مع اشتداد درجة الحرارة في العراق خلال فصل الصيف والتي ربما تتجاوز حاجز 50 درجة مئوية خلال الشهر الجاري فإن مواقف التيارات السياسية المشاركة في العملية السياسية تزداد سخونة وسط دعوات للتهدئة وتوحيد الخطاب السياسي باتجاه تقديم مزيد من الدعم لحكومة نوري المالكي التي دخلت عامها الثاني. وتواجه الحكومة العراقية منذ شهور ازمة كبيرة بعد انسحاب وزراء التيار الصدري المقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والبالغ عددهم ستة وزراء وعدم تمكن رئيس الحكومة من ايجاد بدلاء عنهم. وجاء طلب جبهة التوافق العراقية السنية التي تشغل 44 مقعدا في مجلس النواب بزعامة عدنان الدليمي لوزرائها السبعة بعدم حضور اجتماعات مجلس الوزراء ليشكل انتكاسة جديدة للحكومة على خلفية طلب مثول وزير الثقافة اسعد الهاشمي أمام المحالكم العراقية بتهمة التورط في قتل اثنين من ابناء النائب مثال الالوسي قبل اكثر من عام في بغداد. كما امتنع نواب من الجبهة عن حضور جلسات مجلس النواب بسبب ابعاد رئيس مجلس النواب محمود المشهداني عن منصبه الشهر الماضي على خلفية اعتداء احد افراد حمايته على نائب شيعي بالضرب داخل مبنى مجلس النواب. وأكد النائب عن الائتلاف العراقي الموحد الشيعي صاحب الاغلبية في مجلس النواب عباس البياتي أن حكومة المالكي ستستمر الى نهاية عمرها الدستوري وهي غير ملزمة بالتوقيتات الاميركية . واضاف البياتي: لا وجود لنوايا لاعلان حكومة طوارئ او تسيير اعمال بعد تشكيل التحالف الرباعي الذي يضم المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة الاسلامية والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني . وقال البياتي إن الحكومة ستستمر الى نهاية عمرها الدستوري لانها تتمتع بثلاثة مقومات ابرزها شخصية رئيس الوزراء الجريئة وتمتعه بقاعدة برلمانية عريضة تقدر بنحو 200 صوت برلماني اضافة الى ان الشارع العراقي سيقف بقوة بوجه من يريد ان يطيح بهذه الحكومة مضيفا أنها ستواصل مهامها الدستورية والسياسية ولن يؤثر عليها تعليق العضوية او الاشاعات . في غضون ذلك قال النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان ان هناك نية لتشكيل حكومة جديدة تعهد رئاستها الى نوري المالكي تضم وزراء جددا من التكنوقراط الاكفاء . واضاف عثمان أن الجبهة الجديدة التي تضم الحزبين الرئيسين في التحالف الكردستاني والمجلس الأعلى وحزب الدعوة من الائتلاف ستكون ابوابها مفتوحة لجميع التكتلات والجبهات السياسية وهذا ما تم الاتفاق عليه . ويقول رئيس كتلة الحوار الوطني السنية في مجلس النواب صالح المطلك نحن ندعو باستمرار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع مكونات الشعب العراقي . وأضاف المطلك الذي تشغل حركته 11 مقعدا في مجلس النواب سنتشارك في الحكومة بعد اجراء التغييرات في الحقائب الوزارية اذا لم تستند الى اسس طائفية وعرقية . واكد النائب سليم عبد الله الجبوري عضو جبهة التوافق العراقية أن اعضاء جبهة التوافق لا يحضرون جلسات مجلس النواب مالم يتم اعادة محمود المشهداني الى منصبه كرئيس لمجلس النواب لحين وضع تشريعات قانونية تتعلق باقالة او استقالة رئيس مجلس النواب . وذكر النائب حسن السنيد المقرب من رئيس الحكومة العراقية أن المالكي يعمل حاليا على اصلاح مفاصل عديدة في الدولة من ضمنها ابدال عدد من الوزراء بآخرين من التكنوقراط واصحاب الكفاءات . وقال السنيد إن لدى المالكي خططا لترشيق الوزارات يقوم بدراستها حاليا فضلا عن الانتهاء من مشروع اصلاحي شامل في البلاد من المؤمل الاعلان عنه قريبا . ويأتي الصراع السياسي بين النخب المهيمنة على مقاعد مجلس النواب في ظل اوضاع أمنية غير مستقرة في ارجاء العراق وانفجارات مدمرة يسمع دويها هنا وهناك واوضاع معيشية واقتصادية صعبة للغاية فضلا عن تردي مستويات الخدمات والانقطاع التام للتيار الكهربائي وارتفاع معدلات الاسعار لجميع السلع والوقود.