تواصلت حالة الفراغ الرئاسى التى يعيشها لبنان منذ منتصف ليلة الرابع والعشرين من الشهر الجارى بعد ان فشل فرقاء الداخل ووسطاء الخارج معا فى الاتفاق على تسمية رئيس جديد توافقى خلفا لاميل لحود الذى انهى ولايته الثانية الاستثنائية والتى استمرت ثلاث سنوات . وتوقعت مصادر سياسية لبنانية أن تتأجل من جديد جلسة البرلمان اللبناني المقرر عقدها الجمعة القادم لانتخاب رئيس جديد للبنان لكن فريق الاكثرية اتخذ خطوة بدت وكأنها تعزز فرص التوصل لاتفاق. حيث اعلنت كتلة المستقبل البرلمانية التي يتزعمها سعد الحريري إنها ستساند انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان ، و كانت الكتلة عارضت في السابق انتخاب سليمان الذى يحتاج انتخابه الى تعديل دستوري يسمح بموجبه لموظف رفيع في الدولة الترشح لهذا المنصب. وكشف عضو كتلة المستقبل النائب عمار حورى عن سعى كتلته للتوصل الى اتفاق حول ترشيح العماد ميشال سليمان لمنصب الرئاسة واعلن حورى ان كتلته على استعداد للقبول بتعديل الدستور لاتاحة الوافق امام العماد سليمان خاصة وانه يمثل رمز وحدة المؤسسة العسكرية التى تدافع عن لبنان. من جهته استبعدعضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهر إنعقاد جلسة مجلس النواب الجمعة القادم ، واوضح ان المجلس فى حالة انعقاد دائم وانه عندما تظهر اى بادرة للوصول الى حل يمكن ان يعقد المجلس جلسة فورية وانتخاب رئيس . فى الوقت نفسه دعا الزعيم الدرزى وليد جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه برى ورئيس كتلة المتسقبل سعد الحريرى الى العودة الى الحوار لانتخاب رئيس توافقى من الاسماء الواردة فى الائحة التى اعدها البطريرك المارونى نصرالله بطرس صفير واعتبر جنبلاط انه لايجوز الانتظار الى ماسينتهى اليه مؤتمر انابوليس للسلام . ومن ناحيته ناشد رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتى القيادات والسياسيين الى وقف التعبئة والشحن الطائفى والعودة الى صيغة التعاون المشترك . كان التصويت قد تأجل خمس مرات بسبب فشل زعماء قوى التحالف والمعارضة في الاتفاق على مرشح. وتسلم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سلطات الرئيس يوم السبت بعد انتهاء مدة ولاية لحود دون اتفاق رغم جهود الوساطة بقيادة فرنسا. وتعتبر المعارضة الحكومة غير شرعية وتقول انه ليس لديها الحق في تسلم سلطات الرئيس ودعا السنيورة هذا الاسبوع الى التهدئة وقال إن حكومته لن تقدم على أي خطوة "استفزازية". على الرغم من عدم الاتفاق على من يخلف لحود فإن الطرفين لم ينفذا تهديدات باتخاذ خطوات من جانب واحد وفضلا احتواء أسوأ أزمة تلحق بلبنان منذ الحرب الأهلية التي وقعت بين عامي 1975 و1990. وظل مقعد الرئاسة شاغرا في عامي 1988 و1989. وأدت تلك الأزمة لواحدة من أكثر المراحل الدامية في الحرب الأهلية. ميدانيا وفى ظل استمرار حالة الفراغ الرئاسى بلبنان ، قتل شخصان وجرح ستة اخرون في اشتباكات وقعت في طرابلس (شمال لبنان) بين الفصائل المتنافسة ، وذلك فى اول حادث خطير منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود منتصف ليل الجمعة السبت وبقاء مركزه شاغرا ، حيث ان مجلس النواب فشل في انتخاب خلف له. الاشتباكات وقعت عندما تبادل انصار حركة التوحيد الاسلامي من المعارضة اللبنانية (سنية اصولية مقربة من سوريا) طلاق النار مع عناصر من افواج طرابلس تابعين لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري احد زعماء الغالبية البرلمانية في حي ابي سمرا في طرابلس شمال لبنان . وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل نواف حيدر من حركة التوحيد وجرح سبعة اشخاص اخرين بينهم راشد ياسين من افواج طرابلس الذي لقى مصرعه متأثرا بجروحه . من ناحية اخرى اعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري القاضي سيرج برامرتس في تقرير مرحلي نشر الاربعاء ان التحقيق يحرز تقدما رافضا كشف تفاصيله لاسباب امنية. ويشير التقرير وهو الاخير للقاضي البلجيكي سيرج برامرتس الذي يغادر منصبه في نهاية السنة الى ضرورة توخي "حذر متزايد في التعامل مع المعلومات المتعلقة بالتحقيق". واوضح ان هذه المقاربة تهدف الى "تجنب تعريض سلامة التحقيق والعملية القانونية للخطر وكذلك امن الاشخاص" الذين يوافقون على الادلاء بشهادتهم. ويصدر هذا التقرير عن نتائج التحقيق الذي يشمل ايضا جميع الاغتيالات في لبنان منذ 2005 وسط ازمة سياسية حادة تخيم على لبنان وفيما تستعد لجنة التحقيق "بشكل ناشط لنقل نتائج تحقيقها الى المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان حين تباشر هذه المحكمة اعمالها". وسيتسلم برامرتس عند انتهاء مهمته على رأس لجنة التحقيق منصب مدعي عام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة خلفا للسويسرية كارلا ديل بونتي ابتداء من الاول من كانون الثاني/يناير المقبل وعين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون محله الكندي دانيال بيلمار المساعد السابق للمدعي العام في كندا.