عرض الفيلم الباكستاني (باسم الله) مساء الخميس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي افتتحت دورته الحادية والثلاثون مؤخراً. الفيلم هو العمل الروائي الاول لمخرجه شهيب منصور، و تدور احداثه في مدينة لاهور الباكستانية حول الاخوين منصور وسرمد وهما يعزفان ويغنيان ويقبلان على الحياة لكن رجل دين متشددا اسمه الطاهري يستطيع اقناع سرمد بأن "الموسيقى ملعونة... النبي (محمد) كان ينزعج من الموسيقى" وينصحه بعدم الجدل لان "كثرة التفكير تضل الانسان." . فلا يكون من الشاب الا أن يعلن أمام الاسرة أن "الموسيقى محرمة في الاسلام" حتى انه ينزع اللوحات الفنية من جدران البيت. ويسافر منصور عام 2000 الى شيكاجو ويلتحق بمدرسة للموسيقى وتسأله زميلته جيني من أين أتى. ويقول.. باكستان. فتسأله "أهذا بلد.." فيقول ان الامريكيين لا يعرفون شيئا خارج حدودهم ويوضح لها أن بلاده تقع بين أفغانستان وايران والهند ، ويقول بفخر "نحن الذين شيدنا تاج محل" تسأله.. لماذا شيدتموه في الهند وليس في باكستان فيوضح أن "السلطان المسلم" شاه جاهان بناه تخليدا لذكرى زوجته ممتاز محل. كما يضيف "أننا (المسلمين) حكمنا اسبانيا 800 عام" فتستنكر كلامه وتتركه متسائلة.. لماذ سمح لكم بدخول الولاياتالمتحدة اذا كنتم ستمكثون بها 800 عام... لكن الموسيقى تقرب بينهما فحين يبدأ العزف والغناء لاول مرة يجذب انتباه الجميع وتتوثق صداقتهما وتطلب أن يتزوجها وهو متردد ليس بسبب اختلاف الدين وانما الثقافة. وتوضح له أنهما قادران على التعايش وفي النهاية يتزوجان. وبعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 يتهم منصور بأنه شارك في الهجمات بصيغة ما وأن خطورة المخططين لا تقل عن المنفذين. كما توجه اتهامات بأن "المسلمين يكرهون أمريكا لانهم يحسدون تقدمها" فيوضح للمحقق أن المسلمين "يحترمون أمريكا بسبب هذا التقدم" ويجبرونه على الاعتراف بأن له علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فلا يملك في النهاية الا أن يقول بتهكم "ربما كان شاذا ويحبني" كما يضيف أن أمريكا نفسها كانت تحب ابن لادن في احدى المراحل. ويملأ منصور جدران السجن الانفرادي بكتابات "أنا أحب أمريكا" الى أن يجبروه على أن يكتب "أنا أحب أسامة" ويعتبرون ذلك اعترافا فيقول بثقة "لم تدعوني أكره أسامة" وحين لا يجدون دليل ادانة يشبعونه ضربا وهو يصرح مشددا على أنه لا يكره أمريكا حتى لو ظلمه بعض الامريكيين. ويتم ترحيله وهو عاجز عن الحركة شبه غائب عن الوعي وتتلقى زوجته رسالة يقول فيها انهما كانا يعزفان سيمفونية "لكن الالحان لم تتوافق". ويعود لاسرته التي تنعم من جديد بموسيقى سرمد وان ظل منصور فوق الكرسي المتحرك ساكنا لا يشعر بأحد.