أصدرت منظمة الصحة العالمية -الاثنين- بيانا أشارت فيه أنها تجري حاليا في منطقة الشرق الأوسط حملة شاملة لتحصين أكثر من 23 مليون طفل في سوريا والبلدان المجاورة ضد شلل الأطفال. وطبقا للبيان فتعدّ هذه الحملة والتي ستستمر لبضعة أسابيع جزءا حاسما من الاستجابة لانتشار فيروس شلل الأطفال في سوريا، حيث تم حتى الآن التأكد من 17 حالة، ولاكتشاف الفيروس في عينات بيئية في مناطق أخرى من الشرق الأوسط. واضاف البيان انه من أجل وقف تفشي المرض ومنع انتشار العدوى يسعى المنظمون إلى تلقيح جميع الأطفال دون سن الخامسة بصفة متكررة وعلى مدى الأشهر المقبلة سواء كانوا يعيشون في منازلهم أو هُجّروا منها بسبب النزاع، وسيتم تقديم اللقاح في مراكز ثابتة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية أو بالتنقل من منزل إلى آخر. كما ستقوم السلطات الصحية الوطنية والمحلية بعمليات التطعيم بدعم من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر العربي السوري والشركاء الآخرين. وتسعى الحملة داخل سوريا إلى الوصول إلى 2,2 مليون طفل، بمن فيهم الذين يعيشون في مناطق متنازع عليها والذين لم يتم تغطيتهم في الحملة السابقة. ولا يزال من الصعب الوصول إلى العديد من الأطفال في سوريا، لاسيما في المناطق المحاصرة أو التي يدور فيها الصراع. واوضح البيان انه بالرغم من الثغرات في التغطية فإن المعلومات الأولية تشير إلى أن عمليات التلقيح قد شملت عددا أكبر من المناطق داخل سوريا مقارنة بغيرها من التدخلات الصحية المقدمة كجزء من الجهود الإنسانية الجارية على نطاق أوسع، وبالتوازي مع جهود التلقيح، يجري العمل على تعزيز أنظمة التحقق من بيانات التغطية في الحملات القادمة داخل هذا البلد الذي مزقته الحرب. الدكتور "علاء العلوان" المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أوضح قائلا: "ينبغي حماية جميع الأطفال السوريين من المرض، ولاستئصال شلل الأطفال نحتاج إلى القضاء على أي سبب يحول دون وصولنا إلى الأطفال، ونحن نناشد جميع أطراف النزاع في سوريا بالتعاون وتسهيل وقف القتال على مدى ال 6 أشهر المقبلة لإتاحة وصول حملات التطعيم إلى جميع الأطفال". كما أشارت "ماريا كاليفيس" المديرة الإقليمية لليونيسف قائلة: "تتواصل معاناة أطفال سوريا مع هذا الخطر الإضافي الذي يهدد صحتهم ورفاههم، كما أن حملة التطعيم الجارية حاليا هي ثمرة جهود جبارة للعديد من الشركاء ولكننا لن نتمكن من وقف تفشي فيروس شلل الأطفال إذا لم نتمكن من الوصول إلى الأطفال الذين تعذر الوصول إليهم حتى الآن". وتسعى اليونيسف إلى تقديم 10 ملايين جرعة من لقاح شلل الأطفال لسوريا خلال الأشهر المقبلة، وقد وصلت أول شحنة مكونة من 2 مليون لقاح إلى دمشق يوم الجمعة 29 نوفمبر 2013. كما تبلغ التكلفة الإجمالية للدعم الذي تقدمه كل من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية لحملات التلقيح في سبع بلدان من نوفمبر 2013 وحتى أبريل 2014 ما قيمته 39 مليون دولار، وذلك استنادا إلى خطة استراتيجية موضوعة لمنطقة الشرق الأوسط. وأكدت منظمة الصحة العالمية انه حتى تاريخ 26 نوفمبر 2013، تأكدت إصابة 17 طفلا بالشلل في سوريا، من بينهم 15 حالة في محافظة دير الزور المتنازع عليها، حالة واحدة في حلب، وأخرى في دوما، قرب دمشق. وقبل هذه الإصابات، لم يجر تسجيل أي حالة شلل أطفال في سوريا منذ عام 1999. كما اكتشفت فيروسات متصلة جينيا لشلل الأطفال، مصدرها باكستان، في عينات مياه الصرف الصحي في مصر في ديسمبر 2012، وفي إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة في بداية عام 2013. يذكر انه في سوريا وعلى مدى العامين الماضيينتعرضت أنشطة التحصين لقيود شديدة بسبب النزاع الجاري، وفقدت معدات سلسلة التبريد في العديد من المناطق، ولم تتمكن العديد من الفرق الصحية المتنقلة من القيام بالزيارات المنتظمة، مما أدى إلى عدم تلقيح ما يتراوح بين 500,000-700,000 طفل في هذه المناطق.