مازالت زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي للبرتغال وفرنسا تثير جدلا في الاوساط السياسية الاوربية، فقد طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من االزعيم الليبي التقدم على طريق حقوق الإنسان، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الفرنسي بعد إجتماعه بالقذافي الذي استمر اقل من ساعة . وأثارت زيارة القذافي حملة إحتجاجات في فرنسا، ورد ساركوزي قائلا " ان فرنسا تستقبل رئيس دولة تخلي نهائيا عن حيازة السلاح النووي وقرر وضع مخزونه تحت مراقبة المنظمات الدولية ، واختار التخلي نهائيا عن الارهاب والتعويض عن الضحايا." وأضاف انه" سيستقبل ايضا جمعيات الضحايا" التي احتجت على زيارة القذافي. و أشار ساركوزي الذي واجه انتقادات شديدة اللهجة من المعارضة وجمعيات حقوق الإنسان لاستقباله القذافي " ان فرنسا هي التي فاوضت من اجل الافراج" عن الممرضات والطبيب البلغار في تموز/ يوليو بعد اعتقالهم ثماني سنوات في السجون الليبية " والا لكانوا مازالوا في السجن." وبدأت طرابلس الخروج من عزلتها عام 2003 حين اعلنت التخلي عن انتاج اسلحة دمار شامل ، وقدمت تعويضات لضحايا اعتداء لوكربي في اسكتلندا - 270 قتيلا عام 1988 - والاعتداء على طائرة دى سى - 10 تابعة لشركة أوتا فوق النيجر - 170 قتيلا عام 89- كما أعلن ساركوزي ان عقودا بقيمة 10 مليارات يورو ستوقع مع ليبيا بشأن مصنع لتحلية مياة البحر يعمل بمفاعل نووي، وتعاون في مجال الاسلحة وعدد من العقود الإقتصادية. وكان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي تحدث عن شراء طائرات ايرباص بما يزيد عن ثلاثة مليارات يورو ومفاعل نووي، مضيفا ان ليبيا تريد ايضا شراء العديد من التجهيزات العسكرية والتفاوض على طائرة رافال القتالية. من جهة أخرى واجه الزعيم الليبى انتقادات اثناء زيارته الى البرتغال لحضور القمة الافريقية الاوربية ، حيث تعرض طاقم قناة تلفزيونية عامة الاحد لسوء معاملة في لشبونة من قبل الجهاز الخاص بضمان امن الزعيم الليبي بعد سؤال طرحه الصحفي دانيال بيسوا من الاذاعة والتلفزيون البرتغالي العام على القذافي في ساو جولياو قائلا "خلال لقاءاتكم في البرتغال هل طلب منكم ان تصبح ليبيا دولة اكثر ديمقراطية؟" وأجاب القذافي " نحن من اطلق مثل هذه الدعوة لكي نكون مثالا يجتذى به، وفي ليبيا السلطة بيد الشعب، والشعب يقرر مستقبله." ووصف الدبلوماسي الليبي بانه سوال " إستفزازي"، وتسبب الحادث في الغاء لقاء كان مقررا بين القذافي والصحفيين البرتغاليين. وبدأ الزعيم الليبي معمر القذافي الاثنين زيارة رسمية لفرنسا تستمر خمسة ايام وتعد بمثابة تكريس للمصالحة بين باريس وطرابلس، وعشية وصوله ضاعف الاشتراكيون من انتقاداتهم لزيارة القذافي الذي سيقاطع نواب الحزب الاشتراكي مجيئه الى الجمعية الوطنية. وإعتبر رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون الجدل حول زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي الى باريس "في غير محله" وذلك في حديث لصحيفة ليزيكو الاقتصادية الاثنين. وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي "ان من الأمور المشروعة ان تقيم دولة مع أخري علاقات في إطار القانون الدولي". واوضح رئيس الحكومة الفرنسية أن بلاده تستقبل الزعيم الليبي ايضا "لاننا بحاجة لان تصبح ليبيا في اطار العلاقات الدولية بلدا يمكننا إجراء حوار معه ، وان تصبح بلدا تحترم فيه تدريجيا حقوق الانسان". من جهتها اعربت وزيرة الدولة الفرنسية لحقوق الانسان عن "انزعاجها" من زيارة الزعيم الليبي في اليوم المخصص لحقوق الانسان. كذلك إعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير انه "من غير الوارد ان ننسى" باسم "السياسة الواقعية" ضحايا النظام الليبي ، وذلك في اليوم الاول من زيارة الزعيم الليبي. وفي سياق متصل، إهتمت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية بالزيارة المثيرة للجدل وقالت في عددها الصادر اليوم " القذافي وهو زعيم ثورة علي مدي الحياة، والاحزاب السياسية محظورة في بلاده ومن ينتقده يعرض لعقوبة الاعدام". وأوضحت الصحيفة أن ساركوزي وأعوانه يقولون أن القذافي تغير كما أن دولا أخري أعادت تدعيم علاقاتها مع ليبيا مجددا بيد أن دولا مثل بريطانيا وايطاليا والولايات المتحدة تعمل علي الحفاظ علي اكبر مساحة ممكنة للحوار مع ليبيا وتتجنب المشكلات الناتجة عن استقبالها له.