الاهرام11/10/07 أيهما نصدق.. المسئولين عن إدارة حديقة الحيوان بالجيزة الذين فسروا أسباب نفوق720 نوعا من الحيوانات بالحديقة خلال عامين بأنه العمر الطبيعي لهذه الحيوانات. أم أساتذة الطب البيطري الذين تضمهم لجنة شكلتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية الذين انتهوا إلي أن السبب هو سوء حالة مخازن الحبوب والأعلاف الجافة وسوء التهوية بها مما تسبب في تكاثر الحشرات والآفات بها؟ الغريب أن المسئولين بالحديقة تساءلوا في دهشة: ما الذي أثار هذا الموضوع الآن بالرغم من مرور عامين علي نفوق هذه الحيوانات؟! أين الحقيقة؟ وهل لا تزال ظاهرة نفوق الحيوانات بالحديقة قائمة أم أنها مرحلة ومضت؟ وهل سننتظر نتائج التحقيقات الرسمية؟ في هذا التحقيق سنحاول رصد آراء مختلف الأطراف.. وفي البداية يؤكد الدكتور نبيل محمود صدقي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية أن ما تناولته وسائل الإعلام عن نفوق حيوانات بحديقة حيوان الجيزة ليس حديث العهد وإنما كان خلال عام2005 2006 ولم تتم إثارة هذا الموضوع في حينها, إلا أنني لا أدري لماذا أثير هذه الأيام!! ولم ينف دكتور نبيل حدوث نفوق في الحيوانات هذه الأيام, وأكد أن هذا نفوق عادي بسبب كبر السن أو انتهاء العمر العادي للحيوان, وأشار إلي أنه في حالة نفوق حيوان فإننا نقوم بعمل صفة تشريحية للحيوان النافق من خلال عمل تشريح لجثة الحيوان وتحليلات تنتهي بعمل تقرير تفصيلي, ويشرف علي التشريح لجنة تضم أطباء من داخل الحديقة والهيئة المركزية للطب البيطري لعمل التقرير الذي يكشف عن الأمراض التي تعرض لها الحيوان طيلة حياته وطريقة العلاج والأدوية التي تناولها الحيوان المريض, وتؤخذ عينة أخري تحلل في معامل خارجية بعيدا عن الحديقة لتحدد سبب الوفاة بحيادية, وعن نفوق العدد الكبير خلال الفترة المنظورة أمام النيابة الآن يعقب الدكتور نبيل بأن ما أثار القضية هو نفوق عدد ليس قليل من نوع واحد من الحيوانات في فترة متقاربة وهذه الحيوانات التي نفقت يتم دفنها في مدفن خاص بحديقة الحيوان, ونحن مستعدون لاستخراجها وتشريحها في أي وقت. ويضيف الدكتور نبيل صدقي أن التقرير الحديث للجنة التي تم تشكيلها تضمن فحص ومراجعة جميع المستندات, وأثبت أن عقود توريد الأغذية والحبوب والأعلاف تتم من خلال أكثر من مورد لأن الكميات الواردة كثيرة, كما أن قسم التغذية الذي يضم أطباء متخصصين هو المسئول عن تسلم الحبوب والأعلاف المصمغة والخضراوات والفواكه والبيض, حيث يتم تشكيل لجنة الفحص والاستلام المدني, وبالنسبة للأغذية الجافة, والأعلاف ثم يتم أخذ عينة ويتم تحليلها في المعامل الزراعية ولا يتم الاستلام إلا بناء علي نتيجة التحليل. ويؤكد أن اللجنة تأكدت من القيام بعمليات تطوير المخازن وتشوين الحبوب والأعلاف الجافة حيث نقوم بتبخير وتعقيم الحبوب كل ستة أشهر, وتأكدت اللجنة من ذلك ويجري حاليا تعديل نظام التهوية بالمخازن. كما تأكدت اللجنة من وجود دفاتر تسجيل الحيوانات المريضة ومتابعتها ويقوم بذلك متخصصون يتقدمون بتقرير للعلاجات للحيوانات المريضة حتي يتم شفاؤها, وكذلك تأكدت اللجنة من وجود دفاتر لمتابعة الحالة المرضية لكل الحيوانات بالحديقة, كما تم تسجيل جميع الطيور والحيوانات المريضة علي جهاز الحاسب الآلي ويتم تدريب الأطباء علي ذلك ويجري الآن التعاقد مع إحدي الشركات المتخصصة لصيانة المفرخات في إطار الإشراف الفني والعملي لمركز الإكثار بصفة دورية.. كما تم اتباع أساليب مخزنية سليمة في تسلم وتوريد الخضراوات والفواكه وكل