تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاربعاء بمعاقبة مشاركين في أعمال شغب أطلقوا النار على الشرطة فى حين سعى لتخفيف التوتر من خلال اجراء تحقيق مستقل في أسباب حادث مقتل شابين الذي أدى لاندلاع المواجهات. و عقب وصوله الى فرنسا من زيارة للصين توجه ساركوزي الى مستشفى في ضاحية شمال باريس حيث يعالج ضابط كبير بالشرطة من جروح خطيرة بعدما تعرض لهجوم في بداية أعمال العنف يوم الاحد. وأشاد ساركوزي المعروف بتشدده في فرض القانون والنظام حينما كان وزيرا للداخلية بشجاعة الضابط وقال انه لا يوجد شيء يمكنه تبرير هذا العنف. وقال ساركوزي للصحفيين "أولئك الذين يتجرأون على اطلاق النار على الشرطة سيجدون أنفسهم في محكمة الجنايات." وأضاف ان اطلاق النار على الشرطة "له اسم.. محاولة القتل". يذكر ان الشرطة اعتقلت 18 شخصا على الاقل فى ساعة متأخرة مساء الثلاثاء وذلك فى ظل تواصل أعمال الشغب واحراق الممتلكات فى ضواحى باريس. وقد بدأت الاضطرابات الأحد قرب فيلييه لوبيل –100 كيلومتر شمالي باريس- بعد مقتل شابين من أصول مهاجرة كانا على متن دراجة نارية, حيث صدمتهما سيارة شرطة ولم تسعفهما, لكن الشرطة تمسكت –وأكد ذلك تحقيق أولي لها- بأنهما قتلا لأنهما لم يحترما إشارات المرور ولم يكونا يضعان خوذات الحماية. وقد اتهم الشباب ضباط الشرطة بالمسؤولية عن مصرع الشابين واضرموا النار في العشرات من السيارات وحطموا مركزين للشرطة وعددا من المتاجر في ضاحيتي آرنوفيل وفيليرلو بيل. كما القى الشباب زجاجات المولوتوف على رجال الشرطة ، وأحرقت عشرات المباني حتى الآن وجرح نحو 120 شرطيا بعضهم بأعيرة نارية . وذكرت مصادر ، انه على الرغم من تجدد أعمال الاحراق المتعمد ، فان الوضع فى ضواحى العاصمة الفرنسية أكثر هدوءا من الليلتين السابقتين ، وذلك فى ظل نشر 800 من رجال الشرطة فى المنطقة. وتخشى السلطات الفرنسية أن تكون الأحداث تكرارا لاضطرابات التى جرت قبل عامين وكانت الأعنف منذ أربعة عقود. وتعهد رئيس الوزراء فرانسوا فيون الذي زار فيلييه لوبيل باسترداد الأمن,وقال قبل ذلك أمام البرلمان إن العنف "غير مقبول ولن نسمح به وهو غير مفهوم", ووصف "من يطلقون النار على الشرطة ويضربون ضابط شرطة حتى الموت" بمجرمين يجب أن يعاملوا على هذا الأساس. وأحيا العنف ذكريات أعمال الشغب عام 2005 وهي اسوأ اضطرابات في فرنسا منذ 40 عاما عندما أحرقت الالاف من السيارات اثر مقتل شابين صعقا بالكهرباء في محطة كهرباء فرعية أثناء فرارهما من الشرطة على ما يبدو. يذكر ان البطالة المرتفعة والمدارس السيئة والعلاقة السيئة مع الشرطة وقلة المساكن وقوانين الهجرة الجديدة قد خلقت جيلا من الشبان المحبطين في المناطق الفقيرة. وقال فيون ان الحكومة تعتزم أن تستثمر 12 مليار يورو (17.68 مليار دولار) في الضواحي المحرومة في فرنسا على مدى الاعوام الخمسة المقبلة بما في ذلك تخصيص 140 مليون يورو في فيير لو بيل التي شهدت انطلاق شرارة هذه الاحداث. وتعتزم الحكومة الكشف عن خطة لزيادة فرص العمل في تلك الضواحي في 22 يناير كانون الثاني