مع الانقطاع المستمر للكهرباء رغم ضعف الاستهلاك في فترة الشتاء ومع تخوفات بتفاقمها بقدوم الصيف.، تزايد الجدل حول مستقبل الإنتاج والاستهلاك المصرى من الطاقة . والطاقة الكهربائية ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذا تعتبر تنمية موارد الطاقة الأولية وحُسن إدارتها واستخدامها من أهم سياسات واستراتيجيات التنمية المتواصلة. وتعتمد مصر في تحقيق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية علي عدة مصادر من الطاقة المتاحة وهي الكهرباء، والبترول، والغاز الطبيعي. الكهرباء .. استخدمت مصر الكهرباء في الإنارة منذ أوائل القرن العشرين ثم دخلت الكهرباء مجال الزراعة والصناعة في عام 1930، وبعد عام 1960 كان التركيز علي توليد الكهرباء من المصادر المائية، حيث دخلت المحطات المائية الضخمة مجال العمل بإنشاء محطة خزان أسوان عام 1960 بطاقة كهربائية 340 ميجاوات، ومحطة السد العالي عام 1968 بقدرة 2100 ميجاوات. وفي عام 1985 تم التوسع في محطات توليد الكهرباء المائية فتم أنشاء محطة خزان أسوان (2) بقدرة 270 ميجاوات، ومحطة قناطر إسنا، ومحطة نجع حمادي، ومحطة توليد كهرباء قناطر نجع حمادي قدرة 64 ميجاوات عام 2005 / 2006، وكذلك استكمال تجديد توربينات محطة توليد كهرباء السد العالي، وتمثل محطات الطاقة الكهربائية المائية حوالي 18 % من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في مصر. وكذلك تم أنشاء محطات توليد كهرباء حرارية في شبرا الخيمة، وأبو سلطان، وفي عتاقة، وأبو قير، وشرق القاهرة، وهليوبوليس، وطلخا،والصالحية، وبورسعيد، ودمنهور. عملت الدولة على تنفيذ عدد من مشروعات الكهرباء موزعة في كل محافظات مصر لتأمين استقرار التغذية الكهربائية وتحسين جهدها لجمهور المشتركين لكافة أغراض التنمية الصناعية، الزراعية، التجارية، والمنزلية. فشهد عام 2007 افتتاح المرحلة الثانية من محطة توليد شمال القاهرة بقدرة 750 ميجاوات بالإضافة إلي توصيل التغذية الكهربائية لجميع المصانع والمدارس والمنشآت التعليمية بمختلف المحافظات وتوفير التغذية الكهربائية للفنادق والقرى السياحية ومد التيار الكهربائي للمناطق العشوائية، وهو ما يمثل انعكاساً لاهتمام الدولة لتنمية وتطوير تلك المناطق وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين خاصة محدودي الدخل. كما انتهت وزارة الكهرباء والطاقة من عمليات الإحلال والتجديد لشبكات الكهرباء في 7 محافظات باستثمارات تقدر ب 98 مليون جنيه لخدمة 5.3 مليون مشترك. ومن ابرز انجازات الكهرباء تشغيل محطة توليد شمال القاهرة ذات الدورة المركبة "المرحلة الثانية" بقدرة إجمالية 750 ميجاوات، وتشغيل الوحدتين البخاريتين الأولي والثانية قدرة 250 ميجاوات، ومحطة توليد النوبارية ذات الدورة المركبة بقدرة 1500 ميجاوات وتقدر استثماراتها بحوالي 4.2 مليار جنيه مصري وينتج طاقة تبلغ حوالي 10.5 مليار كيلووات ساعة تفوق الطاقة المولدة من السد العالي، كذلك تشغيل الوحدتين الغازيتين الأولي والثانية 250 ميجاوات بمحطة توليد كهرباء طلخا ذات الدورة المركبة قدرة 750 ميجا وات، واستكمال تنفيذ إنشاءات الدورة البسيطة قدرة 500 ميجاوات بمحطة توليد كهرباء الكريمات (2) ذات الدورة المركبة قدرة 750 ميجاوات، وقد بلغت قدرات التوليد الكهربائية في نهاية عام 2007 حوالي 22605 ميجاوات. هذا وقد سعت الدولة خلال عامي 2011-2012 الي إيلاء قطاع الكهرباء والطاقة الأهمية المناسبة لتحقيق الهدف الاسمي نحو توفير الطاقة الكهربائية لجميع السكان وفقاً للمعايير العالمية للمساهمة في تحقيق خطط التنمية الشاملة. خطط خمسية.. ولمواجهة الطلب على الطاقة الكهربائية في ضوء توقعات تطور الحمل الأقصى، قام قطاع الكهرباء والطاقة بوضع إستراتيجية متكاملة للطاقة الكهربائية حتى عام 2027 من خلال خطط خمسية تعتمد على عدة محاور من أهمها الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المتاحة وتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية مع تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقات المتجددة وترشيد الطاقة وتحسين كفاءتها وتوسيع دائرة الربط الكهربائي على كافة المحاور، بما يحقق التنمية المستدامة والمساهمة في حماية البيئة من التلوث والحفاظ على حق الأجيال القادمة في الحصول على الطاقة مع تشجيع التصنيع المحلي للمعدات والمهمات الكهربائية. وتقوم وزارة الكهرباء والطاقة بمراجعة هذه الإستراتيجية بصفة مستمرة لمواكبة تطور متطلبات الأسواق المحلية والعالمية في هذا المجال. تشمل الإستراتيجية الوصول بالطاقات المتجددة إلى 20% من إجمالي الطاقة المولدة عام 2020, من خلال إقامة مزارع رياح يساهم القطاع الخاص بحوالي 63% منها، كما تعمل حالياً أول محطة شمسية حرارية بقدرة 140م. كما تم البدء في اتخاذ الخطوات التمهيدية لإنشاء المحطة النووية لتوليد الكهرباء. وفى ظل التوقعات بنضوب مصادر الطاقة التقليدية فقد أصبح ترشيد الطاقة وتحسين كفاءة استخدمها من أولويات الدول المتقدمة وبالنسبة لمصر فقد أصبح الأمر حتمياً. لذلك قامت وزارة الكهرباء بتنفيذ العديد من الإجراءات من خلال تبني إستراتيجية طموحة لترشيد وتحسين كفاءة استخدام الطاقة للحفاظ على مصادر الوقود الأحرى وذلك دون المساس بتوفير الكهرباء لجميع المستخدمين. يشار الي ان متوسط استخدام الكهرباء اليومي الذي رصد في نهاية عام 2012 سجل 22500 ميجاوات كأقصي حمل، و15900 ميجاوات كأقل حمل.