سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين الضوء على قضية الاحتباس الحراري وتغير المناخ في العالم ، مشيرة إلى إنه على الرغم من الاعتقاد بأن الاحتباس الحراري ظاهرة كارثية تهدد ما يقرب من حوالي 7 مليارات نسمة حول العالم ، إلا أننا على دراية تامة بافتقارنا إلى الأدوات التكنولوجية التى قد تعالج هذه القضية. وقالت الصحيفة - في مقال تحليلي بثته على موقعها الالكتروني بعنوان "ضرورة تعزيز الصدق" - "إن الغرض الرئيسي من التحليل وسياستنا المقترحة هو خلق الظروف السياسية والاقتصادية التي تعزز التقنيات اللازمة ، ولكن ليس هناك ضمان بأن هذا سيحدث ، رغم أن الكثير من الوقت والمال قد اهدرا في جهود عقيمة وغير مجدية .. إننا غير متفائلين في تلك القضية الشائكة التي تكثر حولها الأسئلة أكثر من تقديم إجابات تعمل على إيضاحها" . ولفتت الصحيفة إلى أن التقرير الأول المتشائم للجنة الدولية للتغيرات المناخية - وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة وتتألف من 3000 عالم من علماء المناخ وماسحي المحيطات وخبراء الاقتصاد وغيرهم - وجدت أن حرارة العالم قد تحسنت على مدى عقود طويلة وأن الإنسان هو السبب الرئيسي في الانبعاثات الناتجة ، و يقال إن التركيزات في الغلاف الجوي ستكون فى أعلى درجاتها خلال 800،000 سنة والتي تشمل آثار ارتفاع مستويات البحار ، وذوبان الجليد وتشكيلات موجات أكثر حرارة. وقالت الصحيفة إن التقرير الثانى - الذى أعده ما يقرب من 300 خبير أمريكي وعمل على تقييم المناخ القومي الأمريكي - هو أكثر إثارة للقلق من التقرير الحكومي الأول فقد توصل إلى أن قضية الاحتباس الحرارى التى كان ينظر إليها على أنها قضية المستقبل البعيد قد حضرت بقوة فى الوقت الحاضر.. فالفيضانات باتت أكثر تواترا وحرائق الغابات يصعب السيطرة عليها والعواصف المطيرة أكثر عنفا. وأضافت أنه بطبيعة الحال رفض المتشككون في تغيرالمناخ (الذين يعرفون أيضا باسم المنكرين) هذه التقارير ووصفوها بأنها مبالغ فيها، وذكروا أن عالمى المناخ بول نابنبيرجر و باتريك ميشيل العاملين فى معهد كاتو وهو مركز للأبحاث التحررية المناخية وجدا على حد زعمهم دراسة أجراها باحثون فى جامعة هارفارد تناقض التقرير الثانى حيث أشارت إلى أن الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في 105 مدن في الولاياتالمتحدة انخفض عددها منذ أواخر عام 1980 . وتابعت الصحيفة أنه بين عامى 2010 إلى 2012 تتوقع إدارة المعلومات الأمريكية أن تزيد انبعاثات الطاقة بنسبة 50 %، وتساءلت الصحيفة أى حكومة عاقلة سوف تضحى باقتصادها اليوم بشكل كبير عن طريق تقليص استخدام الوقود الأحفوري وهى تعلم أن نحو 80 في المئة من الطاقة العالمية تأتي من الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي)، والتي هي أيضا المصادر الرئيسية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الوقت الحاضر، وليس لدينا أي بديل عملي لهذه الطاقة. وقالت إن الأسوا من ذلك أن معظم الزيادات المتوقعة في الانبعاثات العالمية تأتي من البلدان الأكثر فقرا، ونصفها من الصين وحدها ، وعلى النقيض من ذلك تكون انبعاثات الدول الغنية مثل الدول الأوروبية واليابان و الولاياتالمتحدة هى أقل حدة،فالنمو الاقتصادي فى تباطؤ، وترشيد استخدام الطاقة في تزايد، والنمو السكاني آخذ في الانخفاض. أما البلدان الفقيرة فهي لن تتخلى عن نموها السكاني للتخفيف من حدة الفقر، ومن المحتمل أن يقابل أي تخفيض فى انبعاثات الولاياتالمتحدة مزيد من الانبعاثات في الصين وأماكن أخرى وهذا يقلل من جاذبيتها السياسية والبيئية. ونوهت الصحيفة إلى أن الأمل الوحيد للتخفيف من حدة الصراعات المعروفة هى التكنولوجيا الحديثة، فلا يوجد حل سحري حتى الآن فعلى الرغم من بروز استخدام طاقتي الشمس والرياح إلا أن حصتهما ما زالت ضئيلة بالنسبة للطاقة العالمية .