هذا أكده تقرير اللجنة التي شهدت تنفيذ التوصيات السابقة. وتشير الدكتورة تماضر العقاد مدير إدارة حديقة الحيوان إلي أن ما حدث من نفوق هو أمر عادي بطبيعة الحال في كل الكائنات الحية, ولكن إضافة أعداد الطيور النافقة إلي الحيوانات هو ما يضخم العدد, لأن الطائر بطبيعته كائن ضعيف قد ينفق نتيجة البرودة القارسة أو الإصابة بمرض انفلونزا الطيور, رغم أننا أنقذنا أعدادا كبيرة من الطيور إلا أنها كغيرها أصيبت ونالها الأذي, أما بالنسبة للنفوق في الحيوانات فهو بمعدل طبيعي وغير مبالغ فيه ولأسباب ترجع إلي إعدام880 طائرا في عام2005 وإعدام3004 طيور العام الماضي معظمها من الطيور الداجنة, فمثلا دجاج الوادي أعدم منه1571 دجاجة. وقالت إن هذه التقارير صدرت عام2005 والوضع الآن اختلف وفقا لما يؤكده تقرير النيابة الإدارية الأخير الذي أشار إلي أن كل الملاحظات تم تلافيها تماما, ولم يعد هناك وجود لأي ملحوظة, وأكدت اللجنة في تقريرها أن المكان المخزن فيه الحبوب تم تبخيره ويجري تعديل النوافذ لكي تكون التهوية أفضل. كما أكد التقرير الأخير عدم وجود حشرات أو قوارض بناء علي تقرير اللجنة وأن أي أسباب للمشكلات التي كانت موجودة سابقا تم القضاء عليها وهذا يؤكده تقرير اللجنة التي كلفتها النيابة الإدارية. ويؤكد الدكتور هشام حفني محمد شرف مدير إدارة بحدائق الحيوان أن عدد الحيوانات النافقة عام2005 بلغ62 حيوانا وفي العام الماضي نفق51 حيوانا, وبالنسبة للطيور النافقة لا ننكر أن عددها كان كبيرا في هذه الفترة نتيجة لمرض انفلونزا الطيور الذي أصاب جميع الطيور الحية وليس لنا دخل فيه ولأن الإصابة منه تنتشر بين الطيور سريعا فهذا ما أدي إلي نفوق أعداد كبيرة منها. أما بالنسبة للعام الحالي فلدينا1243 حيوانا يضم74 نوعا من الحيوانات نفق منها65 حيوانا وعدد الولدات714 ولدة حديثة وهذه تعد إضافة إلي عدد الحيوانات الموجودة بالحديقة. أما بالنسبة للطيور فلدينا4008 طيور تضم90 نوعا من الحيوانات, ونفق لدينا1251 طائرا من أصل4916 كان هو العدد قبل مرض انفلونزا الطيور, ولكن ما حدث من فقس لدينا في الطيور عوض كثيرا من الفاقد, حيث وصل عدد الطيور الفقس إلي553 طائرا. ويوضح أن تعويض الفاقد جاء نتيجة لرعاية طبية خاصة بأساليب علمية حديثة شملت الجانبين الوقائي والعلاجي معا وكذلك الإشراف علي أنواع الطعام المقدمة لكل حيوان, حيث إن لكل منهما طريقة خاصة في الغذاء ويتناول نوعا معينا من الطعام. فمثلا الأسد يعتمد في غذائه علي اللحوم ويأكل ستة أيام في الأسبوع ولكن من الضروري أن يصوم اليوم السابع وهكذا لكل حيوان طريقة غذاء ومسئولون عنه. وحتي طريقة حياة الحيوان فإذا كان معتادا علي الحياة البرية لابد أن تكون طريقة الإضاءة له خافتة وهكذا وإذا حدث خلل في أي من هذه الإجراءات والظروف يشعر الحيوان بأنه خارج بيئته الطبيعية التي من المفترض أنه اعتاد عليها ولا يستطيع أن يعيش بدونها لأنه خلق علي شاكلتها وأي خلل يؤدي إلي مرض الحيوان, لذلك فنحن نهتم بكل هذه الأشياء حتي نضمن سلامة الحيوان وصحته لأنها مسئولية الجميع في الحديقة. إشراف بيطري: ويعقب الدكتور حامد سماحة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية مؤكدا أن هناك متابعة لجميع حدائق الحيوان عامة وحديقة حيوان الجيزة بشكل خاص, ونشرف عليها من خلال لجان متابعة, أما ما حدث من نفوق في عامي2005 و2006 تقوم النيابة بالتحقيق فيه حاليا, فإذا ثبت إدانة أحد فطبعا لن يكون هناك أي تهاون في عقاب المخطئ ومحاسبته علي جريمته. المزيد من التحقيقات