وصف الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية الاوضاع الانسانية والصحية فى سوريا بالكارثية والخطيرة مرجعا ذلك إلى أعمال العنف القائمة منذ ثلاث سنوات . وقال العربى إن الأوضاع المأسوية للنازحين فى الأراضى السورية أو اللأجئين إلى دول الجوار تحتاج إلى الدعم ، مشيرا إلى أن عدد النازحين في داخل سوريا وصل الى 6 ملايين نازح بخلاف اللاجئين إلي دول الجوار. وطالب العربي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الصحة العرب الذى بدأ أعماله اليوم الخميس بمقر الامانة العامة للجامعة , ببذل كل الجهود الصحية والإنسانية للتخفيف من معاناة أبناء الشعب السوري ، وكذلك تقديم العون الصحي لابناء الشعب الفلسطيني وفي شعوب الصومال واليمن وجزر القمر . وقال ان هذه الدورة تعقد في مرحلة دقيقية من تاريخ المنطقة العربية التي تشهد تغيرات غير مسبوقة ومعاناة غير عادية على الصعيد الانساني والصحي جراء المشكلات العديدة التي تواجه القطاع الصحي , الأمر الذي يتطلب أفكارا واساليب جديدة لمواجهة مشكلات القطاع الصحي , مشيرا إلى جهود المجلس في إنجاز المسودة النهائية للاستراتيجية العربية لمكافحة الايدز للاعوام 2014-2020 , وضرورة التعاون مع برنامج الاممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز لوضع خارطة طريق لمتابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية كما أشاد بالدراسة التقييمية التي أعدها المجلس الخاصة بتحسين صحة الأمهات في البلدان العربية . وأكد الأمين العام على أهمية إنشاء آلية عربية للاغاثة الانسانية في البلدان العربية وهي الآلية التي ستعرض ضمن الملف الاجتماعي المعروض على قمة الكويت المقبلة . وطالب العربي وزراء الصحة العرب بالمشاركة المكثفة في الاجتماع الأول المشترك لهم مع نظرائهم في دول امريكا الجنوبية المقرر من 2وحتى 4 ابريل المقبل في ليما , مشددا على أهمية توفير جودة الخدمات الصحية للمواطن العربي باعتباره احد متطلبات الحياة الكريمة في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة . من جانبه أكد وزير الصحة الليبي نور الدين دهمان "رئيس الدورة الحالية" أهمية التنسيق والتشاور بين وزراء الصحة العرب لتوفير الاحتياجات الصحية اللازمة للنازحين السوريين وكذلك تقديم الدعم لتحسين الاوضاع الصحية في فلسطين ودعم احتياجات وزارة الصحة . وأكد أهمية التحضير الجيد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقررة في تونس بداية العام المقبل من خلال دراسة المقترحات المقدمة من عدد من الدول والهيئات الصحية العربية. من جانبه دعا الدكتورعادل العدوى وزير الصحة والسكان إلى ضرورة إنشاء آلية عربية للتنسيق والتعاون فى المجال الانساني والإغاثي واشراك منظمات المجتمع المدني كشريك هام داعم وفعال . وقال العدوي - رئيس الدورة السابقة لمجلس وزراء الصحة العرب فى كلمته أمام الاجتماع " إننا بحاجة الى ايجاد سبل جديدة لتمويل الرعاية الصحية سواء بزيادة الميزانيات المخصصة للصحة , أو أن تعمل كل دولة داخليا على بناء نظم صحية قادرة على أن تفعل الكثير بأقل التكاليف والامكانيات وباستخدام القوى البشرية المتاحة والتى تمثل أهم مورد لدينا" . وأضاف إنه بالرغم من التحديات التى تواجهنا فى الوقت الراهن فى مصر ومع وجود أكثر من 300 ألف من السوريين فى مصر , إلا أن مصر حريصة على استمرار تفعيل القرار الوزاري الصادر بشأن معاملة السوريين أسوة بالمصريين فى جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة المصرية من حيث أسعار العلاج إلى جانب تقديم كافة الخدمات الطبية العاجلة والطارئة , وخدمات الرعاية الأساسية فى مجال طب الاسرة وعلاج الامراض المزمنة وخدمات التطعيم بالمجان ..قائلا " لا يخفى ما يمثله ذلك من اعباء مالية مترتبة على ذلك مع تصاعد الازمة السورية وما نحتاجه من دعم لضمان استمرار تقديم الخدمات وتخفيف المعاناة عن السوريين" . وأشاد وزير الصحة بما قام به مجلس التعاون الخليجي فى إطار تأكيد ما جاء فى الإعلان السياسي لاجتماع الجمعية العامة الرفيع المستوى بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومتابعة تنفيذ إعلان الرياض الخاص بالأمراض غير السارية وذلك بصدور "وثيقة الكويت " فى يناير 2014 "معا لمكافحة الامراض غير السارية " وذلك اعلانا لتوحيد كافة الجهود لتحقيق الهدف الاستراتيجي بعيد المدى لخفض الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة ومرض السكر وحماية شبابنا وأولادنا لعدم اتباعهم انماط الحياة الصحية السليمة . وأضاف إنه إلتزاما منا بما جاء فى إعلان دبي يناير 2013 "انقاذ حياة الأمهات والأطفال بقيام كل دولة بوضع خطة للاسراع بوتيرة خفض وفيات الامهات والاطفال بنهاية عام 2015 فقد قامت مصر بتدشين خطتها التى تقوم على عمل تداخلات فى المناطق الاكثر احتياجا لخفض الوفيات فى الريف على أن تقوم المنظمات بتمويل هذه الخطة مع الوزارة ومجابهة التحديات التى تحول دون تقديم خدمات الرعاية الصحية الاساسية المنقذة للحياة خاصة فى الريف مثل نقص القوى البشرية المتميزة والمعوقات التي تدفع بهؤلاء المهنيين بعيدا عن تلك الأماكن طلبا لفرص أفضل داخل بلدانهم أو في بلدان آخري . وأكد على أهمية تطوير خدمات التمريض وتعزيز مفهوم القابلات المدربات ودعم برامج التدريب المستمر خاصة فى المجال الطوارئ والرعاية المركزة والكلي الصناعية مع تحفيز التحاقهم ببرامج الدراسات العليا المتخصصة ..منوها بضرورة ايجاد سبل جديدة لتمويل الرعاية الصحية فى الدول العربية وأكد الدكتور علي العبيدي وزير الصحة بدولة الكويت"رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب"ان هذا الاجتماع يكتسب أهمية خاصة نظرا لإنعكاسات ما يحدث بالمنطقة من اضطرابات واحداث على حياة وصحة المواطنين بدول المنطقة خاصة معاناة الاطفال والنساء وكبار السن ,فضلا عن الظروف الصعبة للنازحين من اوطانهم والتحديات المتعلقة بالخدمات الانسانية والصحية للنازحين ,مشيرا إلى إننا أمام لحظات صعبة وتاريخية لمواجهة شلل الاطفال والامراض التي تعاود الظهور بسبب الظروف الانسانية والطواريء وتراجع اداء النظم الصحية والضغوط على الخدمات بالدول المضيفة للنازحين. وقال إننا نحتاج إلى قرارات تتفق مع حجم تلك التحديات مشيرا إلى أن العلاقة الوثيقة بين الصحة والتنمية تتطلب منا وضع رؤية واضحة لدور الصحة بالخطط والبرامج الانمائية بالعالم العربي وبما يتفق مع تطلعات وآمال المواطن العربي وما يتطلع اليه نحو الحصول على الحق المشروع بالصحة والتنمية طوال مراحل العمر. وأكد العبيدي على أن المحافظة على صحة وحياة المواطن العربي تحتاج إلى دمج الصحة بجميع السياسات الانمائية والعمل المشترك مع القطاعات الاخرى خارج القطاع الصحي لحماية المواطن العربي من عوامل الخطورة المرتبطة بأنماط الحياة الحديثة وفي مقدمتها التدخين وزيادة الوزن والسمنة والخمول الجسماني والتغذية غير الصحية والتي تؤدي الى الامراض المزمنة التي تعرقل تقدم مسيرة التنمية وتعرقل الوصول الى الاهداف والغايات الانمائية . وأشار العبيدي إلى أن بلاده سوف تستقبل بعد أيام القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين ,مشددا على ان بلاده تعتبر رائدة في الاهتمام بالقضايا العربية ومن بينها المجال الصحي والإنساني كما إنها شهدت زخما من الفعاليات والمؤتمرات طوال الفترة الماضية في المجال الصحي الانساني وغيرها من المجالات. كما أشار إلى استضافة دولة الكويت وللمرة الثانية المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا 15 يناير الماضي. وفي المجال الصحي اعتبر العبيدي وثيقة الكويت للتصدي للامراض غير السارية من أبرز الانجازات والتي جاءت خلال المؤتمر السادس والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون,وكذلك مؤتمر مكافحة التزوير والتزييف الدوائي الذي عقد 2 و28 نوفمبر 2013 بالكويت .