اصدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن (IISS) ، تقريره الجديد حول الانفاق العسكرى لدول العالم فى عام 2013، والذى رصد العديد من المتغيرات على المستوى العالمى و الاقليمى ابرزها : ان الإنفاق الدفاعي العالمي عموما ربما بكون قد انخفض قليلا في عام 2013 تكثيف النفقات العسكرية للقوى الاقليمية فى منطقة الخليج و اسيا مواصلة الولاياتالمتحدة و اوربا لتقليص نفقات الدفاع الصين قد تتخطى إنفاق الولاياتالمتحدة العسكرى بحلول منتصف عقد 2030- و اشار التقرير الى ان الولاياتالمتحدة و على الرغم من التخفيضات التى نالت ميزانية الدفاع ، الا انها واصلت بلا منازع صدراتها لقائمة الدول الاعلى انفاقا عسكريا بموازنة بلغت نحو 600 مليار دولار في العام الماضي، وبما يوازى نحو 38 في المئة من الاجمالي العالمي.. واحتلت الصين المرتبة الثانية حيث زادت النفقات العسكرية بنحو 40 في المئة منذ عام 2010، لتصل الى نحو 112 مليار دولار العام الماضى ، وهذا في حد ذاته يساعد على اطلاق شرارة سباق تسلح أوسع فى منطقة جنوب شرق اسيا خاصة مع اليابان التي تخوض المواجهة المتنامية مع بكين حول الحدود البحرية المتنازع عليها ، كذلك ستضطر دول مثل كوريا الجنوبية وفيتنام على رفع موازنات الانفاق العسكرى لديهم ايضا. و يقدر الباحثون انه ذا استمرت زيادة الإنفاق العسكري الصيني بالوتيرة الحالية، فانه سيتجاوز الانفاق الامريكى فى وقت ما من عقد 2030 ، ولكنه من المرجح أن يستغرق وقتا أطول لتتناسب القدرات العسكرية الصينية مع القدرات العسكرية الشاملة لواشنطن. و جاءت روسيا بالمرتبة الثالثة مع زيادة مستويات نفقات الدفاع بما يوازى 30 في المئة عن عام 2010، وبما يقرب من ربع جميع النفقات الدفاعية الأوروبية،حيث وصلت موازنة عام 2013 الى اكثر من 68.2 مليار دولار . و مع تقليص موازنات الدفاع فى معظم الدول الاوربية نتيجة الازمة المالية المستمرة منذ سنوات ، تراجع الانفاق العسكرى البريطانى الى 57 مليار دولار لتحتل المركز الخامس عالميا ، و فرنسا المركز السادس بموازنة تبلغ نحو 52.4 مليار دولار . ايران والربيع العربى وراء سباق التسلح فى الشرق الاوسط و المفاجأة التى حملتها بيانات تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ، كانت المملكة العربية السعودية التى تقدمت على بريطانيا و فرنسا لتصبح رابع أكبر منفق على الدفاع في العالم في عام 2013 ، حيث زاد انفاقها العسكرى بنسبة 8.6 في المئة باجمالى موازنة بلغ 59.6 مليار دولار (وهو تقدير قال باحثون إنه محافظ بشدة). و يشير التقرير الى انه وبشكل عام، كذلك شهدت منطقة الشرق الاوسط سباق تسلح نتيجة مخاوف الدول العربية الخليجية بشأن إيران وكذلك السخط المحلي في أعقاب "الربيع العربي" ، عاملان دفعا دول مجلس التعاون الخليجى لزيادة موازناتهم العسكرية و عقد صفقات سلاح كبرى خاصة نظم الدفاع الصاروخي وصواريخ للدفاع الجوي التى اصبحت أولوية رئيسية لدول الخليج . كذلك شهد الإنفاق الدفاعي ارتفاعا كبيرا فى ليبيا في محاولة لإعادة بناء قواتها الأمنية، و ايضا العراق التى تسعى لاعادة تجهيز جيشها ، فضلا عن زيادة نسبة الانفاق على التسليح الى نسبه الناتج المحلي الإجمالي، فى الجزائر واليمن والأردن.. اما اسرائيل فقد احتلت المركز الرابع عشر على العالم باجمالى موازنة دفاع تقدر بنحو 18.2 مليار دولار ، و جاءت ايران فى المركز الخامس عشر عالميا بموازنة بلغت 17.7 مليار دولار . ميزان القوة العسكرية العالمى يتجه بعيدا عن اوربا و يؤكد تقرير عام 2013 ان الغرب لا يزال ينفق أكثر من نصف نفقات الدفاع العالمي في عام 2013 (ولكن) بانخفاض واضح عن عام 2010 حيث كان انفاق الغرب يمثل ثلثي الانفاق العالمى ... و لكن عموما، وعلى الرغم من هذا ، فان ميزان القوة العسكرية العالمية فى تحول مستمر بعيدا عن الغرب - وخاصة من أوروبا - متجها نحو آسيا ، حيث انخفض الإنفاق الدفاعي الحقيقي لبلدان اوربا بنحو 57% في عام 2013 ، بينما زاد الإنفاق العسكري في آسيا بنسبة 11.6 في المئة مقارنة مع عام 2010 .. ولكن الإنفاق وحده ليس كل شيء، فلا تزال بريطانياوفرنسا ، على سبيل المثال، لاعبين عالميين ، وهم فقط حتى الان من لديهم قدرات التدخل السريع الحقيقي بعد الولاياتالمتحدة.. و يقول التقرير ان بقاء و استدامة القدرات الأوروبية، سيعتمد كثيرا على المستقبل الاقتصادي .. خاصة و ان الوفرة المالية و النمو الاقتصادى هو ما جعل بعض الدول الآسيوية وعلى نحو متزايد تسعى لامتلاك القدرات العسكرية التي كانت مملوكة سابقا فقط من قبل روسيا وحلف شمال الاطلسي .. زيادة الانفاق العسكرى العالمى عام 2014 تزامن مع صدور تقرير نفقات الدفاع العالمى لعام 2013 ، نشر موسسة اى اتش جينز IHS Jane's المتخصصة فى تحليل بيانات الدفاع والأمن الاستخبارات ، تقريرها السنوي الذى يحمل توقعات بارتفاع الإنفاق الدفاعي العالمى في عام 2014 للمرة الأولى منذ خمس سنوات، ومدفوعا بسباقات التسلح في آسيا والشرق الأوسط. التقرير يشير الى ان الانفاق العالمى سيزيد بنسبة بنسبة 0.6٪، بعد سنوات من التراجع الناجم عن انخفاض الإنفاق في الغرب ، و تحمل نسبة الزيادة مردود الزيادات الكبيرة في الإنفاق على الدفاع من دول مثل روسيا و و الصين والهند والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان على مدى العامين الماضيين . بل ان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وقع مرسوم بزيادة قدرها 44٪ في نفقات الدفاع على مدى السنوات الثلاث المقبلة ..كذلك توقع التقرير ان يكون إنفاق الصين العسكري يفوق انفاق كل من بريطانياوفرنسا وألمانيا مجتمعين . وتعتقد مؤسسة IHS ان الإنفاق الدفاعي في آسيا، باستثناء الصين، سوف يتجاوز الإنفاق في أوروبا الغربية بحلول عام 2015 ، كذلك دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة اللاعبين الإقليميين الذين انحازوا الى اى من طرفى الصراع السوري، سوف يزداد انفاقهم العسكرى بشكل مطرد ، بقيادة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان على وجه الخصوص حيث شهدت موازنات الدفاع لديهما نمو سريع لأكثر من 30٪ فى الفترة بين عامي 2011 و 2013 .. كذلك فانه من بين أعلى 10 دول نموا فى موازنات الدفاع فى العالم هناك ستة بلدان من الشرق الأوسط هى سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، و العراق والبحرين والإمارات العربية المتحدةوالجزائر.