يُعد ميليس زيناوى من رؤساء منطقة القرن الأفريقى إثارة للجدل وذلك على خلفية الدور الذى يلعبه فى هذه المنطقة الاستراتيجية والحيوية لخدمة المصالح الأمريكيةوالغربية ، حيث تغض الولاياتالمتحدة عينها عن مساوئ نظام زيناوى المتهم بالديكتاتورية وانتهاك حقوق الإنسان وتتعاون معه فقط من منطلق الشراكة الاستراتيجية فى القرن الأفريقى . ويرى المحللون أن الولاياتالمتحدة أعطت زيناوى توكيلاً شبه رسمى بخدمة المصالح الأمريكيةوالغربية فى المنطقة ، حيث قام بالتدخل العسكرى فى الصومال بزعم مساندة الحكومة الصومالية المؤقتة ضد قوات المحاكم الإسلامية. إن دخول القوات الإثيوبية الحرب فى الصوال مدعومة من جانب الولاياتالمتحدة يهدف فى الأساس لتدمير قوات اتحاد المحاكم الإسلامية وتنصيب حكومة عبد الله يوسف الانتقالية والمعروفة عنه بتقربه من إثيوبيا والولاياتالمتحدةالأمريكية ، وإذا كان زيناوى يظهر بمظهر الناجح المنتصر فى هذه الحرب إلا أن البعض يشبهون مصيره بمصير القوات الأمريكية التى دخلت الصومال فى نهاية تسعينات القرن الماضى وخرجت مكسورة ومهزومة . ميليس زيناوى المولود فى مدينة " أدوا " شمال إثيوبيا درس الطب بجامعة أديس أبابا وحصل على الماجستير بالجامعة المفتوحة فى بريطانيا عام 1955 والدكتوراه فى الاقتصاد من جامعة " إيرسميث " بهولندا عام 2004 ، وكان قد انضم لجبهة التحرير الشعبية أثناء دراسته للطب وبعد سقوط نظام حكم " منجستو هيلا ماريام " أصبح زيناوى رئيساً للحكومة الإثيوبية الانتقالية ورئيساً لمجلس النواب من عام 1991 إلى عام 1995 ، ثم أُعيد انتخابه مرتين رئيساً للوزراء عام 1995 و 2000 . رغم حالة النشوة التى يعيشها زيناوى بعد نجاح قواته فى دخول الصومال وطرد قوات اتحاد المحاكم إلا أن المراقبين يؤكدون على أن حملته العسكرية لم تسفر عن زوال اتحاد المحاكم الإسلامية وقواتها بل لا تزال هذه القوات بكامل قواتها وعتادها ، وانها فضلت الانسحاب وتأجيل المواجهة لمرحلة لاحقة كما يتوقع المراقبون ، بالإضافة إلى فشل الحكومة الصومالية الانتقالية فى جمع سلاح الشعب الصومالى بالقوة وإعلان قادة هذه الحكومة عن تأجيل هذه الخطة . كما يرى المحللون أن الحرب الأمريكية الإثيوبية على الصومال هى جزء من حرب إدارة بوش على الإسلام ، حيث أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لزيناوى لغزو الصومال وإسقاط نظام اتحاد المحاكم الإسلامية ، والذى تراه كثير من الدوائر الغربية نموذجاً مشابهاً لحركة طالبان فى أفغانستان ، كما أن واشنطن منحت إثيوبيا وزيناوى نفس الغطاء السياسى الذى تمنحه لإسرائيل لتبرير سياستها العدوانية الغير شرعية .