وافق مجلس السلم والأمن الأفريقي، خلال اجتماع على مستوى السفراء في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، على إنهاء تجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي، بناء على توصية لجنة الحكماء. استمع المجلس إلى تقرير لجنة الحكماء، الذي تلاه السفير الأوغندي، رئيس الدورة الحالية للمجلس، مول اس كاتندي، والذي أوصى بعودة مصر؛ لأنه "لا يوجد ما يعيق ذلك بعد إجراء الاستفتاء على تعديلات الدستور (في يناير الماضي)، وانتخاب رئيس جديد (الشهر الماضي وهو عبدالفتاح السيسي).مؤكدا أن "السفراء الدائمين كلهم وافقوا، خلال مداخلات لهم، على توصية اللجنة". كانت لجنة حكماء أفريقيا المعنية بمصر أوصت، يوم الجمعة الماضي، بإنهاء تجميد عضوية القاهرة، مع توصيتها السلطات الحالية في مصر بالحوار مع المعارضة وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالمظاهرات. جاء ذلك في تقرير قدمته اللجنة إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، بعد ختام اجتماعاتها التي استغرقت ثلاثة أيام. كان الاتحاد الأفريقي قد علق عضوية مصر في يوليو الماضي، بعد أيام من إطاحة قادة الجيش، تشاركهم قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس آنذاك، محمد مرسي، بعد عام من انتخابه، وهو ما اعتبره الاتحاد "عملا غير دستوري". يشار إلى أن تعليق العضوية إجراء معتاد يتخذه الاتحاد الأفريقي حيال أي دولة عضو يتعطل فيها نظام الحكم الدستوري. ترحيب مصري .. من جانبها، رحبت القاهرة بقرار الاتحاد الأفريقي، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن هذا القرار 'يعكس احترام إرادة الشعب المصري كما تجسدت في 30 يونيو/حزيران، في إشارة إلى الاحتجاجات التي خرجت ضد حكم مرسي. ونقلت عن السفير المصري لدى أديس أبابا والاتحاد الأفريقي محمد إدريس قوله بعد صدور القرار إن الفترة الماضية شهدت جهودا دبلوماسية ' مكثفة تكللت بالنجاح'، مشيرا إلى أن الأمور 'آلت إلى نصابها الصحيح، وعادت مصر إلى حيث يجب أن تكون في قلب أفريقيا'. يذكران ممثلو دول أفريقية قد حضروا تنصيب عبد الفتاح السيسي -الذي فاز بانتخابات الرئاسة وكانت قد تشكلت "لجنة الاتحاد الأفريقي العالية المستوى بشأن مصر بعد أيام من تجميد عضوية القاهرة،" يوم 8 يوليو 2013 لمتابعة التطورات في مصر.وترأس هذه اللجنة، ألفا عمر كوناري، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السابق، مع عضوية كل من رئيس وزراء جيبوتي السابق، دليتا محمد دليتا، وفوستوس موجاي، رئيس بوتسوانا الأسبق. يذكر ان مجلس السلم والأمن الأفريقي يتألف من 15 دولة، بينها 5 أعضاء دائمين، وهو أعلى سلطة بالاتحاد الأفريقي لفض النزاعات. والخمسة أعضاء الدائمين يمثلون الأقاليم الأفريقية الخمسة، وهم نيجيريا عن إقليم الغرب، وأوغندا عن الشرق، وغينيا الاستوائية عن الوسط، والجزائر عن الشمال، وموزمبيق عن الجنوب، وتنتقل الرئاسة دوريا كل شهر لواحدة من الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس.