لقى العميد فرانسوا الحاج قائد عمليات الجيش اللبناني وابرز المرشحين لقيادة الجيش اللبنانى مصرعه صباح الاربعاء فى انفجار وقع بالقرب من القصر الرئاسى الواقع فى منطقة بعبدا شرقى بيروت فيما قتل اربعة آخرين وأصيب أكثر من عشرة . وقد أدى الانفجار الى احتراق عدد من السيارات وتضرر عدد من الأبنية المجاورة فى المنطقة ذات الأغلبية المسيحية ، والتى بها عدد من السفارات والمقار الرسمية والمدارس. وفور وقوع الانفجار سارعت القوى الامنية الى تطويق المكان كما تجمع عدد كبير من المواطنين لتفقد اقاربهم و ممتلكاتهم فى حين سارعت سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان.وتولى الصليب الاحمر اللبنانى نقل المصابين الى المستشفيات. يجيئ هذا الانفجار بعد أقل من يوم واحد من التأجيل الجديد لجلسة البرلمان الخاصة بانتخاب رئيس جديد للبنان وهو التأجيل الثامن وسط مخاوف من تأجيل هذا التصويت الى مارس المقبل. وجدير بالذكر ان العميد فرانسوا الحاج الذى اغتيل فى الانفجار هو المرشح لخلافة العماد ميشال سليمان قائد الجيش فى حال انتخابه رئيسا للبنان ، و يعتقد انه كان بين الاوفر حظا لتولي قيادة الجيش في حال وصول سليمان الى الرئاسة. من جانبه ، أكد قائد الجيش اللبنانى العماد ميشال سليمان أن الجيش أقوى اليوم من أى وقت مضى ، وعلى إستعداد تام للتضحية حتى الشهادة . ودعا سليمان -خلال تفقده موقع الإنفجار- إلى عدم توظيف جريمة الإغتيال فى السياسة ، أو فى محاولة التشكيك بقدرة المؤسسة العسكرية. يذكر ان الحاج قاد العملية العسكرية التى نفذها الجيش اللبنانى على مدار أكثر من ثلاثة أشهر ضد تنظيم "فتح الاسلام"خلال الصيف الماضى مما يدفع أصابع الإتهام الى الإشارة الى انه اما ان تكون "فتح الاسلام"وراء الانفجار ، أو أن دوافع سياسية تقف خلف هذة العملية. الجدير بالذكر أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها شخصية أمنية من هذا المستوى منذ شن مسلسل الاغتيالات الذي بدأ بمحاولة اغتيال النائب والوزير مروان حمادة، أحد أبرز المنتقدين للنظام السوري فى الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2004 ليتصاعد مسلسل الإغتيالات لاحقا بمقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وسط العاصمة بيروت فى 14 فبراير/شباط 2005 ولينته مؤخراً باغتيال النائب أنطوان غانم من الأكثرية النيابية فى19 سبتمبر/أيلول 2007. هذا ويأتي الانفجار في وقت تتسارع فيه المواقف السياسية حيال الاستحقاق الرئاسي اللبناني، واحتمال أن يؤدي تأجيل انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية إلى ما بعد الأعياد، إلى إستحالة ملئ الفراغ الرئاسي قبل مارس/آذار المقبل. وفي السياق نفسه اتهمت الأكثرية النيابية في قوى (14 آذار) أن الطريقة التي يجري التعامل بها مع انتخاب رئيس للجمهورية باتت تشكل "إهانة موصوفة لموقع الرئاسة ولعقول اللبنانيين جميعا، الذين يجدون في خلو هذا الموقع تهديدا مباشرا لنظامهم الديمقراطي ولركن أساسي من الأركان التي يقوم عليها اتفاق الطائف." وقد اثارت جريمة الاغتيال ادانات محلية وعربية ودولية واسعة النطاق . فمن جانبه ، أعرب حسين الحاج حسن -النائب عن حزب الله فى البرلمان اللبنانى- عن أسف كتلته العميق للحادث الإجرامى الخطير بحق العميد الركن فرنسوا الحاج مؤكدا ان " الجهات التى يمكن ان تكون مسئولة عن هذا الحادث كثيرة و لكن بالتأكيد المستهدف من هذه العملية هى الأمن و الإستقرار فى البلاد". و أضاف " اننا نواجه مشكلة كبيرة تكمن فى ان كافة جرائم الإغتيال السابقة لم يتم التوصل فيها الى الجانى الحقيقى ".. مشددا الى ضرورة تجاوز مرحلة الإتهام السياسى الى مرحلة الأدلة الجنائية. كما شجبت كلا من مصر و الأردن وألمانيا و إيطاليا حادث الإغتيال ، مؤكدين أنه حادث إجرامى مريع. من جانبه أدان البيت الأبيض عملية الإغتيال .. وقال جوردون جوندرو -المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض- "ندين بشدة الاغتيال". وأضاف بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش "سيواصل وقوفه إلى جوار الشعب اللبناني في مواجهة من يحاولون تقويض أمنه وحريته"