اقترح بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة اليوم خطة من 6 نقاط لإنهاء العنف ومعالجة الأزمة في سوريا. وقال بان كي مون ` خلال اجتماع نظمته اليوم الجمعية الأسيوية في نيويورك ` إن النقطة الأولي في خطته تتضمن فرض حظر من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي علي توريد السلاح الي سوريا. وأضاف أنه في حالة فشل المجلس في اصدار قرار الحظر, فإنه يدعو جميع دول العالم الي تنفيذ حظر علي صادرات السلاح الي سوريا بشكل فوري. وتقضي النقطة الثانية في خطة الأمين العام برفع الحصار المفروض علي المدنيين داخل سوريا من قبل القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة , والسماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود الي المدنيين , واطلاق سراح جميع المحتجزين تعسفيا لدي طرفي الصراع السوري , وأن تطلق الجماعات المسلحة سراح جميع المعتقلين الذين تم احتجازهم بشكل تعسفي خلال سنوات الصراع.وتنص النقطة الثالثة علي ضرورة اطلاق عملية سياسية جادة لإقامة سوريا الجديدة. واعتبر بان كي مون أن الإنتخابات الرئاسية التي جرت في سوريا في الثالث من يونيو الجاري , وجهت ضربة للعملية السياسية التي قادها المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي في العامين ونصف العام الماضيين. وتتعلق النقطة الرابعة في خطة الأمين العام بمحاسبة المتورطين في ارتكاب الجرائم الخطيرة في سوريا , وقال إن نافي بيليه مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان , دعت مرارا مجلس الأمن الدولي الي احالة الوضع في سوريا الي المحكمة الجنائية الدولية , وأنه يوجه نفس الدعوة الي أعضاء المجلس. وطالب بان كي مون الدول التي تعترض علي احالة ملف سوريا الي المحكمة الجنائية الدولية بتقديم بدائل ذات مصداقية (علي حد قوله). وتؤكد النقطة الخامسة في خطة بان كي مون علي ضرورة التخلص الكامل من جميع المخزون الكيماوي داخل سوريا , في حين تتمثل النقطة السادسة والأخيرة في مواجهة الأبعاد الإقليمية للصراع , بما في ذلك تهديدات الجماعات المتطرفة. وكشف أمين عام الأممالمتحدة ` في كلمته أمام مؤتمر الجمعية الأسيوية بنيويورك اليوم ` عن أن عدد القتلى منذ اندلاع الأزمة الحالية في سوريا , قد بلغ حاليا الي أكثر من 150 ألف قتيل. وقال بان كي مون " إن أكثر من نصف سكان سوريا قد تحولوا الي لاجئين مسجلين , ونحو 2.8 مليون من المدنيين إضطروا الي الفرار من العنف والاضطهاد , بينما امتلأت السجون ومرافق الاحتجاز المؤقتة عن آخرها بالرجال والنساء وحتى الأطفال". وأشار الي أن بداية الأحداث في سوريا في مارس عام 2011 لم تكن تشي بتحولاتها الحالية , وقال " عندما خرج الآلاف من المدنيين السوريين الي الساحات في درعا وأماكن أخرى , لم يكونوا يدعون إلى تغيير النظام , وانما الي الحرية , ورفعوا لافتات , وليس أسلحة , لقد ابتغوا الإصلاح بعد عقود من القمع , ولم يسعوا الي الثورة , لكن رد السلطات عليهم جاء بلا رحمة : القناصة والدبابات تطلق النار بشكل عشوائي في الحشود , والرئيس الأسد لا يستمع الي المناشدات التي وصلته من جميع أنحاء العالم". وأضاف " ومع تصاعد المطالب الشعبية , وشراسة الرد الحكومي , لجأ السوريون الي السلاح , وانتفضوا ضد بعضهم البعض , واكتسبت الجماعات المتطرفة موطئ قدم بينهم , وأصبحت سوريا اليوم دولة فاشلة على نحو متزايد". وأكد بان كي مون علي أهمية مواجهة التهديد الخطير الذي تشكله الجماعات الارهابية في سوريا , مشيرا الي أن العديد من الجماعات المسلحة في سوريا تسعي الي التوصل لحل سياسي لمشكلة بلادهم , مؤكدا علي أنه مهما يكن حجم الخلافات بشأن المستقبل السياسي للبلاد , فإنه يتعين على العالم العمل معا للقضاء على التمويل والدعم الموجه للمنظمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وقال أمين عام الأممالمتحدة " إن الصراع السوري انتقل الآن وبشكل واضح ومدمر الي العراق , مع تدفق الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود المشتركة بين البلدين". وحذر مما أسماه محاولات تنظيم (داعش) اظهار ان الحكومة في بغداد وإيران والولايات المتحدة يتعاونون من أجل دعم الأعمال الوحشية ضد السنة , وقال "إن نجاح داعش في ذلك سيساعدها في حشد الدعم من الأغلبية السنية , ولذلك فمن الضروري أن تبذل حكومة العراق والذين يساندونها كل جهد ممكن لتجنب الوقوع في هذا الفخ , إن توجيه ضربات عسكرية ضد داعش قد يكون لها أثر قليل أو ربما يأتي بنتائج عكسية , إذا لم يكن هناك أي تحرك نحو تشكيل حكومة شاملة في العراق". كما حذر بان كي مون من أن الحرب الطائفية ستكون كارثة علي الجميع , معربا عن أمله في أن تتمكن المملكة العربية السعودية وإيران والحكومات الإقليمية الأخرى - من ايجاد سبل لبناء الجسور التي تعزز الهدوء والمصالحة. وأعرب عن أمله في أن تؤدي خطته ذات النقاط الست من دفع الأمور الي الأمام "بشرط أن يكون هناك دعم قوي من جانب الأطراف المتحاربة وجميع أصحاب النفوذ عليها ". وأعاد التأكيد علي أن أكبر عقبة أمام إنهاء الحرب سوريا هي فكرة أنه يمكن حسمها عسكريا , وقال إن قيام الحكومة السورية باكتساب الأراضي عن طريق عمليات القصف الجوي في الأحياء المدنية المكتظة بالسكان لا يعد نصرا , كما أن تجويع المدنيين واجبارهم علي الإستستلام لا يعد انتصارا.