من الممكن ان أسرد أسبابا عديدة لتأييدي الفريق أول عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية, في إطار استكمال خريطة الطريق وتحقيق الاستقرار الذي ننشده,ونلح عليه في مصر, لأسباب نعلمها جميعا, وخاصة إذا ما تمت الاستجابة للمطلب الشعبي الجارف بالبدء بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية. غير أن هناك سببا إضافيا لدعمي الكامل الفريق السيسي رئيسا, هو الموقف الأمريكي منه! هل تتذكرون حديث أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل, في مقابلته مع لميس الحديدي يوم3 يناير الماضي, والذي قال فيه أن هناك بعض الإشارات الواضحة من الولاياتالمتحدة تقول لمصر بلاش السيسي؟! إن أي مطالعة للصحف الأمريكية( وأنا هنا سوف أشير إلي الواشنطن بوست, والنيويورك تايمز كنموذجين) تظهر بوضوح الضيق الأمريكي من مجيء السيسي بعد الإطاحة ب إخوانهم الأعزاء! بالرغم من أن الإدارة الأمريكية, ممثلة بالذات في وزيري الخارجية والدفاع, حريصة علي التواصل مع السيسي, فتلك هي البراجماتية أو المصلحية الأمريكية المعروفة! ففي أغلب تعليقات واشنطن بوست, طوال الشهور الأخيرة, يلمح القارئ بسهولة ضيقا من المصريين الذين أيدوا الانقلاب العسكري ضد الرئيس الشرعي المنتخب! وهم يبدون ضيقهم من دلالة الحماس للسيسي علي عودة الروح القومية التي تذكرهم بالمواجهه السابقة مع مصر عبد الناصر.وفي إحدي المقالات يتساءل الكاتب: ما حكاية أولئك الليبراليين المصريين الذين يدعمون انقلاب السيسي؟!( ماكس فيشر) وفي الإطار نفسه يبدون القلق من الموقف الشعبي والرسمي في مصر والرافض لقناة الجزيرة!( بول فارحي). أما نيويورك تايمز فتحدثت إحدي مقالاتها عن الولع بالسيسيSisimania( ؟!) أو عبادة السيسيCultofSisi وفي مقال أسبق طلب الكاتب من المصريين أن يتعلموا من تجارب الحكم العسكري الفاشلة في باكستان و تركيا( ولش8/24). تلك نماذج لمواقفهم و مشاعرهم ونصائحهم! أما بالنسبة لي فإنني كمواطن مصري أعتقد أن ذلك الموقف الأمريكي الكاره للسيسي هو من أجمل و أروع مبررات دعم السيسي وانتخابه رئيسا لمصر الثورة, مصر الحرة المستقلة!