حذر البطريرك المارونى نصر الله بطرس صفير من ان لبنان يمر باوضاع مصيرية اما ان تقود الى الاستقرار او الى الفوضى والاقتتال،مطالبا جميع المسئولين بان يبرهنوا عن رصانة وجدية ووطنية صادقة وخدمة الشعب بما يوفر له الامن والاستقرار. من جانبه،اعتبر حزب طليعة لبنان العربى الاشتراكى ان الفراغ الدستورى القائم قد يؤدى بلبنان الى مصير مجهول بحيث ينفلت الوضع الامنى اذا لم تتدارك الاطراف السياسية الفاعلة فى الموالاة و المعارضة تلك المخاطر. ياتى ذلك فى الوقت الذى بدأت فيه المخاوف من تفجر أعمال العنف تلوح في أجواء لبنان بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس جديد للبلاد الجمعة لكن المحللين يقولون انه لم تسفك دماء بعد لان الجماعات السياسية المتناحرة لديها الكثير مما تخشى عليه. هذا وقد تأجل انتخاب الرئيس مرة أخرى يوم الجمعة أملا في امكانية التوصل الى اتفاق لكن ذلك يعني أن البلاد ستكون بلا رئيس لمدة اسبوع على الاقل الامر الذي أثار المخاوف من أن يسقط لبنان مجددا في هوة العنف بعد 17 عاما من انتهاء الحرب الاهلية. وهددت الاغلبية التي يتزعمها سعد الحريري عضو البرلمان السني والمعارضة الموالية لسوريا بزعامة حزب الله الشيعي بإتخاذ اجراءات أحادية الجانب ما لم يتم انتخاب رئيس، واتهم كل جانب الاخر بتسليح وتدريب أنصاره. لكن الطرفين يتجنبان على ما يبدو أي تصعيد وذلك خشية أن تمتد نغمة العنف الطائفي بين السنة والشيعة وهو سيناريو لا يتمناه اي جانب ما دامت الفرص ما زالت متاحة لحل الازمة سلميا. وشكك بول سالم مدير مركز كارنيجي للسلام الدولي فرع بيروت في أن يتخذ أي جانب خطوات استفزازية في الوقت الراهن. وقال سالم "لن يتخذ أحد إجراء للتصعيد في اي شيء،وإلا ستكون خسارة على الجانبين،فقوى 14 آذار (الائتلاف الحاكم) ليس قويا بدرجة كافية للفوز، كما ان حزب الله وايران لا يريدان الدخول في حرب اهلية بين السنة والشيعة." وارجأ رئيس البرلمان نبيه بري وهو زعيم شيعي معارض يوم الجمعة التصويت على انتخاب رئيس للمرة الخامسة بسبب عدم توصل الاطراف المتنافسة الى اتفاق على رئيس. لكن بري ابقى الامل حيا بدعوته اعضاء البرلمان للاجتماع من جديد يوم الجمعة المقبل للقيام بمحاولة اخرى. ويعد انتهاء فترة رئاسة اميل لحود الموالي لسوريا قبل انتخاب بديل له يترك البلاد في فراغ دستوري،وقد تسلمت حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب السلطات الرئاسية في ظل عدم وجود رئيس للبلاد لاول مرة منذ تسع سنوات.