئناف المفاوضات على كل المسارات استنادا الى القانون الدولي وقرارات مجلس الامن" الدولي. واوضح لافروف ان روسيا لا تزال تنوي عقد اجتماع حول الشرق الاوسط في موسكو. وقال "لم نوجه الدعوات حتى الان ونعمل على الاقتراحات". من جهته اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا مستعدة لاستئناف محادثات السلام شرط "الا تؤثر على المسار الفلسطيني". وقال المعلم "اعلنا باستمرار استعداد سوريا لاستئناف محادثات السلام لاننا نؤمن ان السلام يجب ان يكون عادلا وشاملا على كل المسارات". واضاف "نحن جاهزون لاستئناف محادثات السلام على اساس الا تؤثر هذه المحادثات على المسار الفلسطيني" مؤكدا انه "لا بد من خلق الاجواء المواتية في المنطقة خاصة في الاراضي الفلسطينية وبالتحديد في غزة من اجل استئناف مفاوضات السلام". وتابع الوزير السوري "لا يعقل استئناف محادثات السلام والمجازر تسير في غزة". وكانت روسيا اقترحت بعد اجتماع انابوليس الذي نظمته الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لاحياء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين عقد اجتماع في موسكو لاحياء عملية السلام بين اسرائيل وسوريا المجمدة منذ العام 2000. وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل العام 1967 وضمتها العام 1981. وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع ليفني حذر لافروف من ان اي عمل عسكري يهدف الى تفكيك البرنامج النووي الايراني سيؤدي الى نتائج "كارثية". وقال لافروف ان "اي محاولات لتسوية هذه المسألة بوسائل غير سلمية سستقوض كل ما انجز لتوضيح البرنامج النووي الايراني". كما حذر من تقويض جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الايراني. وقال "سيكون تقويض عملية فعالة جدا ومهمة كارثيا لنا طالما ان المفتشين يؤكدون انهم لم يجدوا ان البرنامج تم تحويله الى القطاع العسكري". ورفضت اسرائيل والولاياتالمتحدة استبعاد القيام بعمل عسكري ضد ايران لوقف البرنامج النووي الايراني. وهما تؤكدان ان طهران تسعى الى امتلاك سلاح نووي بينما تنفي ايران ذلك. وتشدد اسرائيل القوة النووية غير المعلنة الوحيدة في الشرق الاوسط باستمرار على تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حول تدمير الدولة العبرية. ورفض احمدي نجاد استئناف المحادثات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا حول البرنامج الايراني. وعرضت الدول الست هذا الاقتراح بالتزامن مع تبني مجلس الامن قرارا جديدا لتشديد العقوبات على ايران. ومن جهة اخرى وقع لافروف وليفني اتفاقا لاعفاء السياح الروس والاسرائيليين من تأشيرات الدخول سيدخل حيز التطبيق بعد تسعين يوما من موافقة الحكومتين عليه. وقالت وزارة السياحة الاسرائيلية ان هذا الاتفاق يمكن ان يزيد ثلاث مرات على الاقل عدد السياح الروس الذين يزورون الاراضي المقدسة ويبلغ عددهم حوالى ثمانين الفا في السنة. كما وقعا وثيقة تقضي برفع السرية عن الوثائق الدبلوماسية الروسية المتعلقة باسرائيل من 1953 الى حزيران/يونيو 1967. وكان لافروف اختتم الخميس زيارة الى سوريا استمرت يومين دعا خلالها الى المشاركة في القمة العربية المقرر عقدها يومي 29 و30 آذار/مارس في دمشق وهدد عدد من القادة العرب بمقاطعتها. وكانت واشنطن دعت الدول العربية الحليفة لها الى التروي قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في القمة بسبب الازمة اللبنانية بين الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا والمعارضة المدعومة منها. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون ماكورماك "لا نريد السعي للاملاء على المشاركين طريقة تصرفهم". لكنه اضاف "عندما يفكرون بالمشاركة في اجتماع سوريا من الواضح انه سيكون من مصلحتهم ان يبقى في ذهنهم الدور التي قامت به سوريا حتى الان لمنع العملية الانتخابية في لبنان من المضي قدما". (ا ف ب)