تشبث البيت الأبيض بوجهة النظر الخاصة بأن ايران ترغب فى بناء أسلحة نووية ، رغم تأكيد الدكتور محمد البرادعى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لم يتوفر لديه أى دليل ملموس عن أن ايران تعكف حاليا على بناء أسلحة نووية . ووصفت دانا برينو -المتحدثة باسم الرئيس الامريكى جورج بوش- ايران بأنها دولة تعمل على تخصيب واعادة معالجة اليورانيوم وأن الهدف بلا أدنى شك أنها تسير على الدرب المؤدى لصنع أسلحة نووية . تصريحات المتحدثة الامريكية تأتى ردا على قول البرادعى ليل الاثنين انه يتعين منح الدبلوماسية الوقت الكافى لتبديد مشاعر القلق التى تتزعمها الولاياتالمتحدة بشأن أنشطة ايران النووية ومطالبتها بتفعيل العقوبات ضد طهران . وكانت واشنطن قد أعلنت فى الأسبوع الماضى عن فرض عقوبات على حرس الثورة الايرانى وبنوك ايرانية يشتبه فى مساندتها ودعمها للارهاب وتطوير أسلحة نووية ، فى اجراء يعد بمثابة مؤشر على نفاد صبر الولاياتالمتحدة حيال امكانية اتخاذ الاممالمتحدة اجراء ضد ايران . لكن سفير واشنطن لدى الاممالمتحدة زلماي خليل زاد قال انه لا توجد أي دلائل على أن ايران ستوقف تخصيب اليورانيوم وان الولاياتالمتحدة تعكف على صياغة قرار جديد بفرض عقوبات من مجلس الامن الدولي من أجل زيادة الضغط على طهران. وذكرت واشنطن أن مساعي ايران لتخصيب اليورانيوم بنفسها للحصول على الوقود النووي بدلا من استيراد اليورانيوم المخصب الاقل تكلفة تشير الى أنها تريد بالفعل أسلحة نووية. فى الوقت نفسه ، بدأت ايران جولة مهمة من المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين لتوضيح نشاطها النووي في ظل الخلاف بين مدير الوكالة محمد البرادعي والغرب بشأن الحكم على نوايا طهران النووية حيث تؤكد كل من فرنساوالولاياتالمتحدة أن جميع الدلائل تشير الى وجود برنامج للحصول على أسلحة ، فى حين يصر البرادعى على عدم وجود أي دليل حتى الان على أن ايران تحاول انتاج قنابل نووية وليس توليد الكهرباء كما تقول ، وأنه لايزال أمامها أعوام قبل أن تصبح قادرة على ذلك . وبعد المماطلة مع الوكالة لسنوات ، تعهدت ايران للمنظمة التي تتبع الاممالمتحدة في أغسطس بالاجابة عن جميع الاسئلة بشأن الجوانب التي كانت سرية من برنامجها النووي قبل نهاية عام 2007 على أمل أن تتفادي فرض عقوبات ثالثة وأشد أثرا من مجلس الامن الدولي ضدها. ومن المقرر ان تصدر الوكالة تقريرا في منتصف نوفمبر القادم ، ويرى مسؤول كبير بالوكالة ان التعاون يسير بشكل "جيد". وصرح أولي هينونين نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مطار طهران قبل بدء المحادثات " أنجزنا الكثير لكن لايزال هناك المزيد من العمل وامل أن نتمكن من تحقيق ذلك."، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات حتى يوم الاربعاء. وعبر محمد سعيدي المسؤول بهيئة الطاقة الذرية الايرانية عن أمله في أن يتمكن المفاوضون في هذه الجولة من اختتام المحادثات بخصوص أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم وهو الموضوع الاساسي لجولتي المحادثات السابقتين. وتستخدم ايران شبكات من أجهزة طرد بي - 1 المصنعة من السبعينيات والمعرضة للتعطل اذا تم تشغيلها بسرعة عالية لفترات طويلة. وتجري ايران أبحاثا على نموذج بي-2 الاكثر تطورا الذي بامكانه أن يخصب اليورانيوم بسرعة أكبر وباستخدام قدر أقل من الطاقة في مواقع لا يصل اليها مفتشو الوكالة. وتقول الوكالة ان الاجابة عن الاسئلة ومن ضمنها ما يتعلق بتجارب تربط بين معالجة اليورانيوم وتصاميم لرؤوس حربية صاروخية ستساعد الوكالة في الحكم على ما اذا كانت أنشطة طهران سلمية خالصة. ورفضت واشنطن ايضا دعوة البرادعي "لوقف المبالغة عند التعامل مع القضية الايرانية." وهو تلميح لحديث أمريكي عن اللجوء للحرب ضد ايران كخيار اخير مشيرة الى ان هذا ليس من شأن مديرالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين "اعتقد اننا نستطيع التعامل بدبلوماسية في هذه القضية." وترفض ايران اتهامات الغرب لها بالسعي سرا لانتاج أسلحة نووية. وقال كبير المفاوضين النوويين السابق علي لاريجاني والذي لايزال شخصية مؤثرة يوم الجمعة ان أحدث اجراءات أمريكية قد تدفع طهران لاعادة النظر في علاقاتها مع الوكالة الدولية. وتقول القوى الغربية انه اذا اعلن البرادعي في تقريره الشهر القادم ان ايران لم تجب بشكل كاف على القضايا العالقة فانها ستسعى للحصول على موافقة مجلس الامن على فرض عقوبات أكثر صرامة على ايران. وقال قائد ايراني بارز ان ميليشيا الباسيج "الساعية للاستشهاد" ستكون قادرة على تعطيل الطرق الملاحية لشحن النفط في الخليج اذا دعت الضرورة وذلك في اشارة على ما يبدو الى عمليات انتحارية محتملة ردا على أي ضربة أمريكية.