اتفقت مجموعة من المؤسسات الشبابية والنسائية، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية، على دعوة الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري لزيارة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقررت المؤسسات في اجتماع عقد في مقر جمعية «المستقبل الفلسطيني للتنمية والديموقراطية»، في مدينة نابلس، أخيراً، إرسال مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية عبر البريد الالكتروني الخاص بالإعلامية الأميركية الأكثر شهرة، وحضها على هذه الزيارة، للتعرف على معاناة الشعب الفلسطيني الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي. أوبرا وينفري وجاءت هذه المبادرة، نتيجة التأثير الطاغي لوينفري التي تقدم برنامجاً باسمها، على الجمهور الأميركي، خصوصاً ان «مجموعة من الإسرائيليين دعوا الإعلامية الأميركية من اجل عكس الحقائق على الأرض»، على حد تعبير بيان صادر عن اجتماع المؤسسات الفلسطينية، التي أكدت ضرورة القيام بكل ما من شأنه إقناع وينفري بزيارة الأراضي الفلسطينية، والتعرف من قرب على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، من حواجز عسكرية، وجدار فصل عنصري، واجتياحات متكررة للمدن والقرى والمخيمات. وتثير وينفري إعجاب الشارع الفلسطيني، إذ استطاعت ببرنامجها «أوبرا شو»، الوصول إلى كل أنحاء العالم، من خلال تسليط الضوء على عدد من المواضيع المهمة والجادة والهزلية أحياناً، بأسلوب لا يخلو من عنصري التشويق والتواصل مع الجمهور. كما يلفت مشوارها المهني كثيرين، فهي بدأت حياتها المهنية، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، وتمكنت من الحصول على وظيفة في إذاعة في مدينة ناشفيل الأميركية، وحين أصبحت في سنتها الجامعية الأولى لفت حضورها الإذاعي أشخاصاً اقترحوا عليها العمل في التلفزيون، لتصبح أول أميركية من اصل أفريقي تقدم الأخبار في تلفزيون «دبليو تي في». عام 1984 انتقلت أوبرا وينفري إلى شيكاغو لتقديم البرنامج الصباحي A M CHICAGO الذي أصبح بعد مرور شهر على بثه البرنامج الأول على القناة. وفي اقل من سنة كاملة تغير اسم البرنامج إلى «أوبرا وينفري شو»، ومددت فترته إلى ساعة كاملة.بعد سنتين أصبح البرنامج الأكثر مشاهدة على مستوى برامج الحوارات، وأصبح في ما بعد من إنتاج شركة أنشأتها وينفري، ويشاهده 25 مليون شخص في الولاياتالمتحدة، وأكثر من 100 دولة على الصعيد العالمي، وتبثه إلى الوطن العربي، بما فيه الأراضي الفلسطينية، القناة الرابعة ل «إم بي سي». ولعل اكثر ما أثار انتباه الشارع الفلسطيني، هو قدرة وينفري على تسليط الضوء على سلبيات المجتمع الأميركي قبل إيجابياته، لكنها لم تتطرق يوماً لسلبيات دول أخرى ضمن دائرة حواراتها، وهو ربما ما يعقد مهمة المؤسسات الفلسطينية لاستقدامها بغية كشف جرائم الاحتلال. وكانت أوبرا خاضت تجارب في السينما، كانت أولاها مع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرغ سنة 1985، إضافة الى مشاركتها في عدد من الأفلام التلفزيونية من إنتاجها، وكلها تتمحور حول قضايا نسوية، كان آخرها عام 1997. من هنا لأوبرا وينفري في فلسطين جمهور كبير من الجنس اللطيف، لكونها حملت قضية المرأة ومعاناتها، كما انها كانت من مؤسسي قناة «أوكسجين» المتخصصة بأمور النساء التي أطلقت عبرها برنامج «أوبرا بعد العرض»، الذي كان يبث حصرياً لهذه القناة، وهو عبارة عن نصف ساعة من لقطات واقعية لا تلتزم بأي نص. يذكر أن المذيعة ذات البشرة الداكنة، ولدت سنة 1954 من والدين غير مرتبطين بالزواج، واضطرت بالتالي إلى العيش مع جدتها، التي كانت تعمل غسالة للملابس في الحي الفقير في ولاية ميسيسيبي. وبحسب تقارير على الإنترنت، أصرت على أن تكون سيدة مشهورة وغنية، وألا تعمل بوظيفة جدتها، فكان لها ذلك. فهل ستحقق حلم كثيرين من الفلسطينيين بعرض معاناتهم في برنامجها؟