وصل المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية جون مكين الى بغداد يوم الاحد لتقييم مدى نجاح استراتيجية زيادة القوات الامريكية التي أيدها بقوة. وقالت ميريمبي نانتونجو المتحدثة باسم السفارة الامريكية ان من المقرر أن يجتمع مكين مع مسؤولين بالقيادة العراقية ومسؤولين أمريكيين. ويزور مكين العراق بوصفه عضوا في بعثة تقصي حقائق تتبع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ. وسيزور مكين مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني وحليفاه في مجلس الشيوخ جو ليبرمان ولينزي جراهام أيضا اسرائيل وبريطانيا وفرنسا. ويرى محللون أن الزيارة هي فرصة لمكين لاظهار درايته بالسياسية الخارجية والشؤون العسكرية في الوقت الذي تخوض فيه هيلاري كلينتون وباراك أوباما منافسة شرسة لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات. ورغم أنه أقر بأن زعماء مثل رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد يعتبران هذا الرحلة فرصة لتقييمه كرئيس محتمل فقد قال مكين انه لا يقوم بهذه الجولة بصفته مرشحا. وهذه هي الزيارة الثامنة له للعراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق للاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين في مارس اذار عام 2003. وأيد مكين وهو طيار سابق في سلاح البحرية وأحد أبطال حرب فيتنام غزو العراق لكنه انتقد بشكل صريح الكيفية التي تدار بها الحرب قبل بدء نشر 30 ألف جندي اضافي العام الماضي ضمن استراتيجية جديدة لمكافحة المسلحين نفذها قادة أمريكيون. وتغير موقفه السياسي بدرجات متفاوتة اعتمادا على ما اذا كانت الحرب تسير بشكل جيد أم سيء. وقال مكين خلال حملته الانتخابية في الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي ان أسرع طريقة لانهاء الحرب تتمثل في مواصلة زيادة عدد القوات. ويؤيد أوباما وكلينتون اعادة الجنود الى وطنهم في أسرع وقت ممكن. وفي اخر زيارة له في ابريل نيسان عام 2007 سببت زلة لسان لمكين حرجا اذ قال بعد زيارة لسوق في بغداد انه لا يتم اطلاع الشعب الامريكي على "الاخبار الطيبة" بشأن حرب العرق مشيرا الى أن الامن تحسن في وقت كان العراق ما زال فيه على شفا حرب أهلية طائفية. كما كان مكين تحت حراسة مشددة في السوق. واعترف مكين في وقت لاحق بأنه أخطأ في حديثه وتقييمه المتفائل. وتراجعت الهجمات في العراق بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران الماضي عندما اكتمل انتشار القوات الاضافية. لكن العراق شهد تصاعدا في العنف منذ يناير كانون الثاني مع زيادة عدد التفجيرات الانتحارية التي تلقى مسؤوليتها على عاتق تنظيم القاعدة. ويقول الجيش الامريكي ان معظم الانتحاريين عادة ما يكونون من المقاتلين الاجانب. وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي الادميرال جريج سميث يوم الاحد مستشهدا بدراسة عن 48 مقاتلا أجنبيا اعتقلوا في العراق خلال الشهور الاربعة الاخيرة "عادة ما يكونون ذكورا عزابا. متوسط العمر هو 22 عاما. ولا يتمتع معظم هؤلاء الرجال بخبرة عسكرية. وبشكل أساسي يحققون دخلا ضئيلا. هم من سائقي سيارات الاجرة وعمال البناء.. معظم هؤلاء الارهابيين من عائلات كبيرة وجدوا صعوبة في ابراز انفسهم." وتراجعت مستويات العنف في المجمل الامر الذي ينسب قادة عسكريون أمريكيون الفضل فيه الى زيادة القوات الامريكية ونمو مجالس الصحوة التي تضم أساسا شيوخ عشائر عربية سنية ووقف ميليشيا جيش المهدي لاطلاق النار بعد أن دعا الى ذلك رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وتحث واشنطن بغداد على استغلال تحسن الامن لاتخاذ اجراءات سياسية تهدف الى تحقيق المصالحة بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية. ورغم أن العراقيين حققوا تقدما بشأن قوانين أساسية فلاتزال حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي مختلفة بشأن قوانين أخرى مثل قانون تقاسم عائدات بيع النفط ولدى العراق ثالث اكبر احتياطي من النفط في العالم. (رويترز